أوضح الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن على كومان، ان مشكلة المخدرات تزداد حدة على الصعيد العالمي على رغم الجهود الدولية المبذولة كافة للحد من آثارها المدمرة، مشيراً إلى ان ما يضاعف خطورة هذه المشكلة هو ان الأموال الآتية من تجارة المخدرات غير المشروعة تشكل أهم مصدر لتمويل مختلف التنظيمات الإجرامية، وفى مقدمها المنظمات الإرهابية. وأوضح كومان في كلمته الافتتاحية خلال اجتماعات المؤتمر العربي التاسع عشر لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات، الذي بدأ فعالياته أمس، ما تضمنه تقرير صدر أخيراً عن البنك الدولي بشأن الأموال التي يتم تبييضها وما تجنيه عصابات تجارة المخدرات والمقدرة سنوياً بألف بليون دولار أي ما يمثل نسبة 8 في المئة من الاقتصاد العالمي، مشدداً على أهمية تطوير الأطر التشريعية، بما يسهل كشف مصادر الأموال القذرة وملاحقة المتورطين كافة. ودعا إلى إقامة علاقات تعاون وتنسيق بين الأجهزة الأمنية والقضائية في كل دولة وبين نظيراتها في الدول الأخرى، لان ذلك يشكل احد العوامل الرئيسة للانتصار في الحرب ضد المخدرات. وشدد على أهمية التوجه إلى جيل الشباب بصورة خاصة، وهو الجيل المستهدف أساساً بتجارة المخدرات، لتوعيته بالأضرار والمشكلات الصحية والاجتماعية والنفسية كافة التي يؤدي إليها تعاطي المخدرات والسعي إلى تحويل طاقاته واهتماماته إلى اتجاهات مفيدة وبناءة، مؤكداً ان هذه مهمة مطلوبة من المؤسسات والهيئات المعنية كافة من دينية وإعلامية وتربوية وثقافية، وغيرها من الفعاليات الرسمية والأهلية، بحيث تكون هناك حصانة ذاتية تقي الشباب من الانغماس في رذيلة المخدرات. ونوه الأمين العام في كلمته بالجهود التي يبذلها وزير الداخلية السعودي الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الأمير نايف بن عبدالعزيز في خدمة العمل الأمني العربي المشترك، ودعمه الموصول للأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب. وكانت الاجتماعات بدأت أمس في مقر مجلس وزراء الداخلية العرب في تونس، بمشاركة ممثلين عن 18 بلداً عربياً، وممثلين عن جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.