"مصائب قوم عند قوم فوائد". ينطبق هذا المثل على مربي الدواجن وتجارها باعتبارهم أصحاب المصيبة المترتبة على الفزع من أنفلونزا الطيور، وعلى مربي الأغنام وتجارها بوصفهم المستفيدين! فالطلب على الدجاج الحي انخفض إلى معدلات غير مسبوقة بعد تكاثر الكلام حول انتقال المرض من الدواجن إلى الإنسان، فيما حدث العكس بالنسبة إلى الطلب على الأغنام. ويقول المنتصر محمد الذي يعمل بائعاً في أحد محال الدواجن في الرياض:"بعد أن كان عدد زبائننا يفوق عدد الدجاج الذي نجلبه يومياً، أصبحوا الآن معدودين على الأصابع". ويؤكد محمد أن المحل الذي يعمل فيه فقد ما يعادل 70 في المئة من زبائنه في أيام معدودة، مبدياً دهشته من هذا التطور المأساوي الذي يتناقض وإعلان الجهات المسؤولة عدم وجود أي حالات لأنفلونزا الطيور في البلاد. ويضيف أن بعض الشبان أصبحوا يسخرون منه كلما مروا بالمحل قائلين:"سنراك غداً في محجر الطيور المصابة بالأنفلونزا". ويبدو أن المصيبة كانت أخف نسبياً في محل دجاج آخر في الرياض، إذ يقول البائع خان احمد كليم إن النقص في أعداد زبائنه ليس كبيراً، إلا أن كثيرين منهم باتوا يسألونه عن مصدر الدجاج الذي يبيعه، ويصرون على معاينته قبل ذبحه. ويقول كليم:"بعضهم يظل يتفحص لدقائق عدة حركة الدجاج، قبل أن يختار من بينه دجاجة واحدة أو أكثر". ومن جهته، يؤكد حمود العصيمي أنه لم يعد يثق بالدجاج بشكل عام، ويحاول إقناع أطفاله بأن يتخذوا من لحم الغنم والماشية بديلاً. ويعتقد العصيمي أن هذا المرض صعوبته تكمن في عدم السيطرة على الفيروس المسبب له، خصوصاً أن الطيور المهاجرة تعد من أهم مصادر العدوى، على حد تعبيره. أما ذياب العنزي، فيعترف بأنه اتجه إلى"لحوم الأغنام"بعدما كان لا يأكلها إطلاقاً في السابق، ويقول إنه نصح أولاده الصغار بعدم اصطياد أي طائر يستقر فوق سطح المنزل، مثلما كانوا يفعلون في الماضي، خوفاً عليهم من الطيور المهاجرة. ويقول تاجر الأغنام عبدالله القحطاني:"تزايد الطلب خلال الأيام الماضية على الأغنام، أدى إلى زيادة سعرها"، ويوضح أنه لم يكن في السابق يبيع أكثر من 3 إلى 4 رؤوس من الأغنام يومياً، أما الآن فيتراوح ما يبيعه ما بين 7 إلى 10 أغنام.