أجمع عدد من تجار الأغنام في حفر الباطن، على أنهم الأكثر إفادة من انتشار مرض "أنفلونزا الطيور" من منطلق"مصائب قوم عند قوم فوائد"، خصوصاً أن حفر الباطن يوجد فيها أكبر الأسواق لبيع وتصدير الماشية. ورأى التجار الذين كانوا جالسين إلى مائدة إفطار، أن من شأن هذا المرض الذي أصاب مناطق عدة فى العالم، أن يسهم في شكل مباشر أو غير مباشر فى ارتفاع مبيعاتهم من الأغنام، بعد أن أصاب الناس شيء من الخوف من لحوم الدواجن بسبب هذا المرض. وبدأ بعض هؤلاء التجار فى الإعداد باكراً لجني أرباح هبوط أسهم اللحوم البيضاء، وارتفاع مؤشر اللحوم الحمراء، مع تواتر الأخبار التي تتحدث عن مدى الانتشار السريع لمرض"أنفلونزا الطيور". ويعمل التجار على تخزين أعداد كبيرة من المواشى والتوسع بإقامة أحواش إضافية تتسع للأعداد الكبيرة التي ينوون شراءها، استعداداً لتلبية متطلبات السوق مستقبلاً. ويتباهى تجار الأغنام في حفر الباطن، وهم يمثلون الفئة الأكبر من بين بقية الفئات الأخرى، بأنهم في ال"سيف سايد"الجانب الآمن من انتقال المرض، فبضاعتهم"سليمة"من الأمراض، وأن الأغنام لم تصب حتى اللحظة بأي وباء عالمي، على غرار المرض الذي أصاب في وقت سابق الأبقار، وأطلق عليه"جنون الأبقار"، ويأتي الآن دور الطيور والدواجن. والايجابية الثانية التي تحققت من انتشار أخبار المرض، كانت لصالح المستهلك، خصوصاً أن أصحاب المحال التي تبيع الدواجن الطازجة، استجابوا مع الواقع، وأعادوا الأسعار إلى ما كانت عليه قبل حلول شهر رمضان، إذ ارتفعت الأسعار قبل حلول رمضان من ثمانية ريالات للدجاجة الواحدة، إلى تسعة ريالات، رغبة منهم فى"عدم تحميل الأمر أكثر مما يحتمل"فى ظل حالة الاستنفار العالمية، بالتهوين من جانب، والتحذير من جانب آخر. وفى المقابل يقول أحمد المصري، وهو بائع فى أحد المحال التي تبيع الدجاج الطازج: إن"الإقبال على شراء الدجاج لا يزال فى المستوى نفسه، ولم يتأثر عن السابق، لدرجة نفاد الكميات الموجودة فى المحل يومياً منذ بدء رمضان". وأشار إلى أن بعض الزبائن يسألون عن مصدر هذا الدجاج ويحرصون على اختيار الدجاج بأنفسهم، على عكس السابق، عندما كانوا أقل حرصاً في هذا الشأن. ويشير المصري إلى أن الناس فى حفر الباطن يقبلون فى رمضان في شكل خاص، على شراء الدجاج من أجل الإفادة من مرقها لإعداد"الشوربة"التي تعد طبقاً أساسياً لأهالي المحافظة. ولم يخف المصرى خشيته من التوسع فى انتقال أخبار مرض"أنفلونزا الطيور"على نطاق واسع، وأكد أن من شأن هذا"التأثير على مصدر رزقي". ولا يكاد يخلو حي في حفر الباطن من وجود محل أو محلين على الأقل لبيع الدجاج الطازج، وأصحاب هذه المحال يترقبون آخر الأخبار عن"أنفلونزا الطيور"، خصوصاً أنها ستنعكس على مسار حياتهم، فيما يستعد تجار الأغنام لاستغلال ما أحل بتجار الطيور والدواجن والتحكم بالسوق واتجاهاته مستقبلاً.