على رغم أن اليمن يحتل الترتيب الرابع بين الدول العربية في إنتاج الأسماك، إلا أن مواطنيه ليسوا على شغف كبير بتناوله خصوصاً في شهر رمضان، لكنهم أجبروا على ذلك بفضل اشاعات انتشار أنفلونزا الطيور. وتشير التقارير الحكومية إلى أن أسواق الأسماك انتعشت خلال الأسبوعين الماضيين على نحو كبير جداً، بلغت فيه مبيعاتها ثلاثة أضعاف الكميات المتداولة في الفترات السابقة. ففي سوق السمك المركزية في منطقة القاع بأمانة العاصمة بلغت المبيعات اليومية للأسماك بمختلف أنواعها ما بين 7 و8 آلاف كيلوغرام يومياً، في الوقت الذي لم يكن يتعدى الفين و2.5 الف كيلوغرام يومياً في الفترات الاعتيادية - بحسب أحد قدامى المتعاملين في السوق المؤلفة من 36 محل بيع أسماك. ويقول التجار أن هذا الارتفاع جاء بعد عزوف الناس عن شراء الدجاج بسبب الأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام حول تفشي وباء أنفلونزا الطيور في مختلف أنحاء العالم، واحتمال وصوله الى اليمن من طريق الطيور المهاجرة، ما جعل اليمنيين يبحثون عن حلول بأنفسهم، فتحولوا إلى السمك الذي يوجد بوفرة. في الوقت نفسه قال تجار الدواجن في صنعاء أن مبيعاتهم تدنت إلى أسوأ درجاتها خلال شهر رمضان خلافاً للعادة الجارية في هذا الموسم بسبب أنفلونزا الطيور، وأن معدل المبيعات اليومية انخفض إلى ما بين 20 و30 دجاجة يومياً للمحل الواحد، في الوقت الذي كان هذا الرقم خلال شهر رمضان الماضي يتجاوز 150 دجاجة. وتشير إحصاءات رسمية إلى أن اليمن يستهلك نحو 70 ألف طن من الدواجن سنوياً ، ويستورد حوالي 80 ألف طن أخرى. إلاّ أن الحكومة أصدرت خلال الأيام القليلة الماضية قراراً بمنع استيراد الدواجن خشية نقل مرض أنفلونزا الطيور عبرها. من ناحية أخرى، قالت الجمعية البيطرية اليمنية إن السبب وراء مقتل الطيور في عدد من مزارع تربية الدواجن في البلاد يرجع إلى مرض نيوكاسل، لا إلى أنفلونزا الطيور. وأضاف مسؤولون في الجمعية أن هذا المرض قاتل للطيور ولكنه لا يشكل خطراً على الإنسان. وأوضحت الجمعية في بيان لها إن أنباء مقتل الطيور في بعض المزارع اليمنية أثار قلقاً بين المواطنين وأدى إلى انخفاض بنسبة 20 في المئة في المبيعات. ونفى مسؤولون في وزارة الزراعة اليمنية وجود أي اثر لمرض أنفلونزا الطيور في مزارع تربية الدواجن في البلاد البالغ عددها نحو خمسة آلاف مزرعة. من جانب آخر، من المقرر أن تبدأ في واشنطن منتصف الشهر الجاري جلسة المفاوضات النهائية بين اليمن وهيئة التنمية الدولية لتوقيع اتفاقية قرض تمويل مشروع الأسماك الخامس بمبلغ 32 مليون دولار. وأوضح وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي عبد الله حسن الشاطر أن البنك الدولي سيساهم في هذا المشروع بمبلغ 25 مليون دولار، فيما يساهم الاتحاد الأوروبي بقرض قيمته 7 مليون دولار وستساهم الحكومة اليمنية بمبلغ 2 مليون دولار.