قدرت شركات المواشي وبائعو الاغنام في السعودية حجم الخسائر الشهرية المتوقعة بسبب مرض حمى الوادي المتصدع الذي يصيب الحيوانات بأكثر من نحو 85 مليون ريال 22.6 مليون دولار على اساس ان اجمالي مبيعات الاسواق السعودية من الاغنام تراوح بين 3 و6 ملايين رأس تقريبا تُقدر قيمتها باكثر من بليون ريال سنويا 533.3 مليون دولار. وطالب عدد كبير من التجار واصحاب حظائر الماشية بضرورة ايجاد حل لوقف خسائرهم اليومية على رغم ان اغنامهم خالية من المرض. واكد التجار ان الخسائر التي يتعرضون لها في ارتفاع بسبب تزايد عدد ضحايا المرض في المناطق التي انتشر فيها المرض بشكل كبير ما انعكس بشكل سلبي على حركة البيع والشراء في الوقت الذي لم تصدر وزارة الزراعة السعودية بياناً صحياً توضح من خلاله المناطق السليمة من المناطق التي تعرضت للمرض بشكل كبير وواضح. ووفقاً للتاجر حمدان الرشيدي من سوق الاغنام في الرياض ادى مرض الوادي المتصدع الى كساد حاد في سوق الاغنام والمواشي ووصل سعر الرأس الواحد من الاغنام الى 80 ريالاً 21.3 دولار بعد ان كان السعر يتجاوز 600 ريال 160 دولاراً قبل ظهور المرض. وأشار كثير من العاملين في سوق المواشي والاغنام الى ان حظر استيراد المواشي من الدول الافريقية ومنع نقل المواشي بين مدن السعودية كان لهما الاثر الكبير على السوق وبالتالي انخفض حجم المبيعات من اللحوم الحمراء الى اكثر من 85 في المئة تقريباً مما سجل تراجعاً كبيراً في قيمة اسهم الشركات التي تعمل في هذا المجال. واكدت المصادر ان تأثير المرض امتد الى المنتزهات التي تقدم اللحوم المشوية الطازجة في المناطق السياحية حيث سجلت انخفاضاً كبيراً تجاوز 70 في المئة والى توقف العمل فيها بشكل كبير وامتنع الكثير من الناس من ارتياد المنتزهات خوفاً من انتقال المرض اليهم على رغم الاحتياطات التي اتخذتها البلديات ممثلة في صحة البيئة التي شددت على ضرورة التزام جميع المحلات التجارية والمطاعم والاشخاص بذبح مواشيهم في المسالخ التابعة للامانات حيث يتوافر اطباء بيطريون يعملون على الكشف على تلك اللحوم حرصا على سلامة الجميع. في المقابل سجلت اسواق الاسماك والدواجن في السعودية ارتفاعاً كبيراً في عملياتها واقبالاً متزايداً من المواطنين والمقيمين ويرجع ذلك الى العزوف الكبير عن اللحوم تحسباً من المرض. وشهدت سوق الاسماك ارتفاعاً في الاسعار تجاوز 200 في المئة وسُجل اقبال كبير عليها لم تشهده اسواق الاسماك والدواجن منذ اكثر من ستة اعوام. وذكر احد الباعة في محلات الدواجن ان اجمالي ما يتم بيعه يومياً من الدواجن يتجاوز ألفي دجاجة يومياً في حين لم يكن يتجاوز 60 دجاجة قبل ظهور المرض ما رفع نسبة طلبات الدجاج والاسماك حيث تجاوز ذلك 90 في المئة يومياً، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي الى تقليص اجمالي الخسائر التي تكبدتها المزارع المكشوفة للدجاج في فصل الصيف نتيجة الاغلاق نظراً إلى عدم القدرة على الانتاج بسبب ارتفاع درجة الحرارة وشدة الرطوبة في المناطق الساحلية التي تؤثر على تربية الدواجن اثناء مرحلة النمو الامر الذي يؤدي بالتالي الى نفوقها بشكل كبير.