تجاهل مربو الطيور في سوق حائل الشعبي الاشتراطات الصحية والإجراءات الوقائية ضد امراض الطيور، ما اثار مخاوف الأهالي من ضرب وباء انفلونزا الطيور للسوق. ونادى مواطنون بفرض اجراءات احترازية وقائية وإنشاء مركز بيطري داخل السوق لفحص الطيور. وتسبب مرض انفلونزا الطيور ذائع الصيت حتى الآن في تكبد العديد من دول العالم خسائر فادحة في ثرواتها الحيوانية وبالأخص بين مربي الطيور الداجنة عوضا عن مالحق بالعشرات من مواطني تلك الدول من عدوى تسببت في وفاة العديد منهم جراء اصابتهم بعدوى هذا المرض الفتاك. غير ان هذه الأنباء المفجعة لم تحرك ساكنا بين هواة رواد السوق الشعبي بمدينة حائل الشهير بسوق الجمعة والذي يشهد كل يوم جمعة تدفق المئات من مربي الطيور الداجنة والمهاجرة بغية التكسب من بيعها على المستهلكين المحليين.. فقد تضاعف الطلب على الطيور اللاحمة من دجاج وحمام وإوز وسمان على نحو مثير للاستغراب بالرغم من حملات التوعية المكثفة عبر وسائل الإعلام المتنوعة.. ضنا من الباعة والمشترين ان هذا المرض بات معزولا في مواقع محددة من العالم وغير مفترض الانتقال عبر الطيور المحلية الداجنة.. قاعدتهم في ذلك ان النار كفيلة بالقضاء حتى على السم الزعاف. يقول محمد الشمري انه يبتاع الكثير من اصناف الطيور الداجنة منذ سنوات ولم يحصل ان اصيب بأية عدوى بكتيرية او فيروسية مؤكدا انه يثق بسلامة الطيورالمباعة في السوق والمرباة في المنازل اكثر من ثقته بالمبردات والمثلجات من اصناف اللحوم البيضاء والحمراء. فيما اكد سالم عوض انه يبيع الطيور البلدي والبيض الطازج منذ كان طفلا ولم يشتك اي من الزبائن من وجود اعراض مرضية تثير الشك.. مؤكدا انه على تواصل دائم مع مديرية الزراعة للتعرف عن ابعاد مرض انفلونزا الطيور وكيفية الوقاية منه وتحصين دجاجاته باللقاحات اللازمة اذا ما استدعى الأمر. في حين احتاط خلف السعدي الى المطالبة بإنشاء مكتب خاص لمديرية الزراعة تختص بمباشرة فحص الطيور المعروضة امام الزبائن والتأكد من سلامتها من كافة الأمراض بما فيها إنفلونزا الطيور قبل بيعها للمستهلكين الذين يجهلون تماما اعراض هذا المرض وغيره من الأمراض السارية او المستوطنة. اما سالم الشمري فيقول ان الباعة ومربي الطيور قد تعلموا الكثير عن سبل تحصين الطيور وعلاجها من الأمراض الشائعة عدا ان مرض انفلونزا الطيور يحتاج الى المزيد من التعريف... بين المهتمين بتجارة الطيور.. مشيراً في هذا الاتجاه الى ضرورة قيام مديرية الزراعة بحصر مربي الطيور وتوعيتهم بالسبيل الأمثل لوقاية الطيور من المرض وغيره من الأمراض الأخرى مؤكدا ان غالبية المشترين يقومون بذبح الطيور الداجنة في منازلهم بعيدا عن اعين الرقابة الصحية اما لجهل او لعدم اكتراث لما يروج له من نصائح لم تجد بعد من يعطيها ما تستحقه من انتباه. وبدوره رحب عادل الغالب بدور اكبر للجهات الرقابية المعنية بصحة البيئة في فرض اشتراطات صحية اكثر صرامة على محال بيع الطيور والحيوانات اللاحمة التي قد تنقل العدوى للمستهلكين مؤكدا ان حركة البيع والشراء في اسواق الطيور اللاحمة تستدعي قيام الجهات الرقابية بمزيد من الجولات الميدانية على الأسواق المحلية ومراكز انتاج وتوريد الطيور في القرى والضواحي التي لا تتوفر بها مراكز رعاية بيطرية دائمة.