في اللحظة التي تدلف فيها عطلة عيد الأضحى المبارك وسط برودة كثيفة لأجواء الشمال وهطول الأمطار، يحزم الناس أمتعتهم للسفر إلى هنا وهناك أو للخروج في رحلات بريّة أو بحرية خارج المدن، للاستمتاع بهذه الأيام التي أراد لها أهل تبوك أن تكون ممزوجة هذه المرة بعبير الشواطئ وعبق الصحراء الممزوج برائحة الأعشاب والمكسوّة ببرودة الثلج والمطر اللذين يخيمان على هذا الشهر، وكذلك من أجل كسر أجواء ورتابة اليوميات والممارسات المعتادة. وفي ظل الازدحام على الرحلات الجوية وخصوصاً في أيام الحج يرى غالبيتهم أنه سيكون للسياحة هذه المرة طابع جديد في قضاء الأوقات عبر الشواطئ البكر التي تتميز بها منطقة تبوك، ولا سيما في شواطئ مدن حقل وضباء وأملج أو على شاطئ شرما الشهير بجمال أجوائه وتميّزه في مثل هذه الأوقات. واختار البعض الآخر الامتزاج برائحة لهب الغضا والحطب والسمر في أودية الصحراء والتجول بين السهول في مناطق طبيعية تتميز بها تبوك كجبال الزيتة وجبل اللوز وأودية بلاد حسمى والطبيق وغيرها من الأماكن التي يمسي فيها التجوّل في الصحراء متعة تكاد تفوق متعة سياحة المدن والأماكن الأخرى. ويبدو أن أهالي تبوك في زحمة من أمرهم يستعدون للعطلة فيهيئون السيارات، ويعدون المخيمات في أماكن متفرقة يضفي عليها سحر الطبيعة وقعاً خاصاً إذ يلتحفون الفضاء ويفترشون الأرض، ولا سيما الشباب الذين تمنعهم برودة الطقس في البلدان المجاورة من التوجه إليها.