دعت روسيا أمس الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية الى"الحذر"بشأن سورية محذرة من ان اي تدخل عسكري ستكون له"عواقب كارثية"على دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وأعربت عن خيبة املها لالغاء واشنطن اجتماعاً ثنائياً معها في لاهاي اليوم للبحث في الوضع السوري. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان"المحاولات الرامية الى الالتفاف على مجلس الامن وايجاد ذرائع واهية وعارية عن الاساس مرة جديدة من اجل تدخل عسكري في المنطقة ستولد معاناة جديدة في سورية وستكون لها عواقب كارثية على الدول الاخرى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا". وتابع البيان"ندعو زملاءنا الاميركيين وجميع اعضاء الاسرة الدولية الى الحذر والى احترام صارم للقانون الدولي القائم قبل اي شيء على المبادئ الجوهرية لميثاق الاممالمتحدة". وأعربت الخارجية مجدداً عن"خيبة املها البالغة"لقرار الولاياتالمتحدة ارجاء اجتماع ثنائي كان مقرراً عقده في لاهاي حول الازمة السورية. وكان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية اصدر اعلاناً في هذا الصدد مساء الاثنين قائلاً ان الإرجاء سببه"مشاورات جارية من اجل القيام برد مناسب على الهجمات الكيماوية التي وقعت في 21 آب اغسطس في سورية". وأوضحت الخارجية الروسية في بيانها ان هذا الاجتماع كان سيخصص بشكل رئيسي لبحث تنظيم مؤتمر دولي حول سورية"بهدف وضع حد سريع للعنف واطلاق آلية تسوية سياسية للنزاع". وتابعت ان"القرار الاميركي بإرجاء اجتماع لاهاي يوجه رسالة مناقضة للمعارضة السورية من خلال تشجيعها على التشدد ترقباً لتدخل خارجي قوي". وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اعلن امس ان قرار الولاياتالمتحدة ارجاء اللقاء"مؤسف"، وكتب في حسابه على موقع"تويتر"انه"من المؤسف ان يقرر شركاؤنا الغاء اللقاء الثنائي بين روسياوالولاياتالمتحدة لمناقشة المسائل المرتبطة بالدعوة لمؤتمر دولي حول سورية". وأضاف انه"لكان من المفيد جداً وتحديداً الآن، ايجاد آليات تسوية سياسية في سورية". واعتبر الناطق باسم الخارجية الروسية ان الدعوة الى مؤتمر سلام"هي المهمة الأكثر الحاحاً". وقال"نراهن على واقع ان الولاياتالمتحدة ستؤدي قسطها من المسؤوليات المتعلقة بالتحضير لهذا المؤتمر". ونقلت وكالة"انترفاكس"الروسية للانباء عن مصدر عسكري ديبلوماسي روسي قوله امس ان اي تدخل عسكري غربي لن يحقق"نصراً سهلاً"لأن الحكومة السورية لديها ما يكفي من انظمة الدفاع الجوي لصد الهجمات. وأضاف المصدر انه"اذا شن الجيش الاميركي وقوات حلف شمال الاطلسي عملية ضد سورية، فلن يتحقق نصر سهل". وتابع ان"نظام بوك-ام 2 اي لصواريخ ارض-جو المتعدد الوظائف وغيره من وسائل الدفاع الجوي التي تملكها القوات السورية سترد بالشكل المناسب على المعتدين". وزاد ان سورية تملك حالياً ما يصل الى 10 بطاريات من انظمة الدفاع الجوي هذه. وصواريخ"بوك - ام 2 اي"السوفياتية - الروسية الصنع هي صواريخ ارض - جو متوسطة المدى مصممة لاعتراض صواريخ"كروز"والقنابل والطائرات من دون طيار. في هذا الوقت، هبطت طائرة نقل روسية تحمل مساعدات غذائية في مدينة اللاذقية السورية امس على ان تقوم بإجلاء رعايا روس يرغبون في مغادرة البلد المضطرب. وقالت الناطقة باسم وزارة الطوارئ الروسية ايرينا روسيوس ان طائرة من طراز"اليوشين - 76"تابعة للوزارة هبطت في مدينة اللاذقية الساحلية ناقلة 20 طناً من المساعدات الانسانية. وستقوم الطائرة في رحلة العودة بنقل 180 مواطناً من دول الاتحاد السوفياتي السابق الراغبين في مغادرة سورية ومن بينهم 100 روسي. في بكين، قالت"وكالة أنباء الصين الجديدة"شينخوا امس إن شن هجوم على سورية سيكون خطيراً وغير مسؤول، وإنه ينبغي على العالم تذكر كيف بدأت حرب العراق بادعاءات أميركية زائفة حول وجود أسلحة دمار شامل فيه. وأضافت"شينخوا"إن"الدول الغربية تستبق النتائج بشأن الجهة التي استخدمت الأسلحة الكيماوية قبل أن يستكمل مفتشو الأممالمتحدة تحقيقهم"، معتبرة ان"مثل هذا الخطاب وكذلك موجة المشاورات الاخيرة بين واشنطن وحلفائها تشير إلى أن الرصاصة أعدت للاطلاق حتى من دون تفويض من الأممالمتحدة". وتابعت"سيكون هذا أمراً خطيراً وغير مسؤول. وبالنظر إلى البدايات فإن السيناريو الحالي يعيد إلى الأذهان الأوقات التي سبقت حرب العراق عندما أطلقت الولاياتالمتحدة مزاعم في شأن أسلحة الدمار الشامل تبين في ما بعد أنها زائفة".