في هذه الحانة في ريو دي جانيرو التي كان يرتادها كثيراً، كان ليحتفل فينيسيوس دي مواريش بميلاده المئة حاملاً في يده سيجارة ومحاطاً بأصدقاء ونساء حسناوات. وكان ليترك غيتاره في المنزل. فزياراته إلى حانة"فيلوسو"التي سميت بعد ذلك"ابنة ايبانيما"تكريماً لأغنية البوسا نوفا الشهيرة التي ألفها، لم تكن مكرسة للعمل. ويوضح مانويل الفيس ايناسيو صاحب الحانة منذ 37 سنة:"لم يكن يجلب غيتاره معه أبداً كان يأتي للاستمتاع فقط". كلمات"ابنة ايبانيما"التي ألف موسيقاها توم جوبيم كانت موجهة أساساً لمسرحية غنائية استعراضية بعنوان"بليمب"لفينيسيوس حيث يغرم مخلوق من الفضاء الخارجي بامرأة سمراء جميلة. ماركوس فينيسيوس دا كروز اي ميلو مواريش الملقب"بويتيتيا"أي الشاعر الصغير كما كان يحلو له أن يسمى، ولد في 19 تشرين الأول أكتوبر 1913 وتوفي في التاسع من تموز يوليو 1980 في منزله الواقع قرب الحديقة النباتية في حي ميسور في ريو دي جانيور حيث كان ولد قبل 66 عاماً. وكرمت البرازيل أمس هذا الشاعر والديبلوماسي ومؤلف الأغاني مثل"غاروتا دي ايبانيما"و"شيغا دي سووداد"وهي موسيقى أصلية من ريو دي جانيرو لكن يمكن للجميع في العالم ترديدها. وأقيمت في المناسبة حفلات موسيقية وعرضت أفلام وثائقية فضلاً عن إصدارات كتب خاصة وأسطوانات. الشاعر البرازيلي كارلوس دراموند دي اندراديه كان يقول عن فينيسيوس انه"الشاعر الوحيد الذي عاش مثل الشعراء"وأنه"طاول الطبقات الشعبية بأشعاره وهو أمر رائع". وبعدما تأرجح طويلاً بين الكتابة والشعر، كرس نفسه بعد ذلك للموسيقى كلياً. وكان يحلو للشاعر الصغير أن يقول"لتعذرني النساء القبيحات لكن الجمال أساسي"قبل أن يضيف"لقد أحببت نساء قبيحات-جميلات وقبيحات مثيرات للاهتمام ولقد مارست الحب مع نساء أعجبت بمظهرهن لكنهن لم يكن جميلات بل كن يتمتعن بشيء يجذبني". ولطالما شكلت النساء مصدر الهام لهذا الفنان. وقد تزوج تسع مرات وهو يوضح في هذا الإطار:"لقد كن جميعهن شريكات رائعات". وكان فينيسيوس يعجب النساء مع غيتاره أو من دونه. فبستمه الساخرة وعيناه المذبوحتان كانت تجذب النساء. ويقول صاحب حانة"غاروتا دي ايبانيما"،"كان يعشق الحب". ويقول توكينيو الذي شكل اعتباراً من العام 1970 ثنائياً مع الشاعر الصغير"لم يحسن فينيسيوس العيش من دون شعر وفي جنون الحياة اليومية التي لا تترك حيزاً للشعر، كان الشعر يرافق فينيسيوس دوماً". وقد ألفا معاً اكثر من مئة أغنية من بينها"تاردي ايم ايتابوا"وقدما اكثر من ألف عرض. ويؤكد توكينيو"في البداية شعرت بأنني ضحية مأساة من مآسي الحياة إلا أن السعادة غمرتني لأنني اخترت لأعيش آخر ساعات الشاعر". وصعد فينيسيوس دي مواريش الذي وصف نفسه في احدى أعانيه على انه"الأبيض الأكثر سواداً في البرازيل"الى خشبة المسرح أيضاً مع بادن باول وجواوا جيلبرتور وتشيكو بواركي وكارلوس ليرا. في العام 1953 كتب فينيسيوس مسرحية"أرفو نيغرو"التي اقتبسها فيلماً سينمائياً العام 1959 الفرنسي مارسيل كامو وفاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان للفيلم.