سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عباس يتهم إسرائيل بممارسة "التطهير العرقي" و "حماس" تدعو الى المقاومة وعدم استئناف التفاوض ... والتشديد على ان حق العودة مقدس لا يجوز التفريط فيه . الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمزيج من الألم والأمل
أحيا الفلسطينيون في الوطن والشتات أمس ذكرى مرور 64 عاماً على النكبة بمزيج من الألم والأمل. وأقيمت في مختلف المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة مسيرات ومهرجانات شارك فيها عشرات الآلاف وسط الدعوة الى عدم العودة الى المفاوضات مع اسرائيل والتمسك بالوحدة وخيار المقاومة. وأطلقت عند منتصف النهار صفارات الحداد في مختلف المدن الفلسطينية حيث توقف المواطنون في الشوارع العامة دقيقة صمت وحداد، كما توقفت المسيرات ورفع المشاركون فيها إشارات النصر. وشهدت الحواجز العسكرية الاسرائيلية المقامة على مداخل المدن مواجهات واسعة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال. وقال متحدث باسم الهلال الأحمر إن 80 شاباً أصيبوا بأعيرة مطاطية في هذه المواجهات، وأن المئات أصيبوا بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع. وأكد الرئيس محمود عباس، في كلمة متلفزة الى الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة مساء الاثنين، تمسك منظمة التحرير الفلسطينية بحق العودة للاجئين. وقال:"نكبة شعبنا عام 1948 لا مثيل لها في التاريخ الحديث للشعوب والأمم، فتحت مقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض اقتُلِعنا من مدننا وقرانا، وشُطِب اسم فلسطين عن الخارطة، وأضحى اسم الفلسطيني مرادفاً لكلمة لاجئ". واتهم عباس اسرائيل بممارسة التطهير العرقي في مدينة القدسالمحتلة ضد الفلسطينيين، ولفت الى ان"الاستيطان داخل المدينة وحولها يسير بوتائر لم تحدث منذ عقود، وهدم البيوت وتشريد أصحابها ممارسة يومية، والمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين هدف ثابت لأطماع الاحتلال والمتطرفين، ومنع المؤمنين مسلمين ومسيحيين من دخول المدينة للصلاة وفرض الضرائب الباهظة على المواطنين لإجبارهم على الهجرة كل هذا سياسة لا تسمية لها سوى التطهير العرقي". وقال عباس إننا"على ثقة تامة بأن الاحتلال الإسرائيلي مهما بالغ في عدوانه وجبروته فهو إلى زوال، ومصلحة شعوب المنطقة، بما فيها شعب إسرائيل هي تحقيق السلام، ولا سلام من دون الاعتراف بدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، أما الاستيطان فلن يجلب السلام للإسرائيليين، ومن دون السلام ستبقى إسرائيل جزيرة معزولة وسط محيط مُعادٍ لها". وفي غزة تظاهر آلاف الفلسطينيين وسط الدعوة الى عدم العودة للمفاوضات مع اسرائيل والتمسك بالوحدة وخيار المقاومة، وشاركت في التظاهرة كل الفصائل وفي مقدمها"حماس"و"فتح"، واسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها"حماس"في القطاع. وشدد زكريا الآغا رئيس اللجنة الوطنية ان الشعب الفلسطيني"لن يقبل اي بديل عن العودة". ودعا الآغا، وهو عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"، القيادة الفلسطينية الى"استمرار التمسك بوقف كل اشكال المفاوضات ورفض عدم استئنافها والاصرار على وقف الاستيطان وتوفير مرجعية دولية لعملية السلام". وأكدت حركة"حماس"ان"حق العودة مقدس ولا يجوز التفريط فيه". ودعت في بيان السلطة الفلسطينية الى"رفض المناورات الصهيونية الهادفة للعودة من جديد إلى طاولة المفاوضات". وشددت على ان مشروع المقاومة"بكل اشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة سيبقى خيارنا الحقيقي في استرداد الارض والمقدسات وتحقيق التحرير والعودة". وأكدت الحركة التي تسيطر على قطاع غزة ان"حق عودة اللاجئين الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها حق جماعي وفردي غير قابل للتصرف ولا تلغيه ايَّة اتفاقات أو معاهدات تتناقض مع هذا الحق". ودعت"حماس"خصوصاً بريطانيا الى"التكفير عن خطيئتها بوقف دعمها للكيان الصهيوني وعدوانه ضد شعبنا ومقدساتنا". كما دعت الحركة"فتح"والسلطة الى"الشروع فوراً"بتطبيق اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة الذي ينص على تشكيل حكومة توافق وطني انتقالية برئاسة الرئيس عباس مهمتها التحضير للانتخابات واعمار قطاع غزة من اجل"توحيد الشعب في مواجهة مؤامرة التهويد والاستيطان والعدوان والحصار". من ناحية ثانية قام عدد من الفلسطينيين بزراعة مئتي شجرة زيتون على الطريق الساحلي غرب غزة ترمز الى مئتي طفل قتلوا في الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في شتاء 2008. وشارك بضعة آلاف من فلسطينيي 1948 أمس في مسيرة إلى قرية اللجون المهدمة والمهجرة، في منطقة المثلث، إحياءً للذكرى السنوية ال 64 لنكبة الشعب الفلسطيني. وتقدم المشاركين قادة الأحزاب والفعاليات السياسية والمدنية العربية ونواب الأحزاب الوطنية والإسلامية. وجاءت المسيرة بقرار من"لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية"التي أعلنت أيضاً الإضراب في البلدات العربية، وذلك للمرة الأولى في ذكرى النكبة. وعمّ الإضراب الشامل المدارس والمؤسسات لكنه كان جزئياً في المحال التجارية، فيما انصرف العمال إلى أماكن عملهم خارج بلداتهم، كالمعتاد. ورفع المتظاهرون الأعلام السوداء والأعلام الفلسطينية واللافتات التي دوّنت أسماء القرى التي هجر أهلها وهدمت مبانيها 530 قرية. وأكد المشاركون تمسك الفلسطينيين بحق العودة. وعلى أرض البلدة المهجرة نصبت عشر خيام ترمز إلى بيوت القرية المهدمة وتؤكد وجوب إعادة إعمار هذه القرى وإعادتها إلى أصحابها الأصليين، علماً أن مئات المستوطنات اليهودية أقيمت على أنقاضها. كما قام المشاركون خصوصاً من الشباب بفعاليات تثقيفية متنوعة تناولت مأساة الشعب الفلسطيني في وطنه. يشار الى ان النكبة ادت الى تشريد حوالى 760 ألف فلسطيني عام 1948 وقد اصبح عدد اللاجئين الفلسطينيين حالياً حوالى 4.8 مليون نسمة مع احفادهم ويعيش معظمهم في الاردن وسورية ولبنان والاراضي الفلسطينية.