أجرت السلطات التركية أمس تفتيشاً روتينياً لطائرة شحن أرمينية متجهة إلى حلب بعد أيام على اعتراضها طائرة مدنية سورية قادمة من موسكو اتهمتها بنقل معدات عسكرية روسية إلى سورية. وانطلقت طائرة الشحن من أرمينيا محملة بالمساعدات الإنسانية بحسب سلطات البلاد وحطت عند الساعة 8 تغ في أرضروم شرق تركيا في توقف فني اتفق عليه مسبقاً مع السلطات التركية من أجل تفتيش الحمولة. وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي بولد ارينتش أن"الطائرة تلقت الإذن بالمغادرة"بعيد ظهر أمس، مشيراً إلى أن الحمولة مطابقة للكشف الذي قدمه طاقم الطائرة. وشدد ارينتش على أن هذا التفتيش"يثبت أننا جديون إلى أقصى الحدود"على مستوى احترام العقوبات الدولية التي تستهدف النظام السوري ولا سيما شحنات الأسلحة، على ما نقلت وكالة الأناضول للأنباء. وبعد التوتر الحاد الذي أثير بعد إجبار طائرات تركية مقاتلة طائرة مدنية ايرباص ا320 تابعة للخطوط الجوية السورية تتجه من موسكو إلى دمشق على الهبوط على أراضيها للتفتيش سعت الحكومة التركية إلى التقليل من حادث تفتيش الطائرة الأرمينية. وقال وزير النقل التركي بن علي يلديريم لوكالة الأناضول إن الطائرة الأرمينية أجرت"هبوطاً فنياً في أرضروم"، مضيفاً:"هذا يعني أن قائد الطائرة طلب الهبوط في تركيا بإرادته". وكان مصدر ديبلوماسي تركي أفاد فرانس برس سابقاً أن السلطات التركية أجازت للطائرة العبور في مجالها الجوي"بشرط أن تجري هبوطاً تقنياً"لتفتيش حمولتها. كما أعلنت الخارجية الأرمينية من جهتها لفرانس برس أن طائرة الشحن الأرمينية كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى حلب، كبرى مدن شمال سورية، مشيرة إلى أن هبوطها في تركيا كان متفقاً عليه مسبقاً. وقال الناطق باسم الوزارة تيغران باليان لفرانس برس إن"الطائرة التي كانت تنقل شحنة إنسانية إلى سورية قامت بهبوط في تركيا مقرراً مسبقاً. الهبوط في تركيا كان متفقاً عليه مسبقاً مع الجانب التركي". وهذه الشحنة كانت مرسلة في إطار حملة إنسانية أرمينية أطلق عليها اسم"مساعدة شقيق"كما أوضح أحد منظمي الحملة. وقال فاهان هوفانيسيان النائب عن حزب داشناكتسوتيون لفرانس برس إن"الحمولة الإنسانية تتضمن مواد غذائية مثل الرز والسكر والمعكرونة". وتقيم مجموعة أرمينية صغيرة في سورية تضم ما بين ستين ومئة ألف شخص بحسب التقديرات يتركزون خصوصاً في حلب. ومنذ بدء النزاع في سورية فر الآلاف من السوريين الأرمن إلى أرمينيا خشية وقوع مشاكل في سورية في حال سقط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وفي 10 تشرين الأول أكتوبر أجبرت مقاتلات تركية طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية على الهبوط في أنقرة لتفتيش حمولتها التي قالت أنقرة إنها مشبوهة. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تلك الطائرة كانت تنقل"ذخائر"ومعدات عسكرية من روسيا إلى سورية. ونفت دمشق بشكل قاطع ذلك فيما أقرت موسكو بأن الطائرة كانت تنقل"قطعاً لمحطات رادار"وهي"مشروعة". ويأتي الحادث غداة إغلاق تركيا وسورية مجاليهما الجويين أمام الطائرات المدنية التابعة للبلد الآخر. ولا تقيم تركياوأرمينيا علاقات ديبلوماسية بسبب خلافهما حول عمليات ترحيل الأرمن والمجازر بحقهم في ظل السلطنة العثمانية عام 1915 حيث ترفض أنقرة اعتبارها"إبادة".