الفترة الماضية كانت موسم صيد الهوامير، من تعدد نشر الأخبار عن نهايات هوامير توظيف أموال، مؤكد أن الصيد لم يشمل كل الهوامير، لكن مما نشر تم الحكم على هامورة المدينة، حارسة المدرسة التي تحولت إلى موظفة أموال بالملايين ويكتنف قصتها الغموض، كما نشر عن القبض على هامور في الأحساء، وهامور عنيزة الذي قبض عليه في الرياض بعد حوار صحافي ظريف، وإيقاف ومتابعة هوامير في عسير لا زالت جارية. الذي يجمع بين هؤلاء هو سذاجة مستثمرين - إن جاز التعبير- سقطوا في الفخ، من أسهل الأمور أن تعطي شخصاً مالك ليقسط عليك منه ربحاً شهرياً! كأنه يطعمك من لحمك، وأنت تقول"أنعم الله عليكم"، ومن أوجه التشابه بين مشغلي الأموال"تكبير اللقمة"، واستغلال الإعلام، خصوصاً الصحف اليومية. مثلاً واحد منهم ظهر في أكثر من لقاء صحافي قبل أعوام وأعلن عن مشاريع لا تقوم بها دول مجاورة، وخذ يا مئات الملايين والمصانع، وآخر تخصص في رعاية المهرجانات. ساعده في هذا جوع صحف إلى الإعلان، ومع الأخير تعمى نفوس. وأجد أن لبعض الملاحق الإعلانية غير المدققة دوراً في التغرير بالناس، ويلاحظ تنوع فئات مشغلي الأموال ما بين حارسة مدرسة ورجل أعمال صغير كبّر اللقمة، وشاركهم اللعبة آخرون من مدرسين وضباط وغيرهم، لا شك في أن ضعف الأوعية الاستثمارية المتاحة للناس لاستثمار مدخراتهم سبب رئيسي تضافر معه عدم وجود مرجعية رسمية بحثاً عن معلومات دقيقة عن رجل الأعمال فلان. سهولة الاستيلاء على الأموال يقابلها صعوبة في استعادتها، ولديك أشهر قضية توظيف أموال"سوا"لا زالت تراوح مكانها في دهاليز المحاكم، ولا يعرف كم كلفت المحاكمة من أموال فهذا الجهد الحكومي أيضاً له كلفة. والمشغلون أو أغلبهم على الأقل يعرفون الأنظمة وان ادعى بعضهم البساطة، وفي قضية توظيف الأموال بعسير ونتيجة للمماطلة والتسويف والدفع بعد اختصاص لجان بجمع الأموال، حصلت امارة المنطقة على أمر ملكي يسمح لها بتحصيل الأموال من الهوامير. لا شك في أن ملاحقة هؤلاء أمر يقدر للجهات الحكومية، إنما هل يكفي العلاج؟ وماذا عن الوقاية؟ ثم هل هؤلاء هوامير فعلاً أم مجرد أدوات انتهى استخدامها؟ إذا كانت الفرضية الأخيرة دقيقة فهذا يعني أن الكرة ستعود بعد فترة بألوان أخرى، والجهات الأمنية مطالبة بشرح الملابسات، خصوصاً أن الصحف تنشر دفوعات المتهمين، وتأمل في قضية حارسة المدرسة، وفي النشر المسؤول توعية وتنبيه. ثم إن في الإسراع بالتحذير من أي ظاهرة فائدة تحد من عدد المتورطين وتخفف العبء على أجهزة الحكومة. تخيل لو أن شركة الاتصالات قامت بحملة إعلانية كبيرة عند ظهور مساهمة"سوا"، أيضاً للغرف التجارية دور مفقود هنا، فهي تقف في موقع الحياد، على رغم أن لديها معلومات عن كل رجل أعمال تقريباً. www.asuwayed.com