أعلنت الحكومة الصينية ان نحو عشرين مليون عامل عادوا إلى قراهم، بعدما فقدوا وظائفهم في المدن، أو لم ينجحوا في الحصول على وظائف في سياق الأزمة الاقتصادية الحالية. وقال المسؤول في الحكومة تشين سيوين في مؤتمر صحافي:"نعتقد ان 15.3 في المئة من نحو 130 مليون شخص هاجروا من الأرياف للعمل، فقدوا وظائفهم أو لم يجدوا وظائف". ما يعني أن"حوالى عشرين مليون عامل فقدوا وظائفهم أو لم يجدوا وظائف وعادوا إلى قراهم بسبب الأزمة". وهذه الأرقام أكبر بكثير من تلك التي نشرتها الحكومة قبل عشرة أيام. وأفاد المكتب الوطني للإحصاء قبل عطلة رأس السنة الصينية، ان نحو ستة ملايين شخص عادوا إلى قراهم بعدما فقدوا وظائفهم في المدن بسبب الأزمة. ودعا إلى التعامل في شكل ملائم مع الصراعات الناجمة عن الأزمة المالية مثل احتجاجات العمال الذين توقف صرف رواتبهم،"للحد من الأخطار الاقتصادية والاجتماعية". وعبرت بكينمرات عدة في الأسابيع الأخيرة عن قلقها من وضع الوظائف، خصوصاً تلك التي يشغلها عمال جاؤوا من الأرياف للعمل في المناطق الصناعية. ونجمت هذه المخاوف من تباطؤ غير متوقع في الاقتصاد، الذي سجل 9 في المئة نمواً على مدى عام 2008، و 6.8 في المئة فقط في الفصل الأخير، بحسب أرقام المكتب الوطني للإحصاء. ويرى محللون ان الإبقاء على مستوى مقبول للتوظيف يتطلب زيادة إجمالي الناتج الداخلي 8 في المئة سنوياً على الأقل. وفي السياق ذاته، اعتبر قائد الأمن الصيني زو يونغ كانغ في مقال في مجلة يصدرها الحزب الشيوعي، أن الحفاظ على النمو الاقتصادي هذا العام هو المهمة الرئيسة للحكومة، وإلا فان الاستقرار الاجتماعي سيصبح مهدداً. وشهدت الصين في الأسابيع الأخيرة سلسلة إضرابات لسائقي سيارات الأجرة، واحتجاجات لعمال فقدوا وظائفهم، وأعمال شغب متفرقة مع تباطؤ النمو القائم على التصدير، وتخلي الشركات عن عمال بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية. وأضاف المسؤول الأمني في المقال الذي نشرته مجلة كيوشي، ان"الاقتصاد متصل بأرزاق الناس ويؤثر على كل أسرة، وهو أساس الاستقرار الاجتماعي والوئام. لذا ينبغي على الدوائر السياسة والقانونية الوفاء جدياً بالمسؤولية الأولى المنوطة بها، وهي الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي". وفي ما يتعلق بالعجز المالي، أفادت وزارة المال الصينية على موقعها الإلكتروني، أن العجز المالي لعام 2008 بلغ 110 بلايين يوان نحو 16.21 بليون دولار، فيما افتتحت الأسهم الصينية بعد عطلة الربيع على ارتفاع، كما أفادت وكالة"شينخوا". وبلغت الإيرادات المالية 6.13 تريليون يوان 766 بليون دولار عام 2008 بزيادة 19.5 في المئة عن عام 2007. وازداد الإنفاق في الوقت ذاته 25.4 في المئة مقارنة ب2007، ليبلغ 6.24 تريليون يوان حوالي 879 بليون دولار. كما ازداد الإنفاق الفعلي 22.6 في المئة، وعزت الوزارة هذه الزيادة في شكل رئيس إلى الأموال الإضافية في الموازنة المخصّصة للإغاثة من الزلازل. وأشار بيان لها إلى أن هذه الأرقام هي إحصاءات أولية وربما تُعدّل لاحقاً. الى ذلك، افتتحت الأسهم الصينية على ارتفاع اليوم الاثنين، وهو اليوم الأول للتداول بعد عطلة عيد الربيع التقليدي الصيني، ما يلبي توقعات المستثمرين بارتفاع مؤشر شانغهاي ليصل إلى 2008.13 نقطة عند الافتتاح. أما مؤشر شنتشن، فارتفع بنسبة 0.84 في المئة أو 58.62 نقطة ليفتح على 7073.87 نقطة. نشر في العدد: 16741 ت.م: 03-02-2009 ص: 21 ط: الرياض عنوان: 20 مليون صيني يخسرون وظائفهم