على رغم انخفاض اعمال العنف التقليدية في شوارع بغداد ارتفعت في الأسابيع الماضية عمليات استهداف واغتيال المسؤولين خصوصاً في العاصمة العراقية. وسجل الاسبوع الماضي عمليات اغتيال مستشارين لوزارتي الثقافة والدفاع ومسؤول في وزارة النقل كلها باستخدام مسدس كاتم الصوت، فيما نجا زعيم حزب"المؤتمر الوطني"احمد الجلبي من محاولة اغتيال جراء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة غرب بغداد. واعلنت مصادر امنية عراقية مقتل 12 شخصاً، بينهم ستة بانفجار سيارة مفخخة في سوق في بلدة تلعفر و3 من عائلة واحدة بانفجار عبوة بسيارة في بعقوبة. وقلل قائد قوات حفظ النظام في وزارة الداخلية اللواء مهدي صبيح من خطورة هذه الاغتيالات مؤكداً ل"الحياة"ان"هذه العمليات تأتي كرد فعل طبيعي للنجاحات الكبيرة التي حققتها قواتنا الأمنية"واشار الى ان"التحقيقات الأمنية في هذه الحوادث ستكشف الجهات التي تقف وراء تصعيد عمليات الاغتيال المنظمة لزعزعة الامن في البلاد". لكن مصدرا امنيا رفض الكشف عن هويته ابلغ"الحياة"ان"المعلومات الاستخبارية كشفت وجود بعض التنظيمات الحديثة التشكيل تتبناها بعض الجهات لتنفيذ عمليات الاغتيال بواسطة أسلحة حديثة ومتطورة". واضاف المصدر ان"معظم الاغتيالات نفذت بطريقة واحدة وبسلاح كاتم للصوت، وهو مؤشر على عودة كاتم الصوت من جديد لشوارع العاصمة". الى ذلك اكد الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان"الاسبوع الماضي سجل انخفاضا في نسبة العمليات الارهابية بلغ 89 في المئة قياسا الى الفترة نفسها من العام الماضي"، موضحاً ان"الوضع الامني في بغداد يشهد استقراراً في معظم المناطق نتيجة للفعاليات العسكرية التي تنفذها القوات الامنية بالتعاون مع المواطنين والقبض على الجماعات الارهابية والمسلحة والاجرامية". وكان المستشار في وزارة الدفاع عبدالامير حسن عباس قتل الاسبوع الماضي، بعد ان اعترض طريقه مسلحون في منطقة زيونة بالقرب من ملعب الشعب الدولي شرق بغداد وأطلقوا النار عليه باستخدام مسدس كاتم الصوت، بعد ايام من اغتيال كامل شياع مستشار وزارة الثقافة ونبيل عبدالحسن الشويلي مدير عام دائرة تنفيذ المشاريع في وزارة النقل بالطريقة نفسها. وكان احمد الجلبي نجا من محاولة اغتيال جراء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف موكبه في منطقة المنصور غرب بغداد. وقال بيان عن مكتب زعيم"المؤتمر الوطني"امس إن"موكب احمد الجلبي تعرض إلى هجوم إرهابي بواسطة سيارة مفخخة يقودها انتحاري مساء الجمعة اثناء عودته إلى مقره في منطقة المنصور". وأضاف البيان ان"الهجوم الإرهابي وقع قرب معهد المعلمات في منطقة المنصور، وأسفر عن إصابات في الموكب من غير أن يصاب الجلبي بأي أذى". وكانت الشرطة العراقية أعلنت ان سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت مساء الجمعة في منطقة المنصور لدى مرور موكب تابع لرئيس حزب المؤتمر الوطني ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة 17 شخصا بينهم خمسة من أفراد حمايته. في غضون ذلك، اعلنت مصادر امنية عراقية مقتل 12 شخصاً بينهم ستة بانفجار سيارة في بلدة تلعفر 420 كلم شمال غربي بغداد و3 من عائلة واحدة بانفجار عبوة بسيارة في بعقوبة. وقال قائمقام تلعفر العميد نجم عبدالله ان"سيارة مفخخة انفجرت وسط سوق شعبية في حي الوحدة وسط البلدة، ما اسفر عن مقتل ستة مدنيين واصابة نحو خمسين آخرين". واضاف ان"نحو عشرين شخصا من الجرحى في حال خطرة جدا نقلوا الى مستشفى دهوك في اقليم كردستان شمال العراق". وتقع تلعفر، التي تقطنها غالبية من القومية التركمانية من الشيعة والسنة، غرب الموصل عاصمة محافظة نينوى التي تعتبر"آخر معقل مديني لتنظيم القاعدة"وفق الجيش الاميركي. وتعتبر تلعفر هدفاً دائماً للهجمات المسلحة والتفجيرات الانتحارية منذ عام 2003 تاريخ الغزو الأميركي للعراق. وفي بعقوبة شمال شرقي بغداد اعلنت مصادر امنية عراقية مقتل ثلاثة اشخاص من عائلة واحدة بينهم امرأة بانفجار عبوة ناسفة بسيارة مدنية تقل عائلة في قرية بني زيد 10 كلم جنوببعقوبة. وفي بغداد ذكرت الشرطة العراقية ان انفجار سيارة مفخخة أسفر عن مقتل رئيس أحد مجالس الصحوة في حي السيدية في العاصمة. وفي الاسكندرية 40 كلم جنوببغداد أفادت الشرطة بأن مسلحين في سيارة قتلوا رجلاً في البلدة. وفي المسيب 60 كلم جنوببغداد أعلنت الشرطة العثور على جثة رجل شنق فيما يبدو.