سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سليمان سيتصل بماكين وأوباما عشية زيارة "تاريخية" للبيت الابيض ... ووفد أميركي الى بيروت الشهر المقبل واشنطن تهيء لپ"مرحلة جديدة" في مساعداتها للجيش اللبناني
ينتقل الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم الى واشنطن بعدما شارك في نيوريوك في افتتاح أعمال الدورة ال63 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتقى الامين العام بان كي مون، ووضع المجتمع الدولي في أجواء التحديات التي يواجهها لبنان، ودعاه في الكلمة التي ألقاها الى إلزام إسرائيل تنفيذ القرار 1701 بجميع مندرجاته والكف عن تهديداتها الخطيرة بشن حرب جديدة على لبنان، وأكد التزام لبنان بالمحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة باغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، وپ"التعاون مع الأجهزة المختصة في الأممالمتحدة، لتبيان الحق واستكمال مسيرة العدالة بعيداً من أي تسييس". وشدد سليمان على"وجوب مواجهة الإرهاب بكل أشكاله والمحافظة على السلم الأهلي، ووضع استراتيجية وطنية شاملة لحماية لبنان والدفاع عنه، يتفق عليها في الحوار الوطني الذي ينطلق من الرغبة الصادقة في تعزيز المصالحة والوفاق الوطني، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها". وجدد رفض توطين الفلسطينيين على ارض لبنان، معدداً الأسباب الموجبة لذلك، والتقى سليمان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وأفاد مكتبه الإعلامي ان المعلم"ابلغه ان بياناً سيصدر بعد عيد الفطر في كل من بيروت ودمشق عن العلاقات الديبلوماسية بين البلدين". وفي واشنطن، أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى لپ"الحياة"أن المساعدات العسكرية الأميركية للبنان ستدخل في المدى القريب"طوراً جديداً"وپ"معدات أكبر"وأن زيارة الرئىس سليمان وشنطن اليوم ولقاءه الرئيس جورج بوش يتناولان هذه المسألة. وسيلحق ذلك زيارة لوفد رسمي أميركي لبيروت في الأسابيع المقبلة. ووصف نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هايل في تصريح الى"الحياة"زيارة سليمان العاصمة الأميركية ولقاءه بوش ووزير الدفاع روبرت غيتس الى جانب نواب من الكونغرس في الحزبين بأنها"تاريخية"وباعتبارها الأولى من هذا النوع منذ زيارة الرئيس أمين الجميل في الثمانينات من القرن الماضي، وپ"تعكس التزام واشنطن مساعدة لبنان والعمل على إعادة بناء مؤسساته وتطبيق القرارات الدولية وضمان استقلاله وسيادته". وأكد المسؤول والمعني مباشرة بالملف اللبناني أن لقاء بوش ? سليمان، المتوقع أن يدوم 45 دقيقة ويحضره نائب وزيرة الخارجية جون نيغروبنتي ونائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي، فرصة لتبادل الأفكار حول"سبل دعم الدولة اللبنانية وقوى الأمن والجيش وعلى المستوى المطلوب لحماية الشعب والحدود اللبنانية ولمنع تسريب الأسلحة ومحاربة الإرهاب". وأثنى هايل، الذي زار لبنان مطلع الشهر الماضي برفقة مساعدة وزير الدفاع الأميركي ماري باث لونغ وبحثا في المساعدات العسكرية، على الرئيس سليمان الذي"أظهر الكثير من الصفات القيادية لدفع لبنان في الاتجاه الصحيح، وهذا الأمر انعكس في أفعاله وتصريحاته وواشنطن تحترم ذلك وتراه رئيساً لكل اللبنانيين وليس لفئة واحدة". وعن المساعدات العسكرية، أكد هايل أن المفاوضات جارية للاتفاق حول رزمة جديدة من المساعدات. وأشار الى أن هناك استعداداً للدخول في"مرحلة جديدة"من نوع المساعدات للجيش"تتناسب مع حاجاته"وپ"تزوده بمعدات ذات قوة وفاعلية أكبر". وفيما رفض المسؤول الدخول في تفاصيل وأنواع هذه المعدات، اكتفى بالقول إن الوفد الأميركي، الذي يشارك فيه شخصياً الى جانب مسؤولين من البنتاغون،"سيعود قريباً الى لبنان في تشرين الأول أكتوبر للبحث في هذه المهمة". ورحب هايل بموقع الجيش اللبناني ودوره، واعتبره"مؤسسة لها مكان خاص في قلوب اللبنانيين إنما عانت الكثير من التدخل الخارجي وسوء العتاد في الماضي، واليوم هناك فرصة في تغيير هذا الأمر". وذكر بالمساعدات الأميركية منذ 2006 والمقدرة ب410 ملايين دولار، وقال:"نريد أن ننتقل الى المرحلة الثانية ونزود معدات لها مفعول أكبر وتتعاطى مع حاجاتهم". وأكد هايل أن هناك"ثقة كبيرة"بالرئيس سليمان والمؤسسة العسكرية"وپ"ستستمر المساعدة والدعم لها من الحزبين الديموقراطي والجمهوري". ومن المتوقع أن يلتقي سليمان نواباً من الحزبين في الكونغرس بعضهم من أصل لبناني، كما سيجري اتصالات هاتفية بالمرشحين الرئاسيين باراك أوباما وجون ماكين الموجودين خارج واشنطن. پوقال هايل، الذي كان سفيراً لدى واشنطن في عمان على مدى خمس سنوات قبل توليه هذا المنصب، أن"الأمن هو تحد كبير من جملة تحديات أخرى تواجهها الدولة اللبنانية"، وأكد تفهم واشنطن"لأن عملية بسط الأمن وإعادة تأهيل الجيش والقوى الأمنية ستأخذ وقتاً". وأبدى المسؤول تفاؤلاً في إمكان الوصول الى"حلول لبنانية"بهذا الصدد مثل الحل الذي تم الاتفاق عليه في طرابلس، و"المبني على الحوار اللبناني - اللبناني وأخذ في الاعتبار الظروف السياسية والاقتصادية". وأكد هايل أن زيارة سليمان، التي يرافقه فيها وزير الخارجية فوزي صلوخ، ليست لها علاقة من ناحية التوقيت بالحوار الوطني، بل تتعلق أساساً بوجود الرئيس سليمان على الأراضي الأميركية وحضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. إلا أنه رحب بالحوار الوطني، واعتبره عنصراً أساسياً من اتفاق الدوحة. وعن الموقف الأميركي من سورية، قال المسؤول ان واشنطن تشارك باريس الأهداف نفسها،"إنما من حيث الأسلوب تود الولاياتالمتحدة رؤية سورية تنفذ واجباتها ليس فقط في ما يتعلق بلبنان بل بالعراق والأراضي الفلسطينية وحقوق الإنسان". وأكد أن الإدارة الأميركية تركز على تنفيذ هذه المطالب مثل ترسيم الحدود وتطبيق القرارات الدولية وخصوصاً القرار 1701 واحترام السيادة اللبنانية.