قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان اي تقدم على المسار التفاوضي السوري مع اسرائيل يجب الا يكون على حساب المسار الفلسطيني ويستخدم ضده، في حين شدد مبعوث الامين العام للأمم المتحدة لعملية السلام روبيرت سيري على ضرورة"تثبيت وتدعيم"التطورات الايجابية في الشرق الاوسط، ومن بينها اتفاق التهدئة في قطاع غزة. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان ذلك جاء خلال لقاء المعلم مع سيري الذي يزور دمشق في اطار جولة ترمي الى تقديم نفسه والاطلاع على مواقف الاطراف المعنية بعد تسلمه منصبه الجديد. ومن المقرر ان يلتقي وزير الخارجية النروجي يوهانس غيهر ستور الرئيس بشار الاسد والوزير المعلم. واوضحت المصادر المطلعة ان سيري بحث مع وزير الخارجية السوري ونائبه فيصل المقداد في"التطورات الايجابية الثلاثة"الحاصلة في المنطقة اخيرا والتي تشمل اتفاق التهدئة في قطاع غزة، والمفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل، واتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين. وقال سيري ان الحوار بين سورية والامم المتحدة جزء من مسؤولياته"لأن تحقيق السلام الشامل بناء على القرارات الدولية ذات الصلة جزء من مهمتي". وبعدما نوّه بالدور الايجابي لسورية في تخفيف التوتر والوصول الى مناخ ايجابي، قال:"ان التطورات الثلاثة في المنطقة ايجابية جدا، لكن بعضها لا يزال في بدايته، وبعضها الاخر لا يزال هشا، لذلك نحتاج الى ترسيخها ودعمها، والامم المتحدة مستعدة للعب دور في هذا المجال". من جهته، شدد المعلم على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية في العراق ودعم دمشق ذلك، قبل ان يتحدث عن الدور الذي لعبته سورية في التوصل الى اتفاق التهدئة في غزة واتفاق الدوحة. ونقلت المصادر عن المعلم قوله ان دمشق"دعمت اتفاق التهدئة على اساس امكان تطويره باتجاه تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية"، مع الاشارة الى ان هذا الاتفاق يتضمن عناصر جديدة من كل من اسرائيل و"حماس". واذ ابدى المبعوث الدولي دعمه المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل، قال المعلم انها"تمهيدية وتحضيرية"وانه بناء على ما سيتوصل اليه الطرفان يمكن ان الانتقال الى المفاوضات المباشرة، غير انه شدد على"وجوب الا يكون التقدم في المسار السوري على حساب المسار الفلسطيني، بل يجب ان يسيرا معا". وتناول اللقاء المسار الفلسطيني، اذ شدد سيري على اهمية انجاز تقدم بين اسرائيل والفلسطينيين قبل نهاية العام، في حين قال الوزير السوري ان بلاده تؤيد اي تقدم حقيقي يحصل في هذا المسار، مع تأكيد ضرورة"الا يكون ذلك تحت ضغط الوقت، اذ بإمكان الطرفين الوصول الى شيء ثم البناء عليه في العام المقبل"، اي لدى تسلم ادارة اميركية جديدة الحكم في واشنطن. ونقلت المصادر عن المعلم قوله ان سورية"تريد السلام العادل والشام هدفا نهائيا وفق مبدأ الارض في مقابل السلام". وعندما تحدث سيري عن التهدئة وضرورة تثبيتها باعتبارها"تشكل خطوة الى امام"تساعد المفاوضين، شدد المعلم على ضرورة الا تخلق اسرائيل اسباباً لافشال التهدئة كما حصل في العملية الاخيرة في الضفة الغربية. وقالت المصادر ان الجانب السوري شدد على اهمية فتح المعابر مع غزة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. وقالت المصادر ان المقداد"بحث تفصيلا"في مهمة سيري والاوضاع في الشرق الاوسط اذ اكد نائب وزير الخارجية السوري"اهمية تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي - الاسرائيلي واهتمام سورية برؤية دور مستقل وفاعل للأمم المتحدة في تعاملها مع قضايا المنطقة".