هي روبين ريحانا فنتي في العشرين من عمرها. تلفت بجمالها الأنظار، كلما ظهرت في مكان ما أو على أغلفة المجلات أو حين تغني وترقص في فيديو كليبات أغانيها الخاصة. تتمتع بحنجرة قوية، جعلتها تنجح وتتميّز في تقديم أغاني"البوب"و"الأر أند بي". فأثار صوتها إنتباه المراهقين في بادئ الأمر ليمتد في ما بعد إلى جيل البالغين. نسبة بيع البوماتها تعدت المألوف، ضاربة كافة الأرقام القياسية المعروفة للمغنيات اللاتي يقدمن اللون الموسيقي نفسه. وتكتب ريحانا كلمات معظم أغانيها، وما تبقى تسلّم كتابته إلى أسماء لامعة مثل الفنان جي زي خطيب النجمة بيونسي السابق والفنان ني يو. فازت ريحانا حتى الآن بجوائز عدّة في الولاياتالمتحدة الأميركية وفي أوروبا وفي جزر الباربادوس مسقط رأسها، حيث صار تاريخ ميلادها 21 شباط فبراير، عيداً وطنياً رسمياً، أعلنته الدولة تكريماً لابنتها، لأنها الأولى من نوعها التي ترفع راية باربادوس الفنية على مستوى العالم. ولا عجب إذاً أن تكون علامة"كلينيك"التجارية لمبتكرات التجميل، إختارتها أخيراً سفيرة لمستحضراتها. ولا يستغرب متابعوا أخبار ريحانا دعوة دار"شواروفسكي"للمجوهرات وتحف الكريستال لها لإحياء سهرة خاصة في إطار أسبوع الموضة الباريسي الأخير، أمام نخبة من النجوم العالميين والأميرات والإعلاميين، وذلك في مقر نادي"شوكيز"المفتوح حديثاً في العاصمة الفرنسية، داخل أحد الأعمدة الضخمة التي تسند جسر ألكسندر الثالث قرب ساحة الكونكورد العريقة. وكان من الطريف مشاهدة مغنيات أخريات لامعات من طراز باتريسيا كاس وأوفيلي وينتر يرددن كلمات أغاني ريحانا معها، ويرقصن على أنغام ألحانها فوق الحلبة التي وقفت النجمة الشابة في وسطها تغني. وريحانا سمراء بريطانية مولودة في جزر الباربادوس كرايبي. بدأت تغني وهي طفلة صغيرة، فلفتت نظر المنتج إيفان روجرز وهي في الخامسة عشرة من عمرها. فعرض عليها تسجيل أسطوانة نالت رواجاً دولياً في شكل سريع، الأمر الذي جعل المنتج نفسه يقترح عليها وأهلها، فكرة السفر الى الولاياتالمتحدة الأميركية والاستقرار في لوس أنجليس بالتحديد، لتكون تحت إشرافه بموجب عقد ينص رسمياً على توليه رعايتها وتدبير الحصص الخصوصية لها في المواد المدرسية كافة إلى أن تحصل على شهادة البكالوريا، إضافة إلى توليه تدريبها فنياً ومساعدتها على تسجيل أغان وفيديو كليبات. وهذا ما حدث فعلاً، إلا أن والد ريحانا لم يتحمل حكاية فراقه عن إبنته، فأدمن المخدرات محاولاً أن ينسى همومه وخصوصاً إبنته المفقودة في نظره، على رغم أن زوجته مقتنعة بأن إبنتهما موعودة بمستقبل باهر على الصعيد الدولي. أما الآن، وبعد أن صارت السمراء الذكية تتباهى وعائلتها بتكريم بلدها لفنّها وموهبتها، أعلنت أن والدها عولج من الإدمان اثر نجاحها وصار يؤمن بها وبما تقدّم ويتباهى بها أينما تواجد. وعن ما تردد عن رغبتها في دخول عالم السينما، تقول ريحانا:"أتمنى العمل في السينما، لأنني واثقة بقدراتي الفنية المتعددة في التمثيل والرقص والغناء، وأود أن يشاركني جمهوري ثقتي بنفسي". وتضيف:"أفهم أن الفيديو الكليبات الإستعراضية التي ظهرتُ فيها حتى الآن، لم تمنح المشاهد فكرة جيدة عني كممثلة، وجعلته يركز إهتمامه على صوتي وعلى ملامحي أكثر من أي شيء أخر. والدليل أن مبيعات أسطواناتي تضرب الأرقام القياسية في العالم". وتؤكد أن السعادة ستغمرها، إذا نجحت في السينما كما هي ناجحة في الغناء،"عندها ستتحقّق أحلامي فعلاً". تفضّل ريحانا ال"آر أند بي"من بين الألوان الموسيقية، وهو اللون الذي تغنيه وتستدرك:"لكنني كبرت على أنغام إيلا فيتزجيرالد، وراي شارلز، ولويس أرمسترونغ، وأعشق كل أغاني هؤلاء". كما أبدت إعجابها بمادونا "بفضل قدراتها الصوتية وشجاعتها أمام خوض التجارب الفنية المتنوعة، بدلاً من البقاء في الإطار الذي صنع نجاحها ويضمن لها الربح الوفير، إضافة إلى أنها تغير في شكلها على الأقل مرة في السنة"كما تقول. وتشير في هذا الصدد، الى أن"لا مبرر لذكر مدى إعجابي ببيونسي وماريا كاري وغوين ستيفاني، فكل واحدة منهن تمثّل مصدر إيحاء لأغانيّ. لكنني أضيف من شخصيتي وهويتي كي تتميز أغانيّ بروح مختلفة، وكي لا أقع في فخ تقليد الفنانات اللاتي أعشقهن". "أمبريلا"UMBRELLA هي الأغنية الأكثر مبيعاً في العالم بين تسجيلات ريحانا، واحتلت لأكثر من عشرة أسابيع متتالية المرتبة الأولى في مبيعات الأسطوانات على الصعيد الدولي، وهو أمر نادر جداً. وبعيداً من الفن، أرادت ريحانا أن تساهم في مساعدة الأطفال على طريقتها الخاصة، فأسست جمعية"بيليف"BELIEVE الخيرية لرعاية الأطفال المرضى في العالم.