انطلق في الشونة على شاطئ البحر الميت 55 كيلومتراً غرب عمّان"المؤتمر اليورو-متوسطي حول المياه"بمشاركة 24 وزيراً متوسطياً، بينهم وزير البنى التحتية الإسرائيلية، بنيامين بن اليعازر. ويهدف المؤتمر الى وضع الخطوط العريضة"لاستراتيجية مائية طويلة الأمد"في حوض المتوسط، وتحديد المشاريع الأولى المتعلقة بقطاع المياه، لا سيما مشروع شق"قناة السلام"التي تربط البحر الأحمر بالبحر الميت وتقع على ضفاف إسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية. ويضم الاتحاد من اجل المتوسط 43 دولة 27 دولة في الاتحاد الأوروبي و16 على الضفة الجنوبية للمتوسط وترأسه حالياً فرنسا ومصر. ويجري البنك الدولي دراسة حول قابلية تنفيذ مشروع القناة التي تمولها"الوكالة الفرنسية للتنمية". وتهدف"قناة السلام"الى منع زوال البحر الميت, وهو البحيرة الطبيعية الأكثر ملوحة على سطح الأرض والأكثر انخفاضاً في العالم, والى إنتاج مياه شفة بتحلية مياه البحر. ويبلغ عدد سكان الأردن 6 ملايين نسمة ويزداد عدد سكانه 3.5 في المئة سنوياً, ويعتبر من اكثر عشر دول في العالم افتقاراً الى المياه ويعتمد على الأمطار لسد حاجاته، وتغطي الصحارى 92 في المئة من أراضيه، وتدفّق اليه نحو 750 ألف لاجئ عراقي منذ العام 2003، ويحتاج الى 1600 بليون متر مكعب من المياه لسد حاجاته بحلول 2015. واعتبر وزير المياه الأردني، رائد أبو السعود، خلال افتتاح المؤتمر ان أزمة المياه في الأردن سببها الهجرات القسرية المتكررة والتغيرات المناخية وتراجع معدّل هطول الأمطار. وأوضح ان"عجز الموازنة المائية يتجاوز 500 مليون متر مكعب سنوياً, وأن حصة الفرد لا تتجاوز 150 متراً مكعباً سنوياً، في حين ان خط الفقر عالمياً هو 1000 متر مكعب سنوياً". ودعا الدول المشاركة الى"تعزيز التعاون من اجل إيجاد الحلول المناسبة لسد الهوّة بين وفرة المياه في دول شمال حوض البحر المتوسط وشحها في دول الجنوب". وأفاد ان"مشروع قناة البحر الأحمر ومشروع جرّ مياه الديسي الى عمّان يشكلان حجر الأساس للأمن المائي في البلاد على المدى البعيد". وتقدر كلفة مشروع"الديسي"ب600 مليون يورو 944 مليون دولار، ويهدف الى جرّ نحو 100 مليون متر مكعب من المياه من 65 بئراً جوفية من حوض الديسي في الصحراء جنوب البلاد الى عمّان عبر أنابيب بطول 325 كيلومتراً. وهو قادر على تزويد العاصمة بالمياه خمسين عاماً. وأفاد وزير البنى التحتية الإسرائيلي، بنيامين بن اليعازر في تصريحات للصحافيين على هامش المؤتمر:"نحن حالياً في مرحلة إعداد الدراسة البيئية لمشروع القناة، وعلينا الانتظار نحو عام ونصف عام". وأضاف:"اعتقد ان كل المنطقة ستستفيد، وأولاً الأردن، لأن 60 في المئة من المياه المحلاة عبر هذا المشروع ستذهب اليه". نشر في العدد: 16699 ت.م: 23-12-2008 ص: 26 ط: الرياض