توقعت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في التقرير نصف السنوي الصادر أمس،"ارتفاعاً كبيراً في عدد العاطلين من العمل يزيد على 8 ملايين شخص في منطقتها بحلول 2010، ليصل عددهم الإجمالي الى 42 مليوناً في مقابل 34 مليوناً الآن". وحذّرت من مواجهة دول صناعية غنية كثيرة،"أسوأ فترة اقتصادية منذ ربع قرن"، مرجحة"حصول انكماش في اقتصادات الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان السنة المقبلة". ولم ترَ"انتعاشاً في الاقتصاد في معظم دول المنظمة قبل الربع الثاني من 2010، ما يعني أن هذا الانكماش سيكون الأكثر خطورة منذ مطلع الثمانينات". واقترحت علاجاً يجمع بين الإنعاش عبر الموازنة وخفض معدلات الفائدة وضخ السيولة. ولم تستبعد استمرار"تراجع أسعار العقارات في دول كثيرة"، لافتة إلى"خطر تفاقم الأزمة المالية مع تعثر مزيد من القروض في مصارف هشة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية". ورجحت"أن تبلغ نسبة البطالة 5.9 في المئة خلال العام الحالي، في المنطقة التي تغطي خصوصاً الدول الغنية، و6.9 في المئة السنة المقبلة و7.2 في المئة في 2010". ولم تتوقع أن"تنتهي الأزمة قريباً"، ورأت ان"الاختلالات المالية ستستمر حتى نهاية 2009". وأعلن تقرير المنظمة، التي تجمع في الدرجة الأولى الدول الغنية، أن دولها"ستسجل نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.4 في المئة خلال العام الحالي، ونمواً سلبياً نسبته 0.4 في المئة في 2009 ، وانتعاشاً في 2010 تبلغ نسبة نمو الناتج المحلي خلاله 1.5 في المئة. وسينمو الناتج المحلي في الولاياتالمتحدة بنسبة 1.4 في المئة خلال هذا العام، ويسجل نمواً سلبياً نسبته 0.9 في المئة في 2009 وانتعاشاً نسبته 0.9 في المئة في 2010". وفي اليابان، سيسجل الناتج المحلي نمواً نسبته 0.5 في المئة خلال هذا العام، ونمواً سلبياً في 2009 نسبته 0.1 في المئة، ثم إيجابياً في 2010 نسبته 0.6 في المئة". وحذرت من احتمال"عودة التضخم السلبي منتصف 2009". ورجحت المنظمة أن يتقلص النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو"في الأشهر الستة المقبلة"بسبب"تشديد الشروط المالية وضعف نمو العائدات، وتراجع قطاع العقارات وانهيار الأسهم، ما يؤثر سلباً على الاستهلاك والاستثمار". وتوقعت أن تنمو المنطقة بنسبة 1 في المئة خلال هذا العام، وأن تسجل نمواً سلبياً 0.6 في المئة في 2009 وإيجابياً 1.2 في المئة في 2010". أما بالنسبة الى بقية دول المنظمة، فلفت التقرير إلى أن"أعلى معدلات التباطؤ الاقتصادي ستُسجل في اسبانيا وايطاليا والمجر، وايرلندا وايسلندا ولوكسمبورغ وبريطانيا وتركيا، كما لن تتمكن الدول الناشئة من تجنب الأزمة المالية والتباطؤ الاقتصادي. وفي موضوع البطالة في الولاياتالمتحدة، أفادت شبكة"سي أن أن"الإخبارية، بأن خبراء رجحوا أن تكون عملية إعادة توظيف 23 مليون عامل في الولاياتالمتحدة يُرتقب تسريحهم في السنتين المقبلتين،"أصعب مما تبدو مقارنة بعمليات إعادة التوظيف في أزمات مالية سابقة". وأشارت إلى أن التوقعات"سجلت ارتفاعاً في نسبة العاطلين من العمل في الولاياتالمتحدة إلىپ8 في المئة، منپ6.5 في المئة في تشرين الأول أكتوبر الماضي". لكن لم ترَ هذه النسب بهذه الدرجة من السوء، إذ إن"ربع الناس كانوا عاطلين من العمل في فترة الكساد الكبير، في تسعينات القرن الماضي".