سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تضامن أميركي - فرنسي مع بريطانيا في مطالبتها باسترداد مشبوه في قضية اغتيال جاسوس روسي . موسكو تلوح برد "متكافئ ومناسب" على قرار لندن طرد 4 ديبلوماسيين روس
دعت أوساط برلمانية وسياسية في روسيا أمس، إلى الرد بالمثل على قرار لندن طرد أربعة ديبلوماسيين روس، فيما أعلنت الخارجية الروسية أنها"تدرس الموقف تمهيداً للقيام بخطوة متكافئة". وقال ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو"سترد بصورة متكافئة ومناسبة"على قرار بريطانيا طرد الديبلوماسيين الروس. وأضاف أن الرد سيكون"قريباً وسيأخذ في الاعتبار مصالح الناس العاديين ورجال الأعمال"، لكنه لم يعط مزيداً من التفاصيل. لكن لندن حذّرت من أن الرد الروسي لن يكون مبرّراً. وعلى رغم حرص رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون على تأكيد رغبة بلاده في علاقات جيدة مع روسيا، ظهرت تداعيات الأزمة السياسية بين البلدين في وسائل الإعلام في كلا البلدين. وأيدت الصحف البريطانية قرار لندن، فيما حملت الصحف الروسية بعنف على حكومة براون واعتبرت أنها بدأت عهدها بتعمد تصعيد التوتر في العلاقات مع روسيا". وحصلت لندن على دعم من باريس التي دعت موسكو إلى التعاون في شكل"بناء"مع القضاء البريطاني في مطالبته باسترداد المواطن الروسي اندريه لوغوفوي للتحقيق معه في جريمة اغتيال الجاسوس الروسي ألكسندر ليتفينينكو في لندن في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال أندرياني للصحافيين:"نحن متضامنون طبعاً مع بريطانيا في سعيها إلى إحقاق العدالة انطلاقاً من خطورة هذه القضية". وفي الوقت ذاته، أعلنت الولاياتالمتحدة تأييدها للموقف البريطاني ودعا الناطق باسم البيت الأبيض إلى"التعاون لحل قضية ليتفينينكو وتسليم المطلوب الروسي إلى البريطانيين". علماً أن لندن اتخذت من رفض روسيا تسليم لوغوفوي ذريعة لتحركها. وفي موسكو، أبدت أوساط برلمانية وسياسية دهشتها لدعوة لندن إلى تعديل الدستور الروسي في شكل يتيح تسليم مواطن لمحاكمته في دولة أجنبية، معتبرة ذلك خروجاً عن"كل الأعراف الديبلوماسية وأقل ما يقال فيها إنها غريبة". وأعلن ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيديرالية الشيوخ أن قرار إبعاد ديبلوماسيين روس وفرض قيود على منح تأشيرات للروس، يعد دليلاً إضافياً على"عدم احترام الجانب البريطاني لقواعد القانون الروسي والدولي". واعتبر أن حجج لندن لتصعيد التوتر مع موسكو على خلفية رفض تسليم رجل الأعمال الروسي أندريه لوغوفوي ضعيفة و"يبدو أن لندن تخاف من المحاكمة المستقلة وغير المتحيزة في روسيا حيث ستنهار كل العملية كبيت من ورق". وكانت الخارجية البريطانية استدعت أول من أمس، السفير الروسي لدى لندن وسلمته مذكرة فيها أسماء الديبلوماسيين الروس المطرودين. وأعلن ميخائيل كامينين الناطق باسم الخارجية الروسية أمس، أن بلاده"تدرس المذكرة وتقوم بتحليل الوضع من كل جوانبه تمهيداً لإعلان رد متكافئ مع الخطوة البريطانية"، في إشارة إلى احتمال إعلان طرد ديبلوماسيين بريطانيين من موسكو. وحمل بيان أصدرته الخارجية ليل الاثنين - الثلثاء على الحكومة البريطانية بقوة، وأشار إلى ما وصف بأنه"تصاعد حملات العداء والكراهية ضد روسيا في أوساط سياسية واجتماعية بريطانية". وحذر البيان مما وصفه محاولات"اللعب على وتر التضامن الأوروبي". كذلك اتهمت النيابة العامة الروسية بريطانيا بأنها"أصبحت في السنوات الأخيرة من البلدان التي يفضلها أولئك الذين يتهربون من مسؤولية الجرائم التي يرتكبونها في روسيا". ولفتت إلى أن لندن برفضها المتكرر تسليم مجرمين روس وفّرت ملجأ يتحصن فيه الفارون من العدالة. وذكرت أن بريطانيا لم تسلم في السنوات ال 10 الأخيرة أي شخص من مرتكبي الجرائم في روسيا على رغم أن الهيئات المتخصصة الروسية طلبت من السلطات البريطانية منذ عام 2002 تسليم 21 شخصاً من المطلوبين للعدالة في روسيا، بمن فيهم أشخاص متهمون بارتكاب جرائم خطرة كالقتل والإرهاب واختلاس الأموال العامة. وأشارت النيابة العامة الروسية إلى أن لندن لم تكتف برفض تسليم مجرمين بل منحت ستة منهم حق اللجوء السياسي في حين تنظر في قضايا أربعة آخرين منذ أكثر من سنة ونصف السنة. وتتهم موسكو البريطانيين منذ سنوات بإيواء أبرز المطلوبين الروس ومنهم الثري اليهودي بوريس بيريزوفسكي المتهم في موسكو بقضايا سرقة واختلاس، إضافة إلى تمويل المقاتلين الشيشانيين. وأضيفت إلى لائحة الاتهامات لبيريزوفسكي أخيراً قضية تجسس، بعدما أعلن لوغوفوي أن الثري اليهودي سعى إلى تجنيد ليتفينينكو لحساب أجهزة خاصة بريطانية. كما اتهم بيريزوفسكي بالتخطيط لقلب نظام الحكم في روسيا بالقوة. وكان أثار حنق الكرملين منحه لجوءاً سياسياً في لندن ثم منحه الجنسية البريطانية. وقدمت موسكو ملفات تضم مئات الصفحات والوثائق التي تثبت ارتكاب بيريزوفسكي"جرائم فادحة"في روسيا، لكن السلطات البريطانية رفضت على مدار سنوات تسليمه بذريعة"عدم كفاية الأدلة". ويتردد اسم السياسي الشيشاني أحمد زاكايف بين المطلوبين لموسكو وكان الأخير مبعوثاً خاصاً في أوروبا للزعيم الانفصالي أصلان مسخادوف قبل أن يستقر في لندن ويحصل على اللجوء السياسي. وبحسب المعلومات التي كشفها لوغوفوي في موسكو أخيراً فإن عدداً كبيراً من رجال المال والأعمال الذين فروا من موسكو خلال السنوات الأخيرة جرى تجنيدهم لتقديم معلومات إلى البريطانيين في مقابل منحهم تسهيلات في تصريف أعمالهم.