قبل دقائق على إعلان فوزه بالرئاسة كان نيكولا ساركوزي جالساً في مقر حملته الانتخابية في الدائرة الباريسية العاشرة الى جانب والدته اندريه ملاح التي ربته في منزل والدها الطبيب اليهودي المتحدر من سالونيكا. وكان الى جانبها والد الرئيس المنتخب بال ساركوزي الذي تركها مع ابنائهما الثلاثة غيوم ونيكولا كان في سن الخامسة وفرانسوا، فكبروا في بيت جدهم الذي اعتنق الكاثوليكية ليتزوج من امرأة من ليون. وكان لافتاً وجود بال مع أبنائه، علماً أن الرئيس المنتخب البالغ من العمر 52 سنة عانى من غياب والده منذ السنوات الأولى من حياته. وأحاط ايضاً بساركوزي ابناؤه الثلاثة: اثنان منهما في ال18 وال17 من العمر وهما من زوجته الأولى وهي كورسيكية، والثالث، لوي وهو الأصغر سناً من زوجته الحالية سيسيليا. وكانت ابنتا سيسيليا من زوجها الأول، موجودتين ايضاً في المقر، في غياب والدتهما. كذلك أحاط بساركوزي اصدقاؤه ومن بينهم المغني جوني هاليداي وزوجته والسياسيون المقربون منه ومن بينهم رئيسا الحكومة السابقين آلان جوبيه وجان بيار رافاران وزوجتاهما، ووزراء من حكومة رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان ومن بينهم جان لوي بورلو وميشال إليو ماري ودومينيك بربن وفيليب دوست بلازي، إضافة الى صديق ساركوزي القريب جداً منه بريس هورتفو ودونديو دو فابر، وجان فرانسوا كوبيه وفرانسوا فيون والوزيرة السابقة سيمون فيل. ووصل ساركوزي الى المنصب الذي عمل من أجله منذ ان كان في ال28 من العمر، عندما سيطر على بلدية نويي في غياب عمدتها وزير الداخلية السابق شارل باسكوا الذي دخل المستشفى آنذاك. وعمل ساركوزي حينها على إقناع أعضاء المجلس البلدي بأنه الأفضل للحلول محل باسكوا، وتولى رئاسة بلدية المنطقة. واتسمت بداية"غزوه"للسلطة، بفترات صعود تليها انتكاسات دورية، فانتخب نائباً في البرلمان سنة 1988، وترقى داخل حزب"التجمع من اجل الجمهورية الفرنسية"الحزب الديغولي في حينه في شكل منتظم. وعين عام 1993 وزيراً للخزينة وناطقاً رسمياً باسم حكومة ادوار بالادور الذي تحول الى خصم للرئيس جاك شيراك في انتخابات عام 1995. وأصبح ساركوزي الرجل الأساس الى جانب بالادور الذي"خان"صديقه شيراك الذي كان يشغل عندها رئاسة بلدية باريس ونافسه على منصب الرئاسة، علماً أنه كان بدأ حياته السياسية الحزبية الى جانب شيراك. ونتيجة تأييده لبالادور، المرشح الخاسر، بقي ساركوزي خارج الحكم حتى عام 1997، وكان الرجل الثاني في حزب الاتحاد الذي ترأسه فيليب سيغان. وفي عام 1999، واجه هزيمة لائحته في الانتخابات الأوروبية، ثم في عام 2002، أسند شيراك الى ساركوزي منصب وزارة الداخلية بعد مساهمته في حملة الرئيس السابق الانتخابية. واستقال ساركوزي من هذا المنصب قبل شهرين، ليعد نفسه للرئاسة، بعدما أزاح من حوله كافة المنافسين المحتملين وأبرزهم دو فيلبان. والمعروف عن ساركوزي انه يحلم بالرئاسة منذ 30 سنة، وفي إحدى المقابلات التلفزيونية سأله صحافي عما اذا كان يفكر بالرئاسة عندما يحلق ذقنه في الصباح، فأجاب:"ليس فقط اثناء الحلاقة".