لدى بلوغ التقديرات الأولية لنتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة مقر حملة مرشح "الاتحاد من أجل الحركة الشعبية" نيكولا ساركوزي ليل الأحد - الاثنين، خيّم الفرح والابتهاج لإنباء تقدمه. وأحاط بساركوزي أفراد أسرته ومنهم والدته دودو وزوجته سيسيليا وابنهما لوي، وابنتاها جان ماري وجوديت، وبعض الأصدقاء والمقربين. كما تواجد إلى جانبه عدد من الوزراء في الحكومة الحالية مثل وزيرة الدفاع ميشال اليو ماري ووزير الخارجية فيليب دوست بلازي ووزير النقل دومينيك بيربين والوزير السابق ميشال بارنييه. كما كان هناك المسؤولون عن حملته ومنهم مديرها كلود غييان ومستشاره دافيد مارتينو، إضافة إلى الناطقة باسم ساركوزي رشيدة داتي العربية الأصل والتي تحظى بثقة تامة من جانبه وجانب زوجته. وما إن تأكدت التقديرات الأولية للانتخابات والتي أظهرت فارق قدره خمس نقاط بين ساركوزي ومنافسته الاشتراكية سيغولين رويال، حتى انفرجت أسارير ساركوزي وبدأ يعانق الأصدقاء والعاملين معه، ممازحاً إياهم بمودة وارتياح. وتردد من حوله أن نسبة الأصوات التي أحرزها في الجولة الأولى وكانت 30 في المئة، جاءت أكثر من نسبة الأصوات التي نالها الرئيس الراحل الجنرال شارل ديغول عند خوضه الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة. وتوجه ساركوزي بعيد إعلان النتائج، من مقر حملته إلى قاعة"غافو"الباريسية حيث كانت الصحافة بانتظاره، فيما احتشد مئات من مؤيديه في الشارع المؤدي إلى القاعة. وكانت مجموعة من الشباب، حاولت التصدي له لدى خروجه من مقر حملته لركوب سيارته والتوجه إلى القاعة، وألقوا مناشير مناهضة له، لكن الشرطة تدخلت سريعاً وسيطرت على الوضع. وكانت رويال خاطبت مؤيديها من بلدة ميل في منطقة بوانو شارانت التي تتولى رئاسة مجلسها الإقليمي، بعدما استمعت إلى خطابات المرشحين المختلفين الذين تنافسوا في الجولة الأولى من الانتخابات. وقالت رويال إن حملة جديدة تبدأ الآن استعداداً للمواجهة بينها وبين ساركوزي في السادس من أيار، وان على الناخبين الاختيار بين طريقين شديدي الاختلاف، داعية :"كل من يفكر مثلي ويعتبر أن التغيير ليس ضرورياً بل ملحاً، إلى التخلي عن نهج غير مجد"في تأييد خصمها. وتسنى للصحافيين الذين لم يرافقوها إلى ميل وتواجدوا في مقر الحزب الاشتراكي في باريس، متابعة خطابها عبر شاشة التلفزيون، فيما علت في الشارع المؤدي إلى المقر هتافات أعضاء ومناصري الحزب الاشتراكي. واعتبر الكثير من هؤلاء أن المعركة لم تحسم لكنها قابلة للحسم لمصلحة رويال التي أتاحت للاشتراكيين أن"يزيلوا الإهانة"التي لحقت بهم سنة 2002 عندما خرج مرشحهم ليونيل جوسبان من المعركة من الجولة الأولى وحل محله زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبين منافساً لشيراك في الجولة الثانية. وصباح أمس، لم يمهل أي من المرشحين للجولة الثانية نفسه أي فرصة غداة دورة الانتخابات الأولى، بل استأنفا على الفور الحملة الانتخابية، فتوجه ساركوزي إلى مدينة ديجون للمشاركة في مهرجان انتخابي، فيما توجهت رويال إلى فالانس.