أكد رئيس الوزراء الصومالي محمد علي جيدي أن جيش حكومته وحلفاءه الإثيوبيين "انتصروا" على الميليشيات الإسلامية والعشائرية في مقديشو، بعد هجوم شامل شنته الدبابات والمدفعية الإثيوبية على معاقل التمرد في شمال العاصمة الصومالية فجر أمس. لكن ديبلوماسيين غربيين شككوا في إعلان الانتصار، مشيرين إلى أن الميليشيات ربما تكبدت خسائر بشرية كبيرة وأوشكت ذخائرها على النفاد، غير أنها لم تهزم بعد. واعتبر المعهد الملكي للدراسات الدولية البريطاني"تشاتام هاوس"في تقرير أمس نشره امس في لندن أن التدخل العسكري الإثيوبي - الأميركي في الصومال أعاق الجهود الدولية الرامية إلى إرساء الاستقرار. واعرب عن الاعتقاد بأن دعم أديس أبابا وواشنطن للحكومة الانتقالية في تصديها ل"المحاكم الإسلامية"ونشر قوات أفريقية لحفظ السلام أمور تندرج في خانة"الأعمال الاستفزازية". وتوقع معدا التقرير الباحثان في المعهد سيدريك بارنز وهارون حسن أن يعود نظام"المحاكم"مجدداً إلى السلطة. ولفتا إلى أن المعارك الجارية"تؤكد منافع الفترة الوجيزة التي تولت فيها المحاكم السلطة في جنوبالصومال، وتجعلها تبدو أشبه بعصر ذهبي". وانتهى التقرير إلى أن أموراً مثل الدعم الإثيوبي - الأميركي وفشل الحكومة الانتقالية المعتمدة على حماية الغرب وعدم رغبتها في المصالحة مع الأطراف الصومالية الأخرى، تجعل"من المرجح أن تعود المحاكم الاسلامية إلى السلطة بقوة". وعن الوضع الميداني في مقديشو، قال جيدي في مؤتمر صحافي:"انتصرنا في القتال ضد المتمردين"، مشيراً إلى استمرار"عمليات صغيرة"لملاحقة التمرد. وشدد على أن"الجانب الأسوأ من القتال انتهى"، بعد تسعة أيام من المعارك الطاحنة بين الجانبين سقط خلالها أكثر من 350 قتيلاً. وأكد أن القوات الصومالية والإثيوبية استولت على معقل الميليشيات في شمال مقديشو، وأن أكثر من 100 مقاتل استسلموا لها. ودعا عشيرة"الهوية"إلى وقف القتال، واعداً بدمج ميليشياتها في القوات الحكومية. وقصف الإثيوبيون معاقل الميليشيات في شمال مقديشو فجراً، بعدما فشلت مفاوضات لوقف النار مع زعماء"الهوية". وسرت إشاعات عن عودة زعيم"المحاكم الإسلامية"المهزومة الشيخ حسن ضاهر عويس لقيادة القتال ضد الحكومة وحلفائها، بعد وصول مجموعة من حراسه الشخصيين إلى العاصمة أمس. وسيطر جنود إثيوبيون على منطقة بلعد 30 كلم شمال مقديشو التي تشكل موقعاً استراتيجياً لحصول الميليشيات على الإمدادات والسلاح، قبل أن يشن سلاح المشاة هجومه على معاقل التمرد. واضطرت الميليشيات إلى التراجع تحت كثافة القصف الإثيوبي. وقال شهود إن المعارك أمس هي"الأكثر عنفاً". وأكد مقاتل من"الهوية"أن"الإثيوبيين يستخدمون كل ما لديهم من قوات ومعدات... هذا أعنف هجوم نشهده منذ بدأت الحرب".