أعلن ألان جونسون وزير الشؤون التربوية البريطاني، امس، انه يتوقع من ادارات المدارس منع ارتداء النقاب بحجة الحفاظ على الأمن و "لأن النقاب يحد من التعليم الصحيح والاتصال البصري بين المدرسين والطلاب". وتفاوتت ردود الهيئات الاسلامية بين مؤيد ومعارض. وقالت"الهيئة الاسلامية لحقوق الانسان" إنها"صُدمت"في حين رحب"المركز التربوي الاسلامي"قائلاً في بيان"ان النقاب حاجز يمنع التفاهم بين المجتمعات". وتأتي"الارشادات"الجديدة، بعدما خسرت فتاة في الثانية عشرة معركتها في المحكمة العليا مع مدرسة في باكنغهامبشاير منعتها من ارتداء النقاب. وأبلغ الوزير اجتماعاً لمديري المدارس ان صدور"الارشادات العامة"تم بعد"مشورة قانونية"، مشدداً على ان الحجاب لا يزال مسموحاً وتستطيع الطالبات والمدرسات ارتداءه في الصفوف. ولم يشر الوزير الى مصير الجلباب. ومع الاجراءات الجديدة تنضم بريطانيا الى دول اوروبية، مثل فرنسا وهولندا والمانيا، اتخذت فيها اجراءات تناولت طالبات مسلمات يحاولن ارتداء الحجاب او النقاب او البرقع وحتى الجلباب في المدارس. وقال وزير المدارس جيم نايت"ان الارشادات ستترك الأمر لمديري المدارس ليتخذ كل منهم قراره بخصوص ما سيُسمح للطالبات بارتدائه في الفصل وما لن يسمح به". وتابع:"اذا شعروا بأن أي ثوب يُعرقل قدرة الطالبة على التعلم أو يمثل مسألة متعلقة بالسلامة أو الامن يمكن أن يُحظر". وكان رئيس الوزراء البريطاني وصف النقاب العام الماضي بأنه"علامة على الانفصال بين المجتمعات"ما دفع مجموعات اسلامية الى اتهام الحكومة بايجاد مناخ يسوده"الخوف من الاسلام". وقال ناطق باسم ادارة التعليم والمهارات"عليهم المعلمين أخذ الديانات المختلفة في الاعتبار ومحاولة استيعابها كلما أمكن... لكن ما نقوله في الارشادات هو أن السلامة والامن والقدرة على التعلم أمور في غاية الاهمية". وقالت راجنارا أختر رئيسة جماعة حماية الحجاب لهيئة الاذاعة البريطانية:"من المعقول أن تطلب المدارس من الفتيات خلع النقاب في الفصل الدراسي... وأعتقد أن على من ترغب في ارتداء النقاب التحلي بدرجة من المرونة... هذا يطبق في دول إسلامية في أنحاء العالم تفرض المتطلبات نفسها". وكان وزير الخارجية السابق جاك سترو اثار جدالاً عندما اعلن انه يفضل شخصياً بأن تكون النساء في دائرته الانتخابية غير منقبات لأن"النقاب يجعل التواصل صعباً". وتطرق الى ما جرى في فرنسا قائلاً:"رأينا ما جرى هناك من مواجهات كان احد اسبابها السماح لشرائح واسعة من المتحدرين من اصل شمال افريقي بالعيش والنمو بانفصال تام عن الهوية الفرنسية، لا اريد ان ارى ذلك يحدث في بريطانيا". وكانت مساعدة مدرّسة مسلمة تُدعى عائشة عزمي 24 عاما فُصلت من عملها بعدما اعتبرت مدرسة هيدفيلد جونيور الابتدائية أن الأطفال واجهوا صعوبة في فهمها أثناء دروس اللغة الانكليزية بسبب النقاب الذي رفضت خلعه أثناء التدريس. وسارع بعدها عمدة لندن كن ليفينغستون الى القول انه"يرغب برؤية المسلمات يخلعن الحجاب يوماً، الا ان ذلك لا يمكن فرضه من سلطة غير اسلامية". وسلط عدد من الحوادث الامنية الضوء على الزي الاسلامي ففي شباط فبراير، قال الادعاء لمحكمة تحاكم ستة رجال متهمين بالتآمر لشن تفجيرات انتحارية في لندن في 21 تموز يوليو العام 2005 ان أحد المشتبه فيهم فر متنكراً بزي امرأة منقبة بعد الهجمات الفاشلة. وقبل شهرين قالت الشرطة ان رجلاً مطلوباً استجوابه في جريمة قتل ضابطة شرطة ربما فر من البلاد في زي امرأة منقبة ايضاً.