أكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أن "المرحلة التي تمر بها البلاد اليوم هي مرحلة استثنائية انتقالية، والحكومة لم تسع للوصول إلى هذه الوضعية، بل عملت كل جهدها لإنجاز الاستحقاق الرئاسي". وقال: "منذ ثلاثة اشهر، وفي كل الكلمات والمواقف التي صدرت عني كنت أقول وأكرر أن الحكومة تعد العدة لتسليم الأمانة الى الرئيس المنتخب ومجلس النواب، لكن تعطيل الانتخابات الرئاسية ليس من مسؤولية الحكومة. والحكومة لم تعمل من اجل الوصول إلى هذه الوضعية، بل هي وضعت في موقع وضعها الدستور فيه إذ أنيطت صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء وليس برئيس الحكومة وهذه الصلاحيات هي أمانة لدى مجلس الوزراء". وأعلن السنيورة في سلسة اتصالات أجراها أمس، أن"الحكومة ستعمل على أن تكون قراراتها مدروسة وغير استفزازية وتركز على الملاءمة السياسية وتسيير شؤون البلاد والمواطنين على رغم أن صلاحياتها كاملة وغير منقوصة. وهي في الوقت نفسه لا يمكنها أن تترك البلاد سائبة، بل عليها أن تحافظ على موقع لبنان والدولة اللبنانية ودورهما". وناشد السنيورة رؤساء الطوائف الروحية والشخصيات والقيادات التي اتصل بها"العمل على مساعدة الحكومة لتجاوز هذه المرحلة الانتقالية للوصول إلى إنجاز الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت والعمل على التهدئة لأن التوتير والتصعيد لن يساعدا البلاد، بل يزيدان من المأزق الحالي"، مؤكداً أن"الهدف هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية بفتح مجلس النواب وتعزيز الحوار والتلاقي، وليس بالبحث عن مناسبات لتوتير الأجواء في البلاد، إذ أن التوتير لا يخدم إلا تعزيز فرص المواجهة الداخلية التي نحن بغنى عنها". ونوه السنيورة في اتصاله بالعلامة السيد محمد حسين فضل الله بالنداء الذي أطلقه الأخير أول من أمس، والداعي إلى الهدوء والابتعاد عن التشنج والفرقة، مشدداً على أهمية الدور الذي يلعبه القادة الروحيون في هذه المرحلة الحساسة. وكان السنيورة أجرى اتصالات بكل من: مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن، متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، والعلامة فضل الله. كما أجرى اتصالات بكل من: الرئيس السابق أمين الجميل، النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود. والتقى السفير الاميركي جيفري فيلتمان. ولاحقاً، صدر بيان عن رئيس الديوان البطريركي لبطريركية إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك الأب انطوان ديب، أعلن فيه أن لحام شكر للسنيورة اتصاله، وأبدى أسفه وحزنه الشديدين لما آلت إليه الأمور في لبنان، إن من ناحية عدم التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية، أو من جهة استعمال أسلوب التقاذف بالاتهامات المتبادلة بين اللبنانيين. من جهة ثانية، أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية جان أوغاسابيان في حديث إلى"إذاعة الشرق"أمس، أن"هناك تصميماً لدى الحكومة والأكثرية على استعجال إجراء الانتخابات الرئاسية وعدم تشريع الفراغ، حرصاً على الموقع المسيحي الأول بدستوريته ورمزيته والتوازن بين المؤسسات الدستورية، وصوناً لاستقلال لبنان وسيادته". ولفت إلى"أن الحكومة، ومنعاً لتعميق الأزمة، تتصرف بروحية تصريف الأعمال وتتمسك باتفاق الطائف". حمادة: فترة انتقالية وحرص وزير الاتصالات مروان حماده بعد لقائه السفير الاميركي لدى لبنان جيفري فيلتمان والمنسق الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسون، على التأكيد"ان الحكومة حريصة على اختصار الفترة الانتقالية الى اقصى حد وتكثيف المساعي، بعيداً من الفيتوات ومحاولات احتكار القرارات". وندد حمادة أمام زوار"بكل المواقف المتطاولة على بكركي ومرجعيتها، اللتين يعلق عليهما اللبنانيون الآمال لإخراجهم من النفق المظلم". واعتبر عضو كتلة"المستقبل"النيابية عاطف مجدلاني ان"حال الفراغ في منصب رئاسة الجمهورية، كان سيكون اشد وطأة على اللبنانيين، لولا وجود المؤسسة العسكرية وعلى رأسها قائد يتمتع بكل مقومات الحكمة والحزم، بما يسمح بالقول ان الامن كان وسيبقى في ايدٍ امينة". وقال مجدلاني:"منذ انطلاق ثورة الارز، اثبت الجيش اللبناني، بتوجيهات قائده وانضباطية كل ضباطه وعناصره انه الضمانة لكل الشعب بكل فئاته وتوجهاته. وقد نجح هذا الجيش في اصعب الظروف وأكثرها دقة ويوم كانت الوصاية لا تزال موجودة، في لعب دور مميز وحماية الديموقراطية ولم يسمح لأي طرف بتجاوز القوانين وكان السياج الآمن للتعبير عن الرأي ونجح حيث فشل قسم كبير من السياسيين". واكد ان الحكومة"ستبقى تحافظ على امانة صلاحيات رئاسة الجمهورية التي تم تفريغها قسراً وبصورة موقتة وانتقالية، وفق احكام الدستور، وهي الضمانة السياسية الموثوقة والمظلة التي يستطيع الجيش ان يمارس دوره الامني في ظلها، بما يحفظ الوطن من أي شر مبيت".