يدين المنتخب المصري بانجاز بلوغه الدور نصف النهائي للنسخة ال25 لبطولة أمم أفريقيا لكرة القدم المقامة حالياً في بلاده الى حارس مرماه المتألق عصام الحضري. ولعب الحضري دوراً كبيراً في النتائج التي حققها منتخب بلاده حتى الآن في البطولة، وتحديداً في مباراته مع نظيره المغربي صفر- صفر في الجولة الثانية من الدور الأول، والتي اختير فيها أفضل لاعب في المباراة، ثم مباراة ساحل العاج في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول، قبل أن يسرق الأضواء في المباراة الأخيرة ضد الكونغو الديموقراطية في الدور ربع النهائي. ويمني الحضري 32 عاما النفس بمواصلة تألقه في البطولة ليتوجها باللقب القاري ولقب أفضل حارس مرمى في القارة السمراء، وما دخول هدفين فقط مرماه سوى دليل على علو كعبه. وأوضح الحضري أن البطولة الحالية شهدت تألق العديد من الحراس المرمى، خصوصاً حارس ساحل العاج جان جاك تيزييه والكاميرون حميدو سليمانو ونيجيريا فينسنت اينياما، معرباً عن أمله في مواصلة التألق وسرقة الأضواء، ليتفوق عليهم جميعاً من خلال إحراز اللقب القاري ولقب أفضل حارس في الدورة. وبلغ الحضري مرحلة النضج في السنوات الثلاث الأخيرة بفضل تألقه مع ناديه الأهلي وتحديداً العام الماضي عندما قاده الى الفوز بلقب الدوري المحلي ومسابقة دوري أبطال أفريقيا وإلى الحفاظ على سجل النادي خالياً من الخسارة في 55 مباراة متتالية. وبدأ الحضري مسيرته الكروية مع فريق دمياط 250 كلم عن القاهرة، لكنه لفت الأنظار مع المنتخب الاولمبي عام 1994 في أول مباراة له معه على استاد القاهرة أمام نيجيريا في ختام تصفيات الاولمبية، وخسرت مصر بهدف وحيد سجله جاي اوكوتشا، لكن الحضري كان الفائز الوحيد، إذ تعاقد مع الأهلي ليكون بديلاً لحارسه احمد شوبير الذي كان على وشك الاعتزال. وانضم الحضري الى الأهلي موسم 95-96 ولعب معه البطولة العربية التي استضافها عام 1996 وأحرز معه اللقب، لينطلق في مقدمة حراس الأهلي ومنه الى المنتخب الأول الذي ضمه إليه محمود الجوهري عام 1997. وشارك الحضري مع مصر في دورة بوركينا فاسو 1998 وتوج معه باللقب دون أن يلعب لأنه كان بديلاً للحارس المتألق في ذلك الوقت نادر السيد، والأمر ذاته في نهائيات عام 2000 في غاناونيجيريا عندما خرجت مصر من الدور ربع النهائي. وخاض الحضري مباراته الدولية الأولى في تصفيات مونديال 2002 وتحديداً في المباراة التي خسرتها مصر أمام ليبيريا، بهدف للنجم جورج ويا في ليبروفيل. وشارك الحضري في دورة 2002 في مالي، لكن تراجع مستواه أبعده عن صفوف المنتخب في دورة تونس 2004 قبل أن يعود بقوة في العامين الأخيرين ويفرض نفسه أساسيا في تشكيلة المنتخب على حساب نادر السيد الذي بات احتياطياً له في الأهلي. وسجل الحضري اسمه كأول حارس مرمى في أفريقيا والوطن العربي يحرز هدفاً في مباراة صندوانز الجنوب أفريقي في كأس السوبر الأفريقية التي فاز بها الأهلي عام 2002 من تسديدة من منتصف ملعبه.