هذا هو التطبيق الحازم والسليم لقانون كرة القدم. وهذا هو النموذج المثالي لارساء قواعد اللعب النظيف. واكتملت الصورة باروع تعاون بين الحكم والمساعدين عبر وسائل الاتصال الحديثة. كأس العالم 2006 شهدت المستوى الاعلى من التحكيم من الثنائي القادم من اميركا الجنوبية، الارجنتيني هوراسيو اليزوندو في مباراة غانا وتشيخيا، والاوروغواني غورغ لاديوندا في مباراة ايطاليا ضد الولاياتالمتحدة، ووصل عدد البطاقات الحمر فيها الى اربع، وكلها صحيحة وفي موعدها، وتعددت الاهداف الملغاة لاخطاء قانونية، والقرارات بصددها سليمة. ولا يقلل من شأن الحكم الفرنسي اريك بوليه ان المباراة التي ادارها بين البرتغالوايران كانت هادئة وسهلة وخالية من العنف، ولكنه نجح بامتياز في اختبار صعب عندما راوغ كابتن البرتغال لويس فيغو كابتن ايران يحيى جول محمدي على مسافة نصف متر فقط داخل منطقة الجزاء، وهي مخالفة اعتاد الحكام على ان يحتسبوها خارج منطقة الجزاء، خصوصاً إذا كان صاحب الحق في ركلة الجزاء متقدماً وهو ما حدث، لان البرتغال كانت فائزة 1-صفر. بوليه لم يتردد في احتساب ركلة الجزاء بشجاعة، ولم يعبأ بالاعتراضات الايرانية الروتينية، وجاء منها الهدف الثاني، والطريف ان الحكم الفرنسي وزع انذاراته بين الفريقين بنظام الكتلة، والكتلة الاولى كانت من نصيب ايران بانذارين لنيكونام ومادانشي، والكتلة الثانية اكبر قليلاً وكلها على التوالي للبرتغال، ونالها باوليتا وديكو وكوستينيا، واخر كتلة ايرانية للكعبي وجول محمدي، وهذا النوع من توزيع الانذارات يكشف عن حكم جريء، لا يحسبها في عقله ولا يميل الى توزيعها بين الفريقين. قمة الاثارة من جانب وقمة الوعي التحكيمي والاقتدار والحزم من جانب آخر، كانتا في مباراة ايطاليا مع الولاياتالمتحدة، والحكم الاوروغواني غورغ لاريوندا، والامتياز ايضاً للمساعدين والتر ريال وبابلو فاندينو. الاختبارات للحكم بدأت باكراً جداً بسلوك غير رياضي من كابتن ايطاليا توتي، وكأنه يحاول معرفة نوعية الحكم، وجاء الانذار الاول بعد 5 دقائق، ليتعرف توتي وبقية اللاعبين على حكم صارم، وحملت الدقيقة 28 اختباراً بالغ الصعوبة، ولكن الاقتدار والكفاءة من الحكم لاريوندا الذي توقع الحدث ومعه قراءة اللعب، لم يكن في حاجة لاكثر من جزء من الثانية لاخراج البطاقة الحمراء لطرد دي روسي، لاعتدائه بضربة كوع مقصودة في وجه الاميركي ماكبرايد، وكانت سرعة القرار الحازم سبباً في هدوء كامل للاميركيين، الذين فوجئوا باعتداء بشع على زميلهم، ولو تأخر القرار لثانية واحدة لنشبت معركة بين الجانبين.