اصطدام الكرة بالحكم أثناء اللعب حدث لا يتكرر كثيراً، وهو يمثل عنصراً سلبياً ضد الحكم، خصوصاً اذا انتقلت على إثره الكرة الى الفريق المنافس، وشهد نهائي كأس أمير قطر عام 2004 هدفاً للسد بعدما اصطدمت الكرة بالحكم الايطالي الشهير كولينا، وانتقلت لمصلحة الفريق المنافس، وكانت الهدف الثاني للسد. الحكم الأول في"مونديال"2006 الالماني ماركوس ميرك، أدار المباراة النهائية لبطولة أوروبا 2004 بين اليونان والبرتغال، وهو اكثر حكام"المونديال"شهرة وخبرة ونجاحاً في مشواره، لكنه وقع في الخطأ بالتحرك غير الصحيح في مباراة هولندا ضد صربيا ومونتينيغرو أول من أمس، واصطدمت به الكرة عندما حاول الاقتراب من اللاعبين لاكتشاف أي خطأ. واصطدام الحكم بأحد اللاعبين عيب آخر خطير، وهو أندر نسبياً من اصطدام الكرة به، وهو يعكس تحركاً خاطئاً وإحساساً غير سليم من الحكم، وما أعجب أن يحدث ذلك أيضاً من الحكم نفسه وفي المباراة ذاتها، والأمران يقللان كثيراً من صورة ماركوس ميرك، على رغم ان معظم قراراته كانت صحيحة. الحادثتان لم تؤثرا في هدوء الحكم الالماني الكبير وثقته، وظل محتفظاً بهدوئه واتزانه، وبرع كثيراً في أسلوبه في انذار اللاعبين، ووصل عدد الإنذارات الى ستة، وهو اكبر عدد لأي حكم حتى الآن، وشملت من صربيا ستانكوفيتش وكورومان ودراغوتينوفيتش وغافرانسيتش، ومن هولندا فان برونك هورست وهيتينغا، وكان حازماً في تحذير اللاعبين من ارتكاب المخالفات قبل وأثناء تنفيذ الركلات المحيطة بمنطقة الجزاء، والركلات الركنية، وجاء تقديره ممتازاً عندما لمست الكرة يد المدافع الصربي في منطقة جزائه، وطالب الهولنديون بركلة جزاء، لكنه أشار باستمرار اللعب لأنها لم تكن متعمدة. وعلى رغم النجاح الواضح للحكم الايطالي روبرتو روسيتي في ادارة مباراة المكسيكوايران، الا انه وقع في خطأ لافت بعدم احتساب ركلة جزاء للمكسيك، من دفعة في ظهر بورغيتي اعتبرها التحاماً مشروعا، وجاءت التقديرات الاخرى سليمة من روسيتي في ثلاث مطالبات بركلات جزاء، اثر سقوط من دون مخالفات. والايطالي روسيتي يمتلك لياقة بدنية مذهلة، تؤهله لأن يكون لاعباً في اي منتخب في"المونديال"، وهو اكتفى بثلاثة انذارات لتورادو وسالسيدو من المكسيك، ونيكونام جافاد من ايران، وكلها صحيحة، ولكنه تغاضى عن انذار المكسيكي باردو من مخالفة اكثر عنفاً بلا مبرر. ولم يجد الحكم الاوروغوياني غورغ لاريوندا اية متاعب في ادارة مباراة البرتغال ضد انغولا، في ظل أداء نظيف، وعلى رغم ذلك أفرط لاريوندا في إثبات وجوده ولفت الانظار إليه، باحتساب مخالفات وفيرة بلا اي داع، حتى وصل عددها الى ما يقرب من 50 ركلة حرة، وانذر خمسة لاعبين هم رونادو وفالينتي من البرتغال وجامبا ولوكو واندري من انغولا، ولا يمكن لهذا الحكم ان يواصل المباريات في ظل إصراره على إثبات وجوده، في العاب تستوجب استمرار اللعب.