سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأهالي يستعيرون خدعة "علي بابا والاربعين حرامي" لتجنب الاغتيال ! . تقرير ينتقد اداء المجموعات المسلحة في بغداد ... والميليشيات تبتز الميسورين مقابل حياتهم
انتقد تقرير، اعدته قيادات مسلحة عراقية قالت مصادر امنية انه ضبط خلال عملية دهم في بلدة اليوسفية جنوببغداد، اداء المجموعات المسلحة في العاصمة منوهاً إلى انها تفتقر إلى"الخط الاستراتيجي للعمل"وتعتمد اسلوب اضرب وانسحب. ومع دفع اهالي بغداد ضريبة الصراع، لفرض السيطرة على مدينتهم بين مجموعات مسلحة وميليشيات وقوات عراقية واميركية، يبتكرون آليات تكيف مع العنف المتصاعد ويتعرض الميسورون منهم لابتزار ميليشيا حزبية او دينية مقابل الابقاء على حياتهم. وافاد بيان لمجلس الوزراء العراقي، تلقت"الحياة"نسخة منه امس، ان القوى الامنية العراقية عثرت خلال عمليات دهم في بلدة اليوسفية جنوببغداد على وثائق ومستندات واشرطة مصورة تحدد الخطط الاستراتيجية للمجموعات المسلحة ببغداد. واشار تقرير، قال البيان ان قيادات في المجموعات المسلحة اعدته وحمل عنوان"نظرة على واقع بغداد في ضوء احداث الفتنة الطائفية الاخيرة"، إلى ان الاحداث الاخيرة اثبتت"قوة"و"شوكة"الميليشيات الشيعية التي تنضم اليها القوى النظامية لوزارتي الداخلية والدفاع مقارنة بقوة"المجاهدين"في بغداد. ولفت التقرير إلى ان"قوة المجاهدين تركز على المواجهات الخاطفة"اضرب وانسحب"او نصب العبوات الناسفة والمفخخات"و"هذا امر مختلف عن طبيعة المعركة مع القوى المنظمة ذات الآليات والاتصالات المناسبة". وينقل التقرير ما يعتقده الشيعة والسنة من ان الشيعة اقوى في بغداد واقرب الى السيطرة عليها وان"المجاهدين"لا يعدون اكثر من"مجرد ازعاج يومي"لحكومة الشيعة ولا قدرة لهم اكثر مما قدموه من"تصيد"للشارد من الدوريات او"قنص"المبتعد منها او زرع المفخخات بين المواطنين والتستر بينهم عسى ان تصيب مع انفجارها احداً من افراد الحكومة او الاميركيين". ويلخص التقرير، الذي نشرته رئاسة الحكومة من دون توقيع جهة معينة،"تتركز قوة المجاهدين في بغداد على التفجيرات والاغتيالات وانها المجموعات المسلحة تفتقر إلى القدرة العسكرية المرتبة". ويشير إلى"انعدام التنظيم على مستوى قيادات بغداد او امراء الكتائب"و"التنسيق بينهم صعب جداً". ولم يشر البيان الرسمي العراقي إلى تاريخ العثور على هذه الوثائق او الجهة التي اصدرتها مكتفياً بالاشارة إلى ان التقرير يمثل الخط الاستراتيجي للقاعدة في بغداد الذي يركز على"السيطرة على مناطق من بغداد والاحتفاظ بها وتسلم مقاليد الامور فيها". ويؤكد مختصون في الشؤون الامنية ان بغداد تشهد صراعاً للسيطرة عليها يتم تطوير ادواته باستمرار بين جهات مسلحة من جهة وميليشيات وقوى امنية نظامية من جهة اخرى فيما تحاول القوات الاميركية من جهتها فرض نفوذها من جديد على المدينة التي تشهد موجات تصفية ذات اصول مذهبية طاولت المئات من الاهالي خلال الشهور الثلاثة الماضية. مناورات السكان ويبتدع سكان بغداد طرقاً للمناورة ولتضليل"فرق القتل المتنقلة"في الاحياء المختلطة. وروى عبد الاله جبر، من اهالي حي الامين شرق بغداد، قضية تضليله لفرقة كانت تنوي اغتياله بعد تلقيه تهديدات باسم ميليشيا شيعية تهدده بمغادرة المنطقة. وقال ل"الحياة""فوجئت السبت الماضي بوجود علامة ? على الجدار الخارجي لمنزلي فأدركت فوراً انها علامة استدلال وضعها مراقبون من المنطقة لمجموعة يفترض انها ستقتلني فلجأت إلى حيلة"علي بابا والاربعين حرامي"برسم الاشارة نفسها على جميع البيوت المحيطة بي لكسب يوم او يومين اتمكن خلالها من اخراج عائلتي ومحاولة بيع منزلي بأي ثمن". ويؤكد اهالي بغداد ان علامة ? التي يجدها احدهم على جدار منزله صباحاً تعني ان صاحب المنزل سيقتل وهي اشارة لمجاميع القتل التي لا تتمكن من تمييز المنزل المراد استهدافه في الاحياء القديمة التي تتشابه الوان وعمارة منازلها. وفي السياق نفسه، كشف تجار وميسورون من اهالي بغداد ل"الحياة"ان مندوبين عن احزاب عراقية لديها ميليشيات مسلحة يجبرونهم على دفع اتاوات شهرية. وقال صاحب مطبعة في حي البتاوين رفض الاشارة إلى اسمه ان"مندوب احدى الميليشيات يأتيه بانتظام لتلقي مبالغ مالية مهدداً بنسف مطبعته او اختطافه اذا امتنع عن الدفع". واشار إلى ان تجاراً عراقيين واصحاب مهن ومصانع يدفعون تلك الاتاوات إلى مجهولين يتحدثون باسم احزاب والميليشيات وان المعني بالامر يضطر إلى الدفع خشية الاغتيال حتى من دون التأكد من حقيقة انتماء المبتزين إلى تلك الاحزاب ويخشى بالطبع ابلاغ الشرطة التي تتهم هي الاخرى بتنفيذ حملات تصفية وسرقات بحق الاهالي.