زيارات الخير    شاطئ "زاعم".. إيقونة الجمال بسواحل تبوك    الأهلي يقسو على أبها بخماسية ويتأهل للنخبة الآسيوية    تيليس: ركلة جزاء الهلال مشكوك في صحتها    التعاون يتغلب على الشباب بهدف في دوري روشن    البرق يضيء سماء الباحة ويرسم لوحات بديعة    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    الإبلاغ عن الاحتيال المالي على «مدى» عبر «أبشر»    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 27 جائزة في آيسف 2024    «باب القصر»    للسنة الثانية.. "مبادرة طريق مكة" في مطار إسطنبول الدولي تواصل تقديم الخدمات بتقنيات حديثة    الهلال يحبط النصر..    الخبز على طاولة باخ وجياني    جماهير المدينة (مبروك البقاء)!    منشآت تنظم أسبوع التمويل بالشراكة مع البنوك السعودية في 4 مناطق    كيان عدواني غاصب .. فرضه الاستعمار !    موسكو تتقدم في شمال شرق أوكرانيا    «حرس الحدود» بجازان يحبط تهريب 270 كيلوغرام«قات»    «الأرصاد»: مدن المملكة تسجل تنوعاً مناخياً فريداً يعكس واقعها الجغرافي    أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    أهمية إنشاء الهيئة السعودية للمياه !    كيلا يبقى تركي السديري مجرد ذكرى    إطار الابتكار الآمن    إسرائيل تواجه ضغوطا دولية لضمان سلامة المدنيين    نيابة عن ولي العهد.. وزير البيئة يرأس وفد المملكة في المنتدى العالمي للمياه    199 مليار ريال مساهمة قطاع الطيران في الناتج المحلي    المملكة رئيسا للمجلس التنفيذي للألكسو حتى 2026    ضبط 16023 مخالفًا للإقامة والعمل وأمن الحدود    الرئاسة العامة تستكمل جاهزيتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام هذا العام ١٤٤٥ه    التخصصي: الدراسات السريرية وفرت نحو 62 مليون ريال    فيضانات أفغانستان تزهق الأرواح وتدمر الممتلكات    تشيلسي يتوج بلقب الدوري الإنجليزي للسيدات للمرة الخامسة على التوالي    رئيس وزراء اليونان والعيسى يناقشان الموضوعات المشتركة بين البلدين    تشخيص حالة فيكو الصحية «إيجابي» ووضع منفذ الاعتداء قيد التوقيف الاحتياطي    "إرشاد الحافلات" يعلن جاهزية الخطط التشغيلية لموسم الحج    توطين تقنية الجينوم السعودي ب 140 باحثا    افترقوا بحب معشر العشاق    تعرّضت لقصف بالصواريخ.. حريق في ناقلة نفط قبالة اليمن    حُكّام مباريات اليوم في "دوري روشن"    "تعليم الطائف" يعتمد حركة النقل الداخلي للمعلمين والمعلمات    «غرفة بيشة» تساهم في دعم حفل تكريم المشاركين في مبادرة أجاويد ٢    البحث العلمي والإبتكار بالملتقى العلمي السنوي بجامعة عبدالرحمن بن فيصل    نعمة خفية    جامعة الملك فيصل تحصد الميدالية الذهبية عن اختراع جديد    من ينتشل هذا الإنسان من كل هذا البؤس    قائد فذٌ و وطن عظيم    المربع الجديد: وجهة لمستقبل التنمية الحضرية بالسعودية    إندونيسيا: الكوادر الوطنية السعودية المشاركة في "طريق مكة" تعمل باحترافية    «الحج والعمرة»: لا تصاريح عمرة ابتداء من 16 ذو القعدة وحتى 20 ذو الحجة    سفارة المملكة في قرغيزستان تحذر المواطنين بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن التجمعات    السمنة والسكر يزيدان اعتلال الصحة    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    الأمير سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    طريقة عمل الأرز الآسيوي المقلي بصلصة الصويا صوص    طريقة عمل وربات البقلاوة بحشو الكريمة    ولي العهد في المنطقة الشرقية.. تلاحم بين القيادة والشعب    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا تنكر تركيا قومياتها ؟
نشر في الحياة يوم 12 - 04 - 2009

تمارس القوات المسلحة التركية ارهاب الدولة في شمال كردستان. فعلى رغم النداءات المتكررة للمسؤولين الأكراد المطالبة بتهيئة الأجواء لفتح الحوار مع الجهات الحاكمة للتوصل الى حل سلمي وعادل للقضية الكردية في تركيا، يستمر النظام التركي في سياسة انكار الحقوق القومية للشعب الكردي في تركيا.
ان الايديولوجية الرسمية للدولة التركية، مبنية أساساً على مبدأ انكار القوميات غير التركية المتواجدة ضمن حدود الدولة. فكل من سكن ضمن الحدود التركية يتوجب عليه -حسب العقيدة الرسمية - أن يدّعي أنه تركي مهما كانت انتماءاته القومية البيولوجية أو التاريخية. وبذلك فإن الشرعية المبنية على هذه الايديولوجية تقتضي تكييف الواقع الديموغرافي التعددي وفق العقلية الخيالية الافتراضية لقادة الدولة التركية التي تريد تحويل كل سكان الدولة الى أتراك بكل الوسائل، واذا ما فشلت الوسائل السلمية، فالإخلاص للايديولجية يقتضي اللجوء الى تطبيقها بالعنف والارهاب.
اذ لايمكن من دون استخدام العنف اقامة نظام مبني على ايديولوجية قوموية وعنصرية في دولة متعددة القوميات. ومن المعروف بأن الايديولوجية الرسمية للدولة التركية منذ اعلان ما تسمى بالجمهورية التركية هي الطورانية التي تستمد جذورها النظرية من منظري العنصرية منذ نهايات العهد العثماني. وهي مبنية على فكرة اعادة بناء امبراطورية يسودها العنصر التركي حصراَ.
لقد استطاع ... الأتراك، بفضل الظروف الداخلية والدولية المناسبة، أن يضعوا موضع التطبيق أفكارهم العنصرية الى حد كبير في ما يخص الشعب الأرمني. ولم يترددوا عبر التاريخ في اتباع كل وسائل التذويب القومي واقتراف المجازر بحق الشعب الكردي. لكن بقيت الأم الكردية حاملة وناقلة بوفاء للثقافة الكردية الحيّة و المتجذرة في أعماق التاريخ. وكلّما حاول المستعمر محو الهوية الكردية، وكلّما تعرض الكردي للاضطهاد والقمع أشتدت لديه الروح القومية المبنية على أمل السلام والتحرر. ومن المفارقات أن هذه السلطات التركية، تدّعي في المحافل الدولية أنها هي التي تتعرض لأعمال ارهابية. وكلما تمت ادانة سياسة هذه السلطات في المحافل الدولية تتهم الأكراد وقادتهم بالخيانة وبالتعامل مع الأجنبي. ان السلطات التركية التي تنفي الوجود القومي الكردي ضمن حدود الدولة التركية، ولا تقبل الوصول الى أي حل سلمي عادل، وترفض اقامة نظام سياسي يشترك في ادارته المركزية الكرد الى جانب الترك والعرب وغيرهم، تزعم انها هي المدافعة عن الدولة وشرعيتها، في حين أنها هي التي تستمر في رفضها اقامة السلم الداخلي وهي التي تنكر على الأكراد وجودهم القومي وحقهم في المشاركة المتكافئة في السلطة المركزية للدولة، وبذلك تفقد السلطات التركية أية شرعية في سياساتها تجاه الشعب الكردي.
ان السلطات التركية التي تقوم بقتل شباب الأكراد وأطفالهم، تدّعي بأن الأكراد ارهابيون وتطالب الدول الأخرى باتباع سياستها و بتطبيق المعايير التركية في الديموقراطية. فالديموقراطية التركية الرسمية هي انكار وجود غير الاتراك حتى ان تطلب الأمر تصفيتهم.
لقد كانت السلطات التركية ولا تزال رمزاً للنفاق السياسي. فهي تدّعي أمام الغربيين بأنها دولة علمانية ولذلك فإنها غير مرغوبة في الأوساط الاسلامية. وأمام المسلمين تدّعي بأن الأوروبيين لا يريدون قبولها لأنها عضو فعّال في منظمة المؤتمر الاسلامي. وتسوّق موقعها الجغرافي - السياسي عند الأميركيين تارة والأوروبيين تارة وعند الاسرائيليين تارة اخرى. وتسوّق مواقفها العدائية تجاه الأكراد عند السلطات الايرانية والسورية وغيرهما.
ان المنطق يؤيد الطرح السلمي والعادل والعملي لحل المسألة الكردية في تركيا، وأكدت القيادة الكردية مراراً استعدادها، بل مطالبتها، بالحل السلمي. و حل من هذا القبيل يمكن تلخيصه بضرورة وقف أعمال العنف فوراً واخلاء سبيل كل المعتقلين الكرد بمن فيهم الزعيم عبد الله أوج آلان، ومباشرة الحوار بين ممثلي السلطة المركزية والقيادة الكردية لايجادة صيغة سياسية ترفع الغبن عن الشعب الكردي وتمكّنه من المشاركة المتكافئة في مقدرات البلاد، والتمهيد لعهد يسوده السلم والاحترام المتبادل بين جميع شعوب المنطقة.
خالد عيسى - بريد الكتروني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.