اتهم متمردو دارفور الحكومة السودانية بنشر أكثر من 80 الف جندي في الإقليم المضطرب"بحجة الحرب ضد تشاد"، وحذروا من انهم سينقلون القتال الى مناطق خارج دارفور. وقال الناطق باسم الوفد المفاوض ل"حركة تحرير السودان"في أبوجا عصام الحاج"ان ملف الترتيبات الأمنية لم يزل يراوح مكانه، ولم يتفق فيه إلا على انشاء وحدة لتسهيل العمل الانساني والمراقبة المشتركة". وأشار الى"تصعيد عسكري من الطرف الحكومي في شرق دارفور وغربها وجنوبها"، وإلى"ارتكاب العديد من الخروق لاتفاق وقف النار الموقع في نجامينا". وتابع انه"بحجة التصعيد العسكري مع الجارة تشاد، حشدت الحكومة السودانية ما يفوق 80 ألفاً من القوات الحكومية ومليشيات الجنجاويد في غرب دارفور، وتم ابلاغ بعثة الاتحاد الافريقي العاملة في دارفور بكل هذه الخروق، ولم تتقدم بعد للتحقيق فيها أو إدانة الحكومة". وحذر الحكومة السودانية من"مغبة تكرار اعتداءاتها والتي سنعتبرها بمثابة اعلان حرب شاملة، وعندها سنحتفظ بحق تحديد مسرحها والذي حتما لن يكون دارفور". وتزامن ذلك مع تكهن حزب"المؤتمر الشعبي"المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي باعتقال النائب الأول للرئيس السوداني سلفاكير ميارديت أو انتقاله من جديد الى خانة التمرد واشعال الحرب في الجنوب نتيجة ممارسات"المؤتمر الوطني". وقال ل"الحياة"مسؤول الأقاليم المتأزمة في"المؤتمر الشعبي"بشير آدم رحمة إن الأوضاع في السودان تسير في سرعة"نحو الانهيار والانفلات، وأضحت البلاد في خطر مما يتطلب التدخل السريع لانقاذ الأوضاع". واقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية بديلة للحكومة الحالية"حتى تعالج الأخطاء الفادحة للمؤتمر الوطني". ورأى ان تتشكل الحكومة على أساس تعهدها حل الأزمات فى دارفور وشرق البلاد، وان تشارك كل القوى السياسية فى الحكومة بنسبة أكبر من حصة"المؤتمر الوطني"مع إبقاء حق الجنوبيين كما هو مثلما نصت عليه اتفاقية نيافاشا. وأشار الى"ان البديل لذلك هو نشر قوات من الأممالمتحدة تحمي السودانيين من بطش وقمع الحزب الحاكم الذي ينفرد بمقاليد السلطة". ورأى ان تصريحات النائب الأول للرئيس سلفاكير ميادريت حول بطء اتفاق السلام وعدم جدية الشريك الآخر في تنفيذ الاتفاق"لا بد ان تؤخذ مأخذ الجد". لكنه رجح ان يقوم الرئيس عمر البشير وحزبه بهجمة شرسة ضد"الحركة الشعبية"من خلال حملة اعتقالات يمكن ان تطاول سلفاكير نفسه"الذي لن يجد مخرجاً أمامه سوى دخول الغابة مرة أخرى للتمرد". ونبّه الى السيناريو الذي حصل سابقاً مع نائبه رياك مشار الذي اتفق مع الخرطوم عام 1997"إلا ان ممارسات أهل الحكم أجبرته على الانضمام الى الحركة الشعبية عام 2003".