وضعت القوات الباكستانية في حال تأهب امس، بعد مقتل ستة من عناصر قوى الأمن ومدني في"عملية ثأرية"لمسلحي القبائل الموالين لحركة"طالبان"شمال غربي البلاد، رداً على هجمات استهدفتهم. واستهدف المسلحون حافلة لقوى الأمن وحرس الحدود بعبوة ناسفة فجروها من بعد، ما اسفر عن مقتل ثلاثة شرطيين وثلاثة من عناصر القوات الشبه النظامية، وذلك لدى مرور الحافلة في بلدة ديرة اسماعيل خان. وجرح عدد آخر من المواطنين في المدينة التي تعتبر الأقرب إلى مديرية وزيرستان المضطربة في الحزام القبلي المحاذي للحدود مع افغانستان راجع ص 8. وأعربت مصادر الشرطة الباكستانية في المدينة عن اعتقادها بأن الهجوم كان يستهدف موكب مسؤول امني رفيع، في عملية مرتبطة بهجمات الجيش في مناطق ميران شاه وجوارها حيث استهدف في الرابع من الشهر الجاري، مخابئ لعناصر اجنبية تابعة ل"طالبان"و"القاعدة"، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف هؤلاء. وتعتبر ديرة اسماعيل خان أكثر المدن ولاء للمتشددين، كونها معقل الشيخ فضل الرحمن زعيم تحالف الجماعات الدينية الباكستانية المناوئ للرئيس برويز مشرف والمطالب بوضع حد لعمليات الجيش في مناطق القبائل. وسجل نزوح مستمر للسكان في منطقة ميران شاه والقرى المحيطة بها بطلب من الجيش الذي اتهمه الاصوليون المحليون، باستهداف مساجد ومدارس دينية. وعزز الجيش نقاط التفتيش على مداخل ميران شاه والمنطقة المحيطة بها لمنع دخول مسلحين متشددين، وتفادي مواجهة معهم. وفي ظل التوتر، ألمح تشودري شجاعت حسين رئيس الحزب الحاكم ورئيس الوزراء الباكستاني السابق إلى أن الحكومة قد تلجأ إلى فرض حال طوارئ وتأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الاول أكتوبر من العام المقبل، اذا استمرت الأوضاع في بلوشستان ووزيرستان على ما هي عليه او تفاقمت. وأضاف أن الاوضاع في المنطقة تتجه إلى التصعيد، في إشارة إلى العلاقات المتوترة بين باكستان وأفغانستان. في افغانستان، ابلغ مسؤول في الشرطة وشهود وكالة"فرانس برس"ان انتحارياً فجر سيارته المفخخة امام قافلة لقوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة من دون ان يسفر ذلك عن اصابات امس. وقال مسؤول رفض كشف هويته ان القافلة التي استهدفتها العملية الانتحارية كانت تنقل قوات خاصة فرنسية. وقتل الانتحاري الذي لم تعرف هويته.