استمرت الجهود السياسية والعسكرية والدينية والاتصالات والتدابير الهادفة لضبط الموقف الامني الناجم عن تدمير قبة مرقد الامامين في سامراء، والتي تعهدت عشائر سامراء بترميمها. وحذر وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي امس من"ان حرباً أهلية لن تنتهي اذا نشبت"، وقال انه"على استعداد لنشر دبابات ومدرعات في الشوارع لفرض النظام". وبعد اتصالات اجراها الرئيس جورج بوش مع الرئيس جلال طالباني ومختلف الزعماء السياسيين والدينيين عقد كبار زعماء الاحزاب محادثات للبحث في تشكيل حكومة وحدة وطنية تضع حداً للعنف الطائفي. راجع ص 2 و3 وفي الوقت الذي مُدد فيه منع السيارات من دخول محافظة بغداد وشوارع العاصمة حتى صباح غد تتجه التيارات لتشكيل مرجعية دينية مشتركة، سنية وشيعية، لمواجهة ذيول الاعتداء على المرقد وتشكيل لجنة ثلاثية لتقصي الحقائق. واجرى الرئيس جورج بوش اتصالاً مع السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف الشيعي الموحد، بعدما زاره السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد للاعراب عن اسف الولاياتالمتحدة وحزنها للهجوم على المرقد، وليبلغه عدم وجود اي تحفظ اميركي عن توزير اي شخص من الائتلاف. وافاد بيان ان الحكيم ابلغ الرئيس بوش حاجة العراق"الى خطة امنية شاملة ومفصلة تشبه الخطة التي اعتمدتها الولاياتالمتحدة بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001". ولم يستطع اي مصدر في بغداد ان يؤكد ما اذا كان حديث الدليمي عن الاستعداد لانزال قوات آلية مدرعة الى الشارع هو جزء من الخطة الامنية التي ينادي بها الحكيم، ام ان الخطة سيُؤجل تنفيذها الى ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة. وحض بوش الزعماء العراقيين، خصوصاً الرئيس طالباني،"على العمل سوياً لتهدئة العنف". وقال فريدريك جونز، الناطق باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض، ان بوش"شجعهم على مواصلة العمل سوياً على احباط جهود مرتكبي العنف من اجل بث الفرقة بين الطوائف العراقية". في غضون ذلك، ذكرت"جبهة التوافق العراقية"في بيان ان خطاب رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري أول من امس تضمن مؤشرات ايجابية قد يجعلها تعيد النظر بموقفها والعودة الى طاولة المفاوضات لتشكيل الحكومة حال تلبية مطالبها المشروعة. ولفت طارق الهاشمي الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، احد مكونات"جبهة التوافق"، الى"تحسن نوعي في الملف الأمني في اليومين الماضيين على رغم وجود اضطرابات في بعض المدن العراقية ومناطق في بغداد". ونوه بخطة الحكومة"فرض حظر التجول ونشر قوات الجيش والشرطة ما يُساهم في نزع اي جذور لحرب أهلية قد تنشب". ونوه كذلك ب"استجابة رئاسة الحكومة لمطالب السنة في تشكيل لجنة أمنية لمتابعة الفتنة الطائفية واعادة المساجد السنية الى القائمين عليها ومعالجة حملة الكراهية والفتنة في وسائل الاعلام ووقف أعمال الشغب". وأضاف ان"الجبهة بانتظار تعويض المتضررين من هذه الاعتداءات ومحاسبة المتورطين قبيل استئناف مشاورات تشكيل الحكومة مرة أخرى". وكان السيد مقتدى الصدر اعلن في بيان امس، براءة تياره من عمليات استهداف المساجد ودور العبادة في بغداد وعدد من المدن العراقية. كما اعلن الحكيم تجريم مثيري الشغب. وشهدت بغداد والمحافظات امس مقتل 30 عراقياً على الأقل في هجمات اليوم الثالث لأعمال العنف وعثرت الشرطة على 18 جثة قُتل أصحابها بالرصاص في أنحاء متفرقة من ديالى وبغداد. وكشف وزير الداخلية العراقي بيان جبر صولاغ إعتقال ستة مشتبه فيهم بقضية تفجير قبة المرقد، موضحاً أنهم كانوا مختبئين في أحد منازل المدينة ونُقلوا الى بغداد. وقال أحد مساعدي آية الله علي السيستاني في النجف"انه حض زعماء العشائر من المناطق المحيطة بالنجف على القيام بدورهم في الأمن".