اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، بلداناً أوروبية بكونها دمى في أيدي اسرائيل، بسبب نشر صحف فيها رسوماً كاريكاتورية مسيئة الى النبي محمد ص. تزامن ذلك مع تواصل التظاهرات الاحتجاجية في أنحاء العالم الاسلامي وفي برلينوباريسولندن حيث شارك آلاف المسلمين والمسيحيين في مسيرة حاشدة. واعتبر أحمدي نجاد في خطاب ألقاه أمام حشد في الذكرى السنوية للثورة الاسلامية أن الغربيين "يقولون إن بلدانهم حرة لكنهم يكذبون. إنهم رهائن للصهاينة، ويجب أن يدفع الأميركيون والأوروبيون ثمن ذلك". وأضاف أحمدي نجاد: "كيف تكون الاساءة في بلدكم بلا قيد، فيما أي بحوث حول المحرقة تعد جريمة". وسبق أن وصف نجاد المحرقة بأنها أسطورة، معتبراً أن قتل ستة ملايين يهودي على يد النازيين وحلفائهم قصة مختلقة لدعم المصالح الاسرائيلية. جاء ذلك في وقت رأى الرئيس الاندونيسي سوسيلو يودويونو أن إعادة نشر الرسوم تضر بالجهود المبذولة لاثبات انسجام الاسلام والديموقراطية، قائلاً إنها تذكّر المجتمع الدولي بأن "أبواب الجحيم قد تفتح في عالم يتسم بعدم التسامح والجهل". من جهته، أعرب رئيس الوزراء الماليزي عبدالله احمد بدوي الذي تتولى بلاده رئاسة "منظمة المؤتمر الاسلامي" عن أسفه "للهوة" التي تفصل بين العالم الاسلامي والغرب الذي اتهمه "بتشويه صورة الاسلام". وقال إن الغرب يريد الهيمنة على الغاز والنفط في العالم، ما أدى الى إيجاد هوة في علاقته مع الاسلام. وفي لندن، شارك آلاف المسلمين والمسيحيين في تظاهرة منددة بالرسوم، وبهدف التعبير عن آراء "جموع المسلمين المعتدلين"، وذلك رداً على تظاهرة للمتشددين الاسلاميين رفعت شعارات تدعو الى القتل وتمجد الارهابيين. وانطلقت التظاهرة التي دعا اليها المجلس المسلم البريطاني بدعم من عمدة لندن ومنظمات مسيحية وأخرى مدافعة عن السلام، من ساحة ترافلغر وسط لندن حيث رفعت شعارات مناهضة للاسلاموفوبيا. كما ألقى نواب ومسؤولون في الجالية الاسلامية كلمات دعوا فيها الى احترام الأديان. كما تظاهر آلاف المسلمين في وسط باريس، رافعين لافتات ضد الاسلاموفوبيا وإهانة الرسول، فيما شهدت كل من دوسلدروف وبرلين مسيرة شارك فيها آلاف المسلمين. وكان حوالي 300 مسلم تظاهروا ليل أول من أمس في وسط دبلن، احتجاجاً على نشر الرسوم. وأفادت الشرطة أن المتظاهرين الذين مروا أمام السفارة الدنماركية من "مسلمي ايرلندا"، مشيرة الى عدم وقوع أي أعمال عنف خلال المسيرة. وفي المغرب، ندد عشرات آلاف المواطنين بالرسوم في تظاهرة حاشدة تعد الأكبر من نوعها في الرباط، انطلاقاً من ساحة "باب الأحد" مروراً بشارع "محمد الخامس" ثم شارع "النصر". وفي باكستان، شاركت الأحزاب الدينية والسياسية في مؤتمر حول الدفاع عن النبي محمد ص في إسلام آباد، في وجه "الحملة الغربية ضد الدين الإسلامي". وفي كركاس فنزويلا، أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" أن حوالي 50 شخصاً من المسلمين والمسيحيين تظاهروا سلمياً في كركاس احتجاجاً على نشر الرسوم. وتوجه المتظاهرون من المسجد الوحيد في العاصمة الى مقر السفارة الدنماركية .