يكشف تنحي اكبر مسؤول عسكري اميركي في الشرق الاوسط الجنرال جون ابي زيد عن منصبه مطلع 2007، عن تصميم ادارة جورج بوش على ارفاق تغيير الاستراتيجية في العراق بتغيير في المسؤولين. وقال ابي زيد، مسؤول القيادة الوسطى الاميركية للصحافيين في العراق حيث رافق وزير الدفاع الاميركي الجديد روبرت غيتس،"انوي التقاعد في ربيع 2007". ويأتي هذا الاعلان بعد ايام من مغادرة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد منصبه حيث امضى سنوات على رأس البنتاغون كان اداؤه خلالها موضع جدل. فقد أُتهم بتحمل مسؤولية الاخطاء المرتكبة في العراق وبانكار الواقع المتأزم فيه. وتحدثت وسائل الاعلام الاميركية في الايام الاخيرة عن تغيير مسؤولين في القيادة العسكرية بالتزامن مع الاستراتيجية الجديدة التي يتوقع ان يعلنها الرئيس بوش في كانون الثاني يناير. وذكرت من هؤلاء المسؤولين جون ابي زيد ورئيس الاركان المشتركة للقوات الاميركية الجنرال بيتر بايس. وقال ابي زيد، رداً على صحافي حول ما اذا كان اتخذ قرار التنحي بنفسه، ان"اي قرار يتخذه اي كان في هذا الموقع لا يمكن ان يكون قراره بشكل مطلق، لكن اعتقد ان الوقت مناسب ولا علاقة لذلك بأي احساس بعدم الرضى"، ملمحاً بذلك الى انه دفع الى التخلي عن المنصب. واعرب السناتور الديموقراطي بيل نلسون، الذي زار الشرق الاوسط اخيراً، عن اسفه لتنحي ابي زيد"وعلى الاخص ازاء الرهانات الحالية الخطيرة جدا". واضاف ان ابي زيد"كان نزيهاً"و"يمكن الوثوق في رأيه". وكان الجنرال ابي زيد 55 عاماً تسلم القيادة الاميركية الوسطى في تموز يوليو 2003 بعد شهور قليلة على اطاحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وكان المسؤول الثاني في القيادة عند اجتياح العراق في آذار مارس 2003. وقال المتحدث العسكري الكابتن غاري اراسين ان رامسفيلد طلب منه ربيع 2006 البقاء في منصبه حتى مطلع 2007. وكان ابي زيد رأى في جلسة استماع امام لجنة برلمانية منتصف تشرين الثاني نوفمبر ان ارسال تعزيزات لا يقدم"حلاً للمشكلة"العراقية. وعارض تحديد جدول زمني لانسحاب تدرجي من هذا البلد. واثار هذا الموقف مناقشة حادة مع السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين الداعي الى ارسال تعزيزات والذي اتهمه بأنه يؤيد استمرار الوضع الراهن في العراق. ورد الجنرال بأن ارسال تعزيزات سيوجه رسالة خاطئة الى العراقيين ولن يشجعهم على تولي المزيد من المسؤوليات. كما ابدى مخاوف من الصعوبات التي ستواجه الجيش الاميركي في تحمل اعباء الحرب على الارهاب على المدى البعيد، وهي مخاوف يشاطره اياها جنرالات آخرون وتجاوب معها بوش الاربعاء بإعلان عزمه على زيادة حجم الجيش الاميركي.