أكدت "الوكالة الاتحادية للعمل" في ألمانيا في تقريرها الأخير، أن الانتعاش الاقتصادي القوي الحاصل في ألمانيا أنعش سوق العمل في الخريف الحالي بصورة أكبر مما هو معهود. وقال رئيس الوكالة فرانك يورغن فايزه إن بيانات السوق تشير إلى أن عدد العاطلين من العمل المسجلين بلغ 4.238 مليون شخص في أيلول سبتمبر الفائت، أي أقل ب 134 ألفاً عن الشهر الذي سبقه و904 آلاف شخص عن الشهر نفسه من عام 5002. وتوقع فايزه أن تنخفض البطالة هذا العام أكثر مما كان منتظراً في البداية، الأمر الذي سيرفع الفائض المالي في"صندوق إعانات البطالة"لدى الوكالة الذي وصل الآن إلى 6.35 بليون يورو بعدما انخفض عدد متلقي إعانات البطالة بمقدار 143 ألف شخص. لكن عضو مجلس إدارة الوكالة هاينريش آلت حذر من جمود فرص العمل في العام المقبل إذا لم تستمر مسيرة الانتعاش الاقتصادي، إذ لا يزال يوجد خلاف واسع حول قوتها. وفيما توقع رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية DIHK لودفيغ غيورغ براون أن تنخفض البطالة وسطياً هذا العام نحو 003 ألف شخص تقريباً، قال رئيس اتحاد الصناعة الألمانية BDI يورغن تومان إن الشركات بذلت في السنوات الماضية جهوداً كبيرة لتعزيز قدرتها التنافسية في العالم، كما أن اتفاقات رفع الأجور بصورة معتدلة ساهم في حصول مثل هذا التطور الإيجابي في الاقتصاد وفي سوق العمل. وذكر مدير معهد الاقتصاد الألماني IW ميشائيل هوتر أن البيانات الاقتصادية التي تثبت امتلاء دفاتر الشركات بالطلبيات، ووجود رقم قياسي من فرص العمل الشاغرة أو الجديدة، تؤكد امكان تحقيق مزيد من تراجع البطالة. ووصف وزير العمل فرانتس مونتيفيرينغ التحسن الجاري في سوق العمل بپ"إشارة إلى امكان تحول جدي في انخفاض البطالة". واعتبر أن في حال التمكن من الإبقاء على مستوى نمو اقتصادي جيد عام 7002"فثمة فرصة حقيقية لتحقيق اختراق إيجابي في سوق العمل". وأفادت النشرة الاقتصادية الشهرية لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية الغرفة أن معهد البحوث الاقتصادي في ميونيخ Ifo توقع انتعاش سوق العمل في الأشهر المقبلة على رغم تحذيرات عدد من الخبراء الاقتصاديين. وقال خبير المعهد كلاوس أببرغر إن مؤشر اليد العاملة ارتفع في أيلول سبتمبر الفائت إلى 102.5 نقطة متجاوزاً الرقم القياسي الذي سجل آخر مرة في عام 0002 وبلغ 101.6 نقطة. وفي هذا الإطار دعا الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية DIHK مارتين فانسليبن الحكومة"إلى استغلال الانتعاش الحالي لتنفيذ إصلاحات بنيوية شاملة، ما يساعد على الحفاظ على التحسن الحاصل في سوق العمل العام المقبل". وطالب الاتحاد العام للنقابات العمالية DGB الاقتصاد الخاص بتأمين مزيد من فرص التأهيل المهني وفرص التخصص للعاملين كما للمقبلين الجدد إلى سوق العمل. وأعرب عن استيائه لكون العاطلين القدماء من العمل لا يستفيدون إلا بصورة طفيفة من فرص العمل الجديدة، خصوصاً لأن أعمارهم تجاوزت الخمسين. تطور الاقتصاد في شرق البلاد وغربها ورأى اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية أن الهوة الفاصلة بين غرب ألمانيا وشرقها على صعيد التطور الاقتصادي منذ الوحدة الألمانية عام 0991 لن تزداد توسعاً. وصرّح كبير خبراء الاتحاد أكسل نيتشكه أن لدى الولايات الألمانية الشرقية الآن، وهي خمسة من أصل 61 ولاية، فرصة جديدة هي الأولى منذ ثلاث سنوات للّحاق اقتصادياً بالولايات الغربية، وللتغلب بالتالي على نسبة البطالة العالية فيها التي تبلغ وسطياً 91 في المئة. وأضاف نيتشكه أن استطلاعاً أجراه الاتحاد مع ممثلي 0056 شركة ومؤسسة شرقية أظهر أن النمو الاقتصادي في الشرق سيحقق النسبة المتوقعة في الغرب ذاتها، أي ما يزيد على 2 في المئة، ما سيؤمن فرص عمل جديدة. وأضاف أن صادرات الصناعة الألمانية الشرقية عززت قدرتها على المنافسة إلى الحد الذي أصبحت قادرة على منافسة الصادرات الألمانية الغربية. وتابع نيتشكه أن الاستطلاع أظهر أيضاً أن الصناعة الألمانية الشرقية استفادت من معدلات النمو المرتفعة هذا العام التي حققتها اقتصادات دول وسط وشرق أوروبا المنضمة حالياً إلى الاتحاد الأوروبي، لزيادة التصدير إليها بفضل العلاقات التاريخية التي كانت موجودة سابقاً بين دول المعسكر الاشتراكي. وأشار معهد الاقتصاد الألماني في كولونيا IW في دراسة وضعها أخيراً واستخدم فيها 33 معياراً، الى أن ولاية ساكن وولاية تورينغن الشرقيتين حققتا أفضل نمو اقتصادي بين الولاياتالشرقية الخمس. أما في غرب البلاد فاحتلت ولايات بافاريا وبادن فورتمبيرغ وهسّن المراتب الأولى. ومن حيث الاقتصاد الأكثر ديناميكية في السنتين الماضيتين جاءت ولاية زارلاند الغربية في المرتبة الأولى وبافاريا في المرتبة الثانية وتورينغن في المرتبة الثالثة. ومن حيث التطور الإيجابي في سوق العمل حصلت ولاية برلين التي تضم منذ الوحدة الجزء الشرقي منها، على أفضل مرتبة.