سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخرافي : كتاب "التنازل عن الإمارة" وصل بعدما حسم المجلس قراره . صباح الأحمد : الأزمة الصحية للشيخ سعد اشتدت وأفقدته القدرة على مواصلة اختصاصاته الدستورية
ألقى رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال جلسة مجلس الامة كلمة قدم فيها الأسباب التي دفعت الحكومة الى طلب النظر في الوضع الصحي للأمير الشيخ سعد العبدالله الصباح، معتبراً أن الحكومة والمجلس أمام"مسؤولية مشتركة جسيمة"وأن"واجبه الوفاء للكويت وأهلها يقتضي منا ألا نضنّ بجد أو تضحية". واستهل صباح الأحمد كلمته مستذكراً الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الذي"غاب عنا بعدما قضى حياته متفانياً في خدمة وطنه وأبناء شعبه الوفي". ثم قال:"ليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها الكويتيون أمراً جللاً، وليست المرة الاولى التي نكون فيها أمام الخيار الصعب ... وشاء قدرنا أن نكون في خضم المرحلة الأكثر حساسية وتهديداً لأمن المنطقة كلها وسلامتها، وهو أمر يستوجب منا استجماع كل ما نملك من القوة والاقتدار وسداد القرار، لنكون على قدر المسؤولية وممسكين بزمام أمورنا في متابعة مسيرتنا". واعتبر أن ما خفف من وطء رحيل الشيخ جابر"أن حل حضرة صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله الصباح أميراً على البلاد، وهو الأمير الرابع عشر للكويت، وكلنا يعلم تماماً من هو سعد العبدالله الذي بذل حياته كلها لأجل الكويت وأهل الكويت عطاء وتضحية وانجازاً، وقد عرفناه بحكمته وشجاعته وتواضعه وعفته وسمو أخلاقه ... كما نستذكر بكل إجلال واعتزاز الدور التاريخي المشهود الذي قام به في مواجهة جريمة الغزو الصدامي الغادر لكويتنا الغالية". ثم أشار الى الأزمة الصحية المعقدة التي تعرض لها الشيخ سعد"واشتدت مضاعفاتها وتطوراتها مع حرص سموه على تحمل معاناة العمل المتواصل والجهود المضنية، حتى أفقدته القدرة على مواصلة مسيرة عطائه المعهود وممارسة اختصاصاته الدستورية". وقال:"كنا نتمنى أن لا يطال هذا الأمر سدة الحكم خصوصاً في ظل تزايد التحديات، واننا إذ نعتز بدستورنا وديموقراطيتنا فإنه كان لا بد مما ليس منه بد، بعدما تثبت مجلس الوزراء على نحو قاطع لا يقبل الشك من عدم قدرة سموه الصحية على ممارسة اختصاصاته الدستورية، وانطلاقاً من المسؤولية الوطنية التي يتحملها مجلس الوزراء إزاء هذا الواقع المؤلم قام المجلس، بمباركة من الأسرة الحاكمة بتفعيل الاجراءات المقررة في القانون الرقم 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الإمارة، الذي بات ملحاً وملبياً لمقتضيات المصلحة الوطنية العليا"، مشدداً على أن تحفظ للشيخ سعد"مكانته الرفيعة، وتجنيب هذا الرمز الوطني الكبير أي مساس يطال تاريخه الناصع". وأضاف:"يحز في أنفسنا جميعاً التطرق الى مناقشة الوضع الصحي"لأمير البلاد ف"سعد العبدالله أخ وأب لجميع الكويتيين ولا يمكن لأحد أن يختزل مشاعر الحب الجارف الذي تفيض به قلوب الكويتيين تجاه هذا الرجل، ولا نقبل لأحد أن يزايد على محبته"، لكن"قدرنا أن نكون على قدر المسؤولية التاريخية"، ولذلك"قام مجلس الوزراء باتخاذ ما يراه محققاً للمصلحة الوطنية العليا". وقال:"اننا أمام مسؤولية مشتركة وجسيمة، وعلينا ان نتذكر جميعاً أن أي تهاون أو تقصير يقع من إزاء هذه المسألة المهمة يكلف وطننا ثمناً غالياً قد نفقد بسببه ما لا سبيل الى استرجاعه من أمننا واستقرارنا ومصالحنا ... ان الموقف الوطني المسؤول اليوم هو الموقف الذي نتعاون فيه بروح الأسرة الواحدة المتماسكة". وبعد انتهاء الجلسة أدلى رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ببيان أوجز فيه وقائع ما حصل منذ بدء الجلسة السرية ثم تأجيلها بطلب من الشيخ صباح الأحمد"بمنح المزيد من الوقت للخروج بحل متفق عليه"، وقد وافق النواب بالإجماع على التأجيل. ثم استؤنفت الجلسة واستمعت الى بيان رئيس الوزراء، ثم الى تقرير طبي قدمه وزير الصحة. عندئذ قدم عدد من النواب اقتراحاً بقفل باب المناقشة، لكن أعطي الكلام لأربعة نواب. وفي هذه الأثناء أعلن الشيخ صباح انه تم ابلاغه بوصول كتاب من الأمير الشيخ سعد بتنحيه عن الإمارة، وطلب رئيس الوزراء الانتظار قليلاً حتى وصول الكتاب"مختوماً"فأوقفت الجلسة نحو الساعة الثانية والنصف لمدة ربع ساعة، ثم استؤنفت بسبب عدم وصول"كتاب التنازل"فوافق النواب على تلاوة التقرير الطبي من دون توزيعه. وأعلن الخرافي في بيانه ان المجلس"قرر بإجماع أعضائه ال65 انتقال صلاحيات الأمير بصفة نهائية وفقاً للمادتين الثالثة والرابعة من قانون توارث الإمارة. ولخلو منصب ولي العهد يمارس مجلس الوزراء اختصاصات رئيس الدولة الى حين اختيار الأمير وفقاً للمادة 4 من الدستور والمادة 4 من قانون توارث الإمارة". وأشار الخرافي الى انه"بعد صدور قرار المجلس وصل كتاب سمو أمير البلاد بتنازله عن مسند الإمارة"، ولم ينس أن يعلن عن أعضاء الجلسة التي كان مقرراً عقدها مساء أمس وخصصت لأداء الأمير القسم الدستوري.