سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محققون يشيرون الى ان المتفجرات "عسكرية" ... وضغوط على شركات الاتصالات لجمع معلومات . بلير يرفض اتهام استخباراته بالتقصير بعد رصد بيان دعا الى عملية الشهر الماضي
عاد البريطانيون بحذر الى حياتهم الطبيعية في مطلع الاسبوع الذي تلى الاعتداءات في لندن، واستقلوا أمس وسائل النقل العامة التي لم تخل الحركة فيها من اضطرابات نتيجة اغلاق الشرطة المنطقة المحيطة باحدى محطات القطارات بعد العثور على حقيبة مشبوهة تبين في ما بعد انها لا تحتوي متفجرات. راجع ص 7 و8 وتزايد أمس الجدل حول تقصير محتمل لأجهزة الاستخبارات في توقع اعتداءات الاسبوع الماضي، بعد تقارير في مدريد أفادت بأن الأجهزة الاسبانية حذرت نظيرتها البريطانية من نداء وجهته"كتائب ابو حفص المصري"عبر الانترنت في 29 الشهر الماضي، دعت فيه"المجاهدين"في اوروبا الى توجيه ضربة ل"الكفار"رداً على أنباء عن تدنيس المصحف الشريف في غوانتانامو. وأفادت التقارير بأن أجهزة الاستخبارات الاوروبية كانت تتوقع اعتداء على محطة قطارات في احدى مدن القارة. ورفض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس التلميحات الى تقصير استخباراتي محتمل، وقال في كلمة امام مجلس العموم ان"اي معلومات استخباراتية محددة لم يكن من شأنها تفادي الاعتداءات التي نفذها متطرفون اسلاميون ارهابيون". واعتبر أن القوى نفسها التي دبرت"الفظائع"السابقة في نيويوركومدريد وبالي والمغرب والسعودية وأماكن أخرى كثيرة، هي على الارجح وراء اعتداءات لندن. وفي محاولة لاستيعاب ردود فعل عنصرية سجلت بعد الاعتداءات، أبدى بلير"فخره"بالجالية الاسلامية في بريطانيا، وخاطب المسلمين في بلاده قائلاً:"سنعمل معكم ليكون الصوت المسلم الحقيقي المعتدل مسموعاً كما يجب. يمكن للارهابيين ان يقتلوا، لكننا سنحرص معاً على الا يدمروا نمط الحياة الذي نتشارك به". الى ذلك، تركزت اهتمامات المحققين الاوروبيين أمس على احتمال ان يكون منفذو اعتداءات لندن لا يزالون يملكون متفجرات وقدرة على استخدامها في أماكن أخرى. وفي هذا الإطار أبلغ رئيس وحدة التنسيق الفرنسية لمكافحة الارهاب كريستوف شابو بعد عودته من لندن صحيفة"لوموند"ان المتفجرات المستخدمة"تبدو عسكرية المصدر، وهذا أمر مقلق، ذلك اننا تعودنا على المتفجرات ذات الصنع الكيماوي اليدوي". ولم يستبعد ان يكون تم استقدامها من منطقة البلقان. وجاء ذلك بعد تصريح لوزير الامن الداخلي الاميركي مايكل شيرتوف بأن المحققين الاميركيين"يشتبهون في ان يكون أولئك الذين قاموا بالتفجيرات الارهابية في لندن الاسبوع الماضي لا يزالون أحياء مطلقي السراح". وأفاد مصدر في الشرطة البريطانية أنها طلبت من شركات خدمة الهواتف المحمولة والإنترنت الاحتفاظ بمحتويات الرسائل الصوتية ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة التي أرسلت يوم تفجيرات لندن والموجودة في أنظمتها، وذلك في محاولة لرصد اي توجيهات أعطيت للمنفذين. وهذه المرة الثانية التي تقدم فيها الشرطة مثل هذا الطلب بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. ويأتي ذلك في وقت يدور جدل في شأن استعداد وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك للطلب من نظرائه الاوروبيين في بروكسيل غداً اقرار قواعد أمنية تلزم شركات الاتصالات الاوروبية بتخزين سجلات تتيح التعرف الى الأشخاص الذين تجرى الاتصالات بينهم، سواء بالرسائل الصوتية أو البريد الإلكتروني. من جهة أخرى، كشف النقاب أمس عن هويتي أول ضحيتين في تفجيرات لندن، اذ أكدت الشرطة وعائلة الضحية سوزان ليفي 63 عاماً أن الأخيرة وهي من سكان شمال لندن، توفيت في التفجير الذي وقع قرب محطة"كينغز كروس". اما الضحية الثانية فكانت غلاديس وندووا، وهي عاملة تنظيف سوداء. ويتوقع أن يستغرق الأمر أسابيع قبل التحقق من هويات جميع الضحايا ال52، علماً ان 31 شخصاً من اعراق مختلفة ما زالوا مفقودين. وعرف من بين هؤلاء ايهاب سليمان الفرنسي - التونسي الأصل، وهو طالب جامعي توجه للعمل في لندن لتحسين لغته الإنكليزية لكنه لم يحضر الى مكان عمله صباح اليوم الذي سبق التفجيرات أي الاربعاء الماضي. وبدافع القلق، توجه والده، محمد سليمان، الى لندن أملاً في التمكن من تحديد مكان نجله، فبلغه ان الإعلام البريطاني يطرح أسئلة علنية حول احتمال تورط ايهاب في التفجيرات. وساعد في هذه التساؤلات اعتبار مدينة ليون بمثابة بؤرة اسلامية في فرنسا، إضافة إلى التقارير التي توردها الصحف نقلاً عن الاستخبارات، وتشير الى ان تنظيم"القاعدة"تجند عناصرها من بين المسلمين الذين يتابعون دراستهم في مؤسسات التعليم العالي.