أطلقت الهيئة المنظمة لبطولة ويمبلدون لكرة المضرب حملة أمنية كبيرة، لحماية نجوم اللعبة المشاركين في البطولة من المعجبين و"المهووسين" بهن. وكشفت الشرطة المحلية انها حددت هويات عشرة رجال، اعتبرتهم خطرين، وطلبت حرمانهم من دخول القرية، حيث تجرى الالعاب تحت ظروف أمنية مشددة. وجاءت هذه الخطوات الاحترازية بعدما تعرضت حاملة لقب بطلة السيدات الروسية ماريا شارابوفا لمضايقات وتهديدات من معجب انكليزي مهووس، ظل يلازمها ويلاحقها طوال العام الماضي في كل بطولة تشارك فيها. وبعد الكشف عن هويته وضعته اللجنة الامنية في ويمبلدون على قائمة الممنوعين من الدخول، خصوصاً ان شارابوفا تتذكره من تشرين الثاني نوفمبر الماضي، عندما فازت ببطولة لوس انجيليس، وكان يضحك ضحكاً هستيرياً وهي تتسلم جائزتها، وسرعان ما قفز فوق الحواجز الامنية وحال رجال الامن من دون وصوله اليها، ما سبب لها رعباً حقيقياً. وعندما قُبض عليه قال: "لدي انا وشارابوفا قضايا كثيرة شائكة، وعلينا ان نسعى الى حلها". وقدمت اللجنة المنظمة صوراً لجميع المشتبه بهم الى الشرطة المحلية، فاذا شوهدوا بالقرب من الملاعب او حتى في القرية سيعتقلون. علماً بان الشرطة البريطانية كانت اعتقلت 85 شخصاً في بطولة العام الماضي لاسباب أمنية. وقال العقيد في الشرطة البريطانية سايمون اوفينز:"نحن على علم بعدد المهووسين والمختلين، ولدينا تعليمات محددة ووسائل معينة للتعامل معهم، وانا أؤكد ان هؤلاء الشاذين لن يدخلوا الى ويمبلدون". وعلقت شارابوفا 18 عاماً على التشديدات الامنية حولها بقولها: "انا لست مرتاحة تماماً من الوجود الامني الدائم حولي، ولكن علي ان أتقبل الوضع لانني أعلم انه لمصلحتي". يذكر ان المصنفة الاولى سابقاً التشيخية مونيكا سالاس، كانت طُعنت بسكين في ظهرها خلال احدى الدورات في هامبورغ في العام 1993 من مهووس، هاجمها بعدما قفز من مقعده بين الجمهور الى مكان جلوسها خلال فترة الراحة بين الاشواط. فيما عانت الالمانية شتيفي غراف من ملاحقة مهووس لها خلال بطولة ويمبلدون 2000. واعلنت اللجنة التحكيمية، انها ستتخذ اجراءات عقابية بحق اللاعبات اللاتي يصرخن بصوت مزعج اثناء اللعب. وكانت شارابوفا من اكثر اللاعبات"المزعجات"في لعبهن، وتصدر باستمرار اصواتاً تشبه الذي يعاني من امر ما، لكنها تضايق اللاعبات المنافسات، وتشتت تركيزهن، وهن بالتالي تقدمن بشكاوى كثيرة في هذا الشأن. واعترف رئيس اللجنة التحكيمية ألان ميلز بصعوبة تحديد صدقية الصرخات والاخرى المصطنعة، ولكنه قال:"لا شك اننا سنراقب جميع اللاعبات، وسنوقف الأسوأ مع تحذيرهن بعقوبة الايقاف، اذا استمر الازعاج الصوتي"، وكشف ميلز ان"الشكاوى لم تأت فقط من اللاعبات المنافسات، وانما من عدد من المشاهدين في ارض الملعب ومن مشاهدي شاشات التلفزيون... انها عادة كريهة، ويجب ان تتوقف". وبات التكنولوجيون يقيسون صرخات اللاعبين بدرجات معينة، مثلما يقيسون سرعة التسديدات، وجاءت شارابوفا في المرتبة الاولى للاعبات الاكثر ازعاجاً، اذ بلغت قوة صريخها 100 درجة، تلتها الاميركية سيرينا ويليامز 88 درجة، ومن ثم شقيقتها فينوس 85 درجة، علماً بأن ضجيج الدراجة النارية يبلغ 85 درجة، وضجيج فرقة موسيقية يبلغ 80 درجة.