أعلن وزير المال البريطاني غوردون براون انه توصل مع نظرائه في مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني، في اجتماع عقد في لندن امس، الى وضع اسس اتفاق في شأن الغاء ديون الدول الفقيرة، وذلك قبل عقد قمة مجموعة الثماني في اسكتلندا مطلع تموز يوليو المقبل. وقضى الاتفاق بشطب ديون بقيمة 04 بليون دولار ل 81 دولة فقيرة في أفريقيا وأميركا الجنوبية، وهي: بنين وبوليفيا وبوركينا فاسو واثيوبيا وغانا وغويانا وهندوراس ومدغشقر ومالي وموريتانيا وموزمبيق ونيكاراغوا والنيجر ورواندا والسنغال وتنزانيا واوغندا وزامبيا. وستنضم تسع دول اخرى الى المبادرة في مرحلة ثانية من اجل شطب ديون قدرها 11 بليون دولار، وتليها 11 اخرى يبلغ اجمالي ديونها اربعة بلايين دولار. وعكس ذلك الدفعة المهمة التي منحها التأييد الاميركي الذي انتزعه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في زيارته الى واشنطن الاثنين الماضي لمشروع بلاده التي كانت تعهدت بجعل مكافحة الفقر مشروعها الرئيس في القمة التالية التي ستترأسها. وأوضح وزير المال الجنوب افريقي تريفور مانويل ان الدعم الاميركي لمشروع بريطانيا عزز حجج الاخيرة لتأييد مبدأ الاتفاق، في مواجهة شكوك المانيا وفرنسا وبريطانيا في شأن وسائل تمويل هذا الالغاء لدى المؤسسات المالية الدولية. واللافت ان اجواء الاجتماع الاول لوزراء مال الدول الثماني والذي عقد ليل الجمعة - السبت، لم توح بالتوصل الى اتفاق. وقال وزير المالية الالماني كايو كوش فيسر ان الاجتماع ركز على بحث التفاصيل التقنية، في حين افاد مصدر فرنسي بأن المباحثات مستمرة في شأن التعويض على المنظمات المالية الدولية المعنية بالغاء ديون الدول الفقيرة. وتطرقت المباحثات في حال البنك الدولي والبنك الافريقي للتنمية الى ضمانات مرحلة ما بعد السنوات الثلاث التي ستشهد التعويض عن كل دولار ملغى، في حين بدا الامر اكثر تعقيداً بالنسبة الى صندوق النقد الدولي في ظل عدم التوصل الى اي اتفاق في شأن وسائل التعويض عن الغاء الديون المتوجبة له. في غضون ذلك، دعا رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا دول مجموعة الثماني الى بذل قصارى جهدهم لايجاد اتفاق تاريخي حقيقي يلغي كل الديون، وقال:"يتوجب علينا الا نقبل بمزيد من التأخير، في حين ان الضرورة ملحة لتوجيه رسالة امل تنتصر على اليأس".