يوم امس في مهرجان"كان""خصص"للاحتفال ب"حرب النجوم"، فيلم جورج لوكاس الجديد الذي تكتمل به ثاني ثلاثية حول هذا الموضوع الذي لم يكف عن شغل السينما وأهلها منذ نحو ثلاثين عاماً. نعرف ان الثلاثية الأولى بدأت في العام 1977... وتألفت من ثلاثة افلام خيل بعدها للجميع ان الأمر توقف عند ذلك الحد، خصوصاً أن اسم جورج لوكاس دخل تاريخ السينما وتاريخ القرن العشرين باعتباره الفنان الذي حقق اكبر ارباح مادية في تاريخ البشرية. غير ان هذا لم يكن كل شيء. فالأفلام الثلاثة الأولى اعجبت كثراً، نقاداً وجمهوراً، ولعل هذا ما جعل لوكاس يستأنف نشاطه لاحقاً بثلاثية اخرى بدأها في العام 1998، راجعاً بالأحداث الى ما قبل احداث الثلاثية الأولى. حرب النجوم الجديد والمسمى"انتقام السبت"هو الأخير في السلسلة الجديدة. وأمس في"كان"اقيم اول عرض له. بدأ العرض عند الصباح ودام ما يقارب الساعتين ونصف الساعة. وعندما خرج المتفرجون وبدوا كأن لسان حالهم يقول: حسناً... نرجو حقاً ان تكون هذه، الحلقة الأخيرة. ذلك ببساطة لأن لوكاس كان قال كل ما عنده منذ زمن، في الثلاثية الأولى تحديداً... لأن الثلاثية الثانية اتت مجرد تنويع عليها وتكراراً للشخصيات وللأحداث والمواقف، وربما للعبارات ايضاً. لا مفاجآت على الإطلاق، بل تراكم إلكتروني يفقأ العين، وسط اشارات مبهمة الى القيم الإنسانية والسقوط المدوي للفرد والدولة معاً. كثر قالوا: هذا لا يصنع فيلماً. وكثر قالوا: لعبة اطفال لا اكثر. ولكن من يعبأ بمثل هذه المواقف؟ منذ الآن يمكن الخبراء ان يخمنوا بدقة عدد مئات ملايين الدولارات التي سيربحها الفيلم، وسيقولون انه اذا كان لوكاس قرر ان يتوقف عن تحقيق أي جديد في السلسلة، فما هذا إلا لأنه سئم عدّ دولاراته. والصحافة العالمية، على اي حال، لم تتوقف منذ زمن عن عدّ هذه الدولارات: ربح الفيلم في اجزائه الخمسة السابقة نحو 20 بليون دولار. ما يجعله يشغل، لو رصد احد احصاءً ما في هذا المجال، المرتبة السبعين بين مداخيل الأمم، قبل لبنان والأردن ? بحسب احصاءات البنك الدولي -، أي ما يفوق اربعة اضعاف ما تحققه مالطا وأفغانستان ومقدونيا... مجتمعة. طبعاً هذا كله يثير حسد كثيرين ويفترض ان يدفعهم الى توجيه سيل الشتائم والانتقادات الى الفيلم، وهم يفعلون. ولكن، هنا ايضاً: من يعبأ؟ من يهتم؟ فالناس يتدافعون منذ الآن الى حجز اماكنهم في شتى مدن العالم. وإذا كان ناقد فرنسي قال بعد انتهاء العرض الصاخب للجزء الأخير في مهرجان"كان"امس:"منذ الآن لم اعد اذكر شيئاً عن الحبكة، فإن مئات ملايين الأطفال والبالغين سيكونون قادرين على رواية كل شيء ولفترة من الزمن طويلة. المسألة ليست فناً، ولا حتى لعبة اطفال: إنها ظاهرة اجتماعية تتكرر مرة كل ثلاث سنوات. وها هو لوكاس، يخبط خبطته الأخيرة واعداً بأنها لن تتكرر بعد الآن. صحيح؟ ربما... ولكن لنذكر هنا ان الألعاب الإلكترونية المتحدرة من حلقات الفيلم، باعت حين وزعت نسخها الأخيرة في السوق قبل عام، ما مقداره 115 مليون دولار... في اليوم الأول لتوزيعها". ترى من يبالي بكل الشتائم التي سمعناها امس في"كان"؟