منذ بداية هذا العام تحدد أن الفيلمين المنتظرين أكثر من غيرهما في هذا الموسم هما "حرب النجوم، الحلقة الأولى" لجورج لوكاس، و"عيون مغلقة على اتساعها" للراحل ستانلي كوبريك. غير أنه من الواضح أن المقارنة بين الفيلمين تنتهي هنا. لأن ما يفرق بينهما هو نفسه ما يفرق بين نوعين أساسيين من أنواع السينما: سينما الاستعراض الكبير، وسينما المؤلف. من هنا واضح ان الجمهور الذي ينتظر "حرب النجوم" هو غير ذاك الذي ينتظر "عيون مغلقة...". "حرب النجوم" انتهت بالنسبة اليه، وفي الولاياتالمتحدة على الأقل، حالة الانتظار والترقب بشغف، عرض أخيراً، وتمكن من مشاهدته جمهور غريب عجيب، أمضى بعضه أياماً طويلة واقفاً في الصف للحصول على بطاقة. وهذا الجمهور الذي جذبته الى الفيلم دعاية صيغت بعناية، وحنين الى آخر حلقات هذا "المسلسل الأميركي الطويل" عمره عشرون عاماً، تدفق ليحقق في نهاية الاسبوع الأول أكثر من مئة مليون دولار، مدخولاً للفيلم، ما يضع "حرب النجوم، الحلقة الأولى" في المكانة الأولى، رقمياً، في تاريخ السينما و"يهدد" بجعله، خلال اسابيع قليلة، وحتى من قبل أن يطل على العالم الخارجي، أكثر الأفلام مدخولاً في تاريخ الفن السابع. بعد هذا، هل يهم حقاً أن يكون النقاد الأميركيون، قد أجمعوا على أن الفيلم ليس التحفة المنتظرة، وان يكون بعض الجمهور قد أبدى خيبة أمله بعد انتهاء العرض؟ هذا الأمر لا يهم أحداً، لأن فيلم جورج لوكاس الجديد بات آلة طاحنة مولّدة للمال. وحسب المرء أن يتجول في المكتبات، في أميركا ولكن في أوروبا أيضاً، ليشاهد عشرات الكتب والأشياء الصغيرة تباع حاملة اسم الفيلم، وليشاهد ملايين الناس يتساءلون متى يمكنهم أن يحصلوا على بطاقة لحضوره. بعد اسابيع سيعرض فيلم ستانلي كوبريك الأخير، الفيلم "المنتظر" الآخر، فهل سيكون في امكانه أن يحظى ولو بواحد في المئة من النجاح الذي يحققه "حرب النجوم، الحلقة الأولى"؟ ذلك هو السؤال الأساسي بالطبع.