الأمم المتحدة: إعادة إعمار غزة ستكون مهمّة لم يسبق أن تعامل معها المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية    سلة الهلال تقصي النصر وتتأهل لنهائي كأس وزارة الرياضة لكرة السلة    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    القبض على فلسطيني ومواطن في جدة لترويجهما مادة الحشيش المخدر    مركز «911» يتلقى (2.635.361) اتصالاً خلال شهر أبريل من عام 2024    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    فيصل بن بندر يرعى حفل أهالي محافظة شقراء    الإصابة تهدد مشاركة لوكاس هيرنانديز مع فرنسا في (يورو 2024)    وزير الطاقة يشارك في جلسة حوارية في منتدى طشقند الدولي الثالث للاستثمار    النفط ينتعش وسط احتمالات تجديد الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي    ضبط عمالة مخالفة تمارس الغش بتزوير تواريخ الصلاحية لمنتجات غذائية    محافظ بلقرن يرعى اختتام فعاليات مبادرة أجاويد2    ضمك يعلن غياب لاعبه لمدة شهر قبل مواجهة الأهلي    "إنفاذ" يباشر المساهمات العقارية محل "تصفية"    "جواهر" الثالثة عالمياً بمسابقة "آبل"    قتل مواطنين خانا الوطن وتبنيّا الإرهاب    "شرح الوصية الصغرى لابن تيمية".. دورة علمية تنفذها إسلامية جازان في المسارحة والحُرّث وجزر فرسان    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    فيصل بن فهد بن مقرن يستقبل مدير فرع "الموارد البشرية"    تعليم عسير يحتفي باليوم العالمي للتوحد 2024    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34596    هاكاثون "هندس" يطرح حلولاً للمشي اثناء النوم وجهاز مساعد يفصل الإشارات القلبية    مبادرة «يوم لهيئة حقوق الإنسان» في فرع الاعلام بالشرقية    مستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال يُنظّم فعالية "التحصينات"    الشرطة الأمريكية تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض الاعتصامات المؤيدة لغزة    السعودية تدعو لتوحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات البيئية التي تمر بها المنطقة والعالم    العدل تُعلن عن إقامة المؤتمر الدولي للتدريب القضائي بالرياض    انعقاد أعمال المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات والمؤتمر البرلماني المصاحب في أذربيجان    المنتخب السعودي للرياضيات يحصد 6 جوائز عالمية في أولمبياد البلقان للرياضيات 2024    الوسط الثقافي ينعي د.الصمعان    سماء غائمة بالجوف والحدود الشمالية وأمطار غزيرة على معظم المناطق    مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    برئاسة وزير الدفاع.. "الجيومكانية" تستعرض خططها    تيليس: ينتظرنا نهائي صعب أمام الهلال    حظر استخدام الحيوانات المهددة بالانقراض في التجارب    سعود عبدالحميد «تخصص جديد» في شباك العميد    «إيكونوميكس»: اقتصاد السعودية يحقق أداء أقوى من التوقعات    اَلسِّيَاسَاتُ اَلتَّعْلِيمِيَّةُ.. إِعَادَةُ اَلنَّظَرِ وَأَهَمِّيَّةُ اَلتَّطْوِيرِ    جميل ولكن..    أمي السبعينية في ذكرى ميلادها    الدراما السعودية.. من التجريب إلى التألق    يجيب عن التساؤلات والملاحظات.. وزير التعليم تحت قبة «الشورى»    هكذا تكون التربية    ما أصبر هؤلاء    «العيسى»: بيان «كبار العلماء» يعالج سلوكيات فردية مؤسفة    هذا هو شكل القرش قبل 93 مليون سنة !    زيادة لياقة القلب.. تقلل خطر الوفاة    «المظهر.. التزامات العمل.. مستقبل الأسرة والوزن» أكثر مجالات القلق    «عندي أَرَق» يا دكتور !    النصر يتغلب على الخليج بثلاثية ويطير لمقابلة الهلال في نهائي كأس الملك    إنستغرام تشعل المنافسة ب «الورقة الصغيرة»    العثور على قطة في طرد ل«أمازون»    أشاد بدعم القيادة للتكافل والسلام.. أمير نجران يلتقي وفد الهلال الأحمر و"عطايا الخير"    في الجولة ال 30 من دوري روشن.. الهلال والنصر يواجهان التعاون والوحدة    أغلفة الكتب الخضراء الأثرية.. قاتلة    مناقشة بدائل العقوبات السالبة للحرية    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعا الى محاكمة من يخرج عن الالتزام بالتهدئة وعدم رهنها ب "مزاج شخص هنا أو هناك" . دحلان ل "الحياة" : لن نقبل بجندي اسرائيلي واحد في معبر رفح في اليوم الذي يلي الانسحاب من غزة
نشر في الحياة يوم 16 - 05 - 2005

قال وزير الشؤون المدنية الفلسطيني محمد دحلان ان السلطة لن توافق على بقاء"جندي اسرائيلي واحد في معبر رفح في اليوم الذي يلي الانسحاب"الاسرائيلي من قطاع غزة, مشيراً الى"اننا قد نحتاج إلى طرف ثالث يعالج هذه القضية داخل المعبر". وشدد في حديث الى"الحياة"على"اننا واثقون بأن شارون لا يملك أي برنامج سياسي, وانه يريد الانسحاب من قطاع غزة حتى يقف عند حدود الضفة الغربية ثم يطالب الجانب الفلسطيني بإعلان الدولة في حدود موقتة, واذا حدث ذلك لن يكون مستقبل لهذه الدولة الفلسطينية", مؤكداً أن أحداً في الجانب الفلسطيني"لا يجرؤ أحد ان يوافق على دولة فلسطينية بحدود موقتة داخل الجدار". وحول تهديدات بعض الفصائل بالرد على هجمات اسرائيل في قطاع غزة, أكد ان"كل الفصائل الفلسطينية ملتزمة في شكل أو آخر بالاتفاق", داعياً السلطة الى"أن تحيل كل من يخرج عن هذا الإجماع إلى القانون ... اذ لا يجوز ان نرهن مستقبل الشعب الفلسطيني بمزاج شخص هنا أو هناك". وفي ما يأتي نص الحديث:
هناك استحقاقات عدة منتظرة على الساحة الفلسطينية أبرزها الانتخابات والانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. كيف ترى سير الأمور في هذه المرحلة؟
- يوجد قرار فلسطيني بإجراء الانتخابات في موعدها كما خطط لها وكما فرضها المجلس التشريعي, ولكن لا أحد يضمن كيف يمكن أن يتضارب الانسحاب مع الانتخابات التي لم تنته الترتيبات كافة بعد لإجرائها. هذا لا يعني مطلقاً البحث عن ذرائع لتأجيلها, ولكن أرى أن هذا يحتاج إلى وقت وجهد وعمل, وأعتقد بأن التفاهم سيتم بين الفصائل كافة والسلطة واللجنة التنفيذية للمنظمة لترتيب مواعيد هذه الانتخابات بحيث تكون متتالية وتعطى فرصة للفلسطينيين لممارسة الديموقراطية الفلسطينية بأفضل صورها, ولكن من دون ان تتداخل الأمور مع بعضها بعضاً.
هناك خشية لدى المعارضة من ان تلجأ حركة"فتح"إلى تأجيل موعد الانتخابات مخافة أن تتعرض لهزيمة ساحقة؟
- لا أتمنى أن تهزم حركة فتح كوني انتمي إليها ولكن ما يفرحني أن الاخوة في"حماس"الذين كانوا يحرمون الانتخابات عام 1996 أصبحوا يحللونها الآن, وهذا جيد وانتصار للنمط الديموقراطي الداخلي الفلسطيني. لا أحد يغضب من نتائج الانتخابات, ونحن رحبنا وباركنا للاخوة في"حماس"في الدورة الأولى من انتخابات البلديات, والدورة الثانية ستكون بداية الشهر المقبل. بالنسبة للانتخابات العامة نأمل أن تجرى في موعدها, وكذلك بالنسبة للدورة الثالثة للانتخابات البلدية. وأعتقد بأن أهم حدث هذا العام هو إقرار مواعيد الانتخابات, وليست"حماس"هي التي قررتها بل الاخوة في حركة"فتح"والسلطة الفلسطينية والأخ"أبو مازن", ومن بدأ هذا النهج هو الأخ"أبو عمار"رحمه الله حين أصر على ان يدخل هو بنفسه الانتخابات عام 1996. الانتخابات ستجرى في موعدها كما قال الأخ"أبو مازن", والمجلس التشريعي أكد ذلك, ولكن أنا من طرح مع الاخوة في"حماس", علناً وليس سراً, كيف يمكن أن ننظم مسائل وتواريخ الانتخابات, ليس من أجل التأجيل بل من أجل إجراء نقاش مسبق, اذ ربما تتقاطع لحظة الانسحاب من غزة مع اغلاق القطاع, فكيف يمكن أن تجرى انتخابات عندها؟ لذلك المسألة مطروحة فقط للنقاش من أجل تنظيم أوضاعنا.
ماذا كان رد حركة"حماس"وربما"الجهاد"؟
- كان هناك تفاهم وأن كل شيء مطروح للنقاش, ولكنهم قالوا: لا نريد أي مفاجأة هنا أو هناك وهذا حقهم.
هناك شبه إجماع على ترهل حركة"فتح". بماذا تفسر هذا الترهل خصوصاً أن أصواتاً تسمع بين وقت وآخر من داخل الحركة تطالب بإصلاحات داخلية جذرية وبإعادة النظر في هيكلية الحركة وربما قياداتها؟
- مصطلحات مثل ترهل تستخدم مجازاً. حركة"فتح"حصلت في الاستطلاعات بعد انتخاب الأخ"أبو مازن"بيوم واحد على 41 في المئة وحركة"حماس"على 20 في المئة. بعد أسبوعين من ذلك تغير الوضع, وربما يتغير بعد ثلاثة أسابيع. أسرع تغير في رأي الجمهور في المنطقة هو رأي الجمهور الفلسطيني, لأسباب عدة لا أريد أن أذكرها الآن. صحيح هناك خلل في حركة"فتح"وتراكم أجيال بدلاً من تواصلها, وهناك خشية على مواقع من قبل بعض الإخوة في الصف الأول. كنت من أوائل القيادات الفلسطينية التي طرحت هذا الامر ولا أريد أن أردده مرة أخرى. حركة"فتح"تتعرض للانهيار وللتراجع, وهي تحتاج إلى تغيير جوهري, وليس إلى تغيير شكلي. الفكرة ليست في من يكون هنا أو من يكون هناك. الأمر يحتاج إلى تغيير منطق التفكير في أن نحافظ على ثوابتنا, ولكن هذا لا يعني إطلاقاً عدم تغيير القيادات. حين نطالب بالديموقراطية أو بالانتخابات فان التهمة جاهزة وهي اننا نريد أن نغير الاستراتيجية. عن أي استراتيجية يتحدثون؟ المطلوب تغيير من خلال الانتخابات ومن خلال الديموقراطية لا أن يصمم المؤتمر الحركي المقبل بما يخدم شخصاً هنا او هناك. إذا لم تكن هناك ديموقراطية مطلقة متفق عليها مسبقاً فأعتقد بأن حركة"فتح"ستواجه أزمة حقيقية. الحل الوحيد هو ان يعقد المؤتمر بطريقة تضمن حقوق الجميع شكل متساو, وأن يحترم الشباب كبارنا. نحن في حاجة فعلاً إلى حكمة الكبار, ولكننا في الوقت نفسه في حاجة إلى حماسة الشباب. هذا لم يحدث منذ أربعين عاماً ولا يجوز الاستمرار في هذه الطريقة.
كنت من أوائل الذين طالبوا بإصلاحات جذرية في الحركة حتى في زمن الرئيس ياسر عرفات. الآن أنتم في السلطة. ما الذي تحقق من هذه المطالب ؟
- أعتقد بأن هناك تحولاً وان كان بطيئاً. الوضع الآن تغير عما كان قبل ثلاثة أشهر. للمرة الأولى منذ سنوات يتخذ قرار بإقرار قانون التقاعد الذي يفي الكبار حق قدرهم ويعطي أملاً وأفقاً للشباب. هذا القانون مهم للمدنيين وللعسكريين الذين قاتلوا على مدى سنوات والذين نحترم تجربتهم, ولكن لا يجوز أن يواصل العسكري العمل الى ما لا نهاية.
ماذا عن الاموال التي تردد ان متنفذين استولوا عليها في وقت سابق؟
- لا نريد أن نعيد تجربة الماضي في إثارة الأوراق وخلطها بطريقة عشوائية تضر بكرامة الناس وتاريخهم. الأخ"أبو مازن"يسير في اتجاه هادئ وعقلاني. توجد ملفات يجب ان تدرس بعناية ثم تحول إلى النائب العام أو إلى ذوي الاختصاص. إذا عولج هذا الأمر سيعطي أملاً للشعب الفلسطيني بأن السلطة ماضية في الاتجاه الصحيح.
أثنيت على مشاركة"حماس"أو توجهها نحو الانتخابات, وقلت إن هذا تحول في تاريخ الحركة. هل يعكس هذا التوجه ضعفاً في قدرات الحركة وشعبيتها على الأرض؟
- لا أريد ان أذكر الأسباب التي دفعت"حماس"للسير في هذا الاتجاه, فهذا تبرره الحركة وقياداتها. أنا تهمني النتائج وهي إيجابية. من وجهة نظري التحرك في اتجاه العمل السياسي الجدي سيدخل الحركة في عملية ديموقراطية في انتخابات البلدية وانتخابات المجلس التشريعي وربما انتخابات منظمة التحرير. هذه كلها كانت أشكالاً مرفوضة تماماً من"حماس"وبالتالي هذا تطور. ونأمل أن يستمر هذا النهج في محاولة بناء شراكة سياسية على أساس أن هناك واجبات وحقوقا لكل طرف, ولا يجوز ل"حماس"أن تشارك في ما تريد ولا تتحمل مسؤولية ما يفرض عليها, وبالتالي هذه عملية تبادلية متكاملة.
تشرف منذ مدة على ملف الانسحاب من قطاع غزة. كيف ترى سير الأمور؟
- حتى تكون العملية شفافة وعلنية شكلت لجنة وزارية برئاسة الأخ"أبو علاء"وضمتني كأمين السر ووزيري المال والخارجية وذوي الاختصاص, وشكلت الطواقم الفنية التي تعطي للجنة الوزارية القرارات والتصورات من أجل إقرارها وتألفت من مجموعة من القانونيين والاختصاصيين في تخصصات محددة. الطاقم الفني يشمل نحو 45 شخصا واستطعنا أن ننجز الكثير. قدمنا ذلك للجنة الوزارية التي أقرت بعض القرارات, وسنستكملها بعد أيام لنضمن دمج المناطق التي تنسحب منها اسرائيل.
كيف ترى استجابة الجانب الاسرائيلي لمطالبكم؟
- اسرائيل لديها هدف الخروج من قطاع غزة ومن شمال الضفة الغربية ونأمل ان يكون ذلك بداية الخروج من الضفة الغربية ومن المناطق المحتلة عام 1967, لا ان تكون نهاية كما يخطط لها ارييل شارون. لذلك أعتقد ان للسلطة دوراً مركزياً في اقناع المجتمع الدولي بأنها قادت العملية بطريقة منظمة وكان هناك خروج وادارة للمناطق التي اخليت من القوات الاسرائيلية بطريقة تعطي مزيداً من الثقة بالسلطة أمام الشعب الفلسطيني وأمام المجتمع الدولي.
هناك من يتساءل ما معنى هذا الخروج وأهميته إذا كانت اسرائيل ستتحكم سواء بالمطار أو بالمعابر؟
- هناك مسائل كثيرة عالقة بيننا وبين اسرائيل حتى في موضوع التنسيق. أولاً: شكل المعابر ومضمونها, وهذه إحدى القضايا الجوهرية التي طرحناها عليهم. قلنا للاسرائيليين اذا كنتم تريدون ان تنسحبوا بهذه الطريقة فليس لدينا مانع, ولكننا لن نعتبر ذلك انسحاباً ولا يعني ذلك انتهاء الاحتلال من قطاع غزة. وبالمناسبة مرة أخرى حتى لو خرجت اسرائيل خروجاً كاملاً من قطاع غزة لن يتغير بذلك قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. لأننا لا نريد ان نخلق نظامين سياسيين ونظاميين اداريين واقتصاديين أحدهما في الضفة والآخر في غزة, وهذه إحدى المبادئ التي اقرت في القيادة الفلسطينية بطريقة علمية حين نوقشت الاستعدادات للانسحاب من قطاع غزة. أما حتى لو أرادت اسرائيل ان تنسحب بشكل كامل وتنسق معنا ذلك بدون خروجها من المعابر لا يعني ذلك شيئاً مهماً سواء تسيير الحركة بين غزة والضفة أفراداً وبضائع وإلى العالم الخارجي من خلال المعبر الدولي في رفح. لذلك لا أريد أن استبق الأحداث, لأنني لم اجلس إلا جلسة واحدة مع الجانب الاسرائيلي ولكن لدينا مفهوما فلسطينياً كاملاً لمعالجة الأوضاع الاقتصادية الداخلية الأمنية بالنسبة لحركة الأفراد والبضائع, كيف نستطيع أن نخلق اقتصاداً فلسطينياً قابلاً للنمو والتطور. كل هذه القضايا طرحت في الطواقم الفنية ونستكمل العمل فيها, نحن فقط بدأنا منذ ثلاثة أسابيع ولكن نحن راضون عن اعداداتنا واستعداداتنا الداخلية.
من سيتولى الاشراف على الحدود مع مصر, الاسرائيليون أم المصريون أم ان هناك توجهاً لاستخدام قوات دولية او طرف محايد؟
- كل هذه الخيارات مطروحة, كأن تتولى مصر مسؤولية الجانب المصري المسمى فيلادلفيا والفلسطينيون مسؤولية معبر رفح أو ربما طرف ثالث. في معبر رفح قضيتان مهمتان: الأولى, ما هو شكل النظام الاقتصادي والضريبي الذي سيكون عليه بعد الانسحاب من غزة, والثانية: هل سيكون قطاع غزة مستقلاً عن الضفة الغربية؟ وهذا ما رفضناه. لذلك قد نحتاج إلى طرف ثالث يعالج هذه القضية داخل المعبر. الاخوة في مصر يتابعون معنا الأمر, وكذلك الجانب الاسرائيلي. لا نريد ان نرى جندياً اسرائيلياً واحداً في معبر رفح في اليوم الذي يلي الانسحاب, لأن ذلك سيكون بمثابة"مسمار جحا"وسيعيق تطور حركة الوضع الفلسطيني, لذلك هناك اقتراحات لنزع كل الذرائع التي يستند اليها الاسرائيليون لتبرير بقائهم في معبر رفح.
ما أبرز هذه الاقتراحات؟
- يجب ألا تقوم السلطة أو أي مسؤول فيها أو أي متنفذ بوضع يده على أملاك أحد. هذا لن يحدث ولن نسمح لأحد بأن يستخدم الأساليب الماضية في وضع يده على ممتلكات هي من حق الشعب الفلسطيني الذي ينظر بحسرة من المخيمات الفلسطينية المجاورة لمستوطنات غوش قطيف مثلاً ويتلقى الرصاص يومياً. هذه الأماكن ملك للشعب الفلسطيني وستبقى في خدمته. هناك اقتراحات عدة لم تتبلور بعد. هناك, مثلاً, اقتراح بأن تعطى البيوت لأصحاب البيوت التي هدمت أو لأبناء الشهداء أو أن تباع وتبنى فيها مساكن أخرى لعائلات فلسطينية هدمت منازلها, واقتراح آخر بأن تهدم هذه المنازل لأنها لا تتلاءم مع نظام البناء الفلسطيني وتشغل حيزاً كبيراً من الأراضي التي نحتاجها, خصوصاَ انه يتوقع بحلول سنة 2020 ان يكون هناك نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة وربما أكثر من ذلك, وبالتالي هذه المباني لا تتلاءم مع التطور والنمو في قطاع غزة والضفة الغربية وبالتالي ما نستطيع ان نضمنه نحن كسلطة انه لن تحدث تجاوزات على هذه الممتلكات.
تردد أنك قدمت عرضاً لمسؤولين في"حماس"و"الجهاد"وتنظيمات فلسطينية أخرى للمشاركة في لجان العمل التي تعد لتنظيم الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة؟
- حاولت والطواقم الفنية وكل الإخوة المعنيين بملف الانسحاب ان نعطي نموذجاً مختلفاً للعلاقة بيننا وبين الفصائل والمعارضة والمجتمع المدني والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية, لذلك طلبت إذناً سياسياً باطلاع الإخوة في الفصائل الفلسطينية على ما تم الإعداد له. كان هناك اجتماع أولي بيننا وبين الاخوة من قادة الفصائل بعيداً عن الاعلام عرضت فيه التفاصيل وما تم انجازه من آليات للعمل وماذا يمكن أن يساعدنا. نريد أن تكون هذه العملية التي نقدر أنها تحتاج نحو عشرة أشهر شفافة وواضحة , وأن تشارك فيها كل القوى الفلسطينية لأنها مسؤولية جماعية. عرضت على كل الاخوة في الفصائل المشاركة في الطواقم الفنية وفي وضع أسس التصرف في المستقبل بالنسبة للموجودات, ونحن في طريقنا إلى صياغة بعض القوانين لتمريرها على المجلس التشريعي. وأعتقد انه كان لهذا العرض تأثير إيجابي على الاخوة في الفصائل وانهم ثمنوا هذه المبادرة.
اسرائيل تواصل هدم المنازل وتوسيع المستوطنات واستقدام المستوطنين في الضفة الغربية. هل هناك مستقبل للدولة الفلسطينية في ظل استمرار هذه السياسة؟
- نحن واثقون بأن شارون لا يملك أي برنامج سياسي, وانه يريد الانسحاب من قطاع غزة حتى يقف عند حدود الضفة الغربية بالجدار ثم يطالب الجانب الفلسطيني بإعلان الدولة في حدود موقتة, واذا حدث ذلك لن يكون مستقبل لهذه الدولة الفلسطينية. استراتيجية شارون واضحة, لذلك أعتقد بأن أحداً في الجانب الفلسطيني لا يجرؤ أحد على ان يوافق على دولة فلسطينية بحدود موقتة داخل الجدار.
الانسحاب من غزة هو قضية إجرائية من وجهة نظرنا, كوننا دخلنا في عملية تنسيق, من دون أي التزام سياسي من جانبنا, والأخ"أبو مازن"سيطالب الإدارة الأميركية بأن يكون هناك تنفيذ لرؤية الرئيس بوش ووقف الاستيطان الذي يفرض حقائق على الأرض لا تدعو إلى التفاؤل في المستقبل, لذلك لست واثقاً بأننا نستطيع في أي حال من الأحوال ان نتوصل الى اتفاقية سلام مع شارون. لكنني أعتقد بأن هناك جدوى من الانسحاب من كل بقعة من بقاع فلسطين, من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية وهذا يأتي بالمناسبة تماشياً مع شعارات منظمة التحرير التي سمعناها على مدى 40 عاماً الماضية, وطبعاً لا أريد أن أناقش تلك الشعارات, يجب أن ننجح في تجسيد هذا النموذج. هذه الأراضي المحررة التي دفع ثمنها الشعب الفلسطيني دماً على مدى السنوات الماضية. لن تستطيع اسرائيل ان تكبح جماحنا في ان نحصل على حقوقنا في حدود الضفة الغربية كما قررتها منظمة التحرير عام 1988. لن نتراجع عن بوصة واحدة من حدود الرابع من حزيران 1967 وان القدس الشرقية عاصمة لدولتنا العتيدة بحسب القرار 1994. وإذا ما اعتقد شارون بأنه يستطيع ان يتذاكى على المجتمع الدولي, فهو فقط يستطيع أن يؤجل حل الصراع وهذا يعني مزيداً من الدم بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
زرت واشنطن أخيراً. هل تلقيت وعوداً من الإدارة الأميركية بالمضي قدما في ما وعد به بوش من أجل قيام دولة فلسطينية, وكيف تفسر المواقف الاميركية الداعمة لتمسك اسرائيل بالمستوطنات وربما توسعتها؟
- شهدت العلاقات بين الفلسطينيين والولايات المتحدة تذبذباً. كانت العلاقة في عهد بيل كلينتون معقولة, وفي ما بعد بدأت الحرب المعلنة من قبل الإدارة على الرئيس عرفات وعلى السلطة وعلى الشعب الفلسطيني. نحن الآن نعاود صيانة هذه العلاقة وصياغتها بما يخدم مصالحنا بعدما تضررت إلى حد أقصى دفع الشعب الفلسطيني ثمنه, اذ استطاع شارون ان يستفرد بالشعب الفلسطيني ويفرض واقعاً معيناً ويأخذ ضمانات من الولايات المتحدة وما إلى ذلك. رحلتي كانت في إطار إعادة الحياة إلى هذه العلاقة بعد نجاح الأخ"أبو مازن"في الانتخابات لخلق ولو قليل من التوازن بين علاقة الولايات المتحدة باسرائيل وعلاقتها بالشعب الفلسطيني, وأعتقد بأنني استطعت ايصال رسالة الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية في كل المؤسسات التي اجتمعت بها, في البيت الأبيض والخارجية الأميركية وغيرهما. ذهب الدكتور سلام في ما بعد ليستكمل ما بدأناه, وستكون هناك زيارة أخرى لنا قبل زيارة"أبو مازن". ما نريده من الجانب الأميركي الكثير من العمل السياسي, ووضع جدول زمني وآلية تنفيذ لرؤية بوش, وهذا يعني وقف الاستيطان وازالة البؤر الاستيطانية والدخول في مفاوضات الحل النهائي.
أطلقت أخيراً تهديدات من قبل بعض الفصائل بالرد على هجمات اسرائيل في قطاع غزة. ما تفسيرك لهذه التهديدات وما هي قدرة السلطة على منع هذه التنظيمات من التفريط بوقف إطلاق النار؟
- أرى أن كل الفصائل الفلسطينية ملتزمة في شكل أو آخر بالاتفاق, وهو توافق فلسطيني داخلي ولم يكن اتفاقية فلسطينية اسرائيلية, وهذا ما نفخر به وينبغي ان نعززه لنصل إلى شراكة سياسية حقيقية بين الفصائل والسلطة, وأعتقد بأن واجب السلطة أن تحيل كل من يخرج عن هذا الإجماع إلى القانون لننفذ بذلك قانون الإجماع الفلسطيني. استنفدنا ثلاث سنوات من المفاوضات الداخلية انتهت بالتوصل إلى إجماع فلسطيني على التهدئة وستتطور إلى هدنة لوقف نار ثابت حين تنفذ اسرائيل التزاماتها كافة. لا يجوز ان نرهن مستقبل الشعب الفلسطيني بمزاج شخص هنا أو هناك تحت اي ظرف أو نتاج طبيعي لفوضى عمت على مدى سنوات ماضية دمرت الأجهزة الأمنية واستباحت السلطة.
ماذا عن موضوع السجناء في السجون الاسرائيلية؟
- اتفقنا على مبادئ مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز من ضمنها عدم ملاحقة المطاردين المطلوبين في اسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة, وأنهي هذا الملف وحول إلى الاخوة في وزارة الداخلية لمتابعته. والمبدأ الثاني هو موضوع الأسرى وذلك بتغيير المعايير التي تعتمد عليها اسرائيل وهي معايير ظالمة لا تخدم إلا مصلحة اسرائيل فلا يطلق سراح غير ذوي الأحكام الخفيفة. وعلى رغم موافقة اسرائيل على تغيير هذه المعايير إلا انني لا أثق في الجانب الاسرائيلي بالنسبة لهذا الموضوع. وهذا يحتاج إلى جهد استثنائي ومتميز من القيادة الفلسطينية ونحن بصدد القيام بذلك وسنستمر في القيام به. ولا أرى امكاناً لأي أي اتفاقية سواء انتقالية أم دائمة من دون الإفراج عن الأسرى. انتهى هذا الموضوع وانتهت تجزئته, ونأمل ان تحدث نقلة نوعية في هذا الأمر, ولا يمكن اي فلسطيني الآن أن يتجاوز موضوع الأسرى على رغم عدم وروده في اتفاقات أوسلو.
بماذا تفسر عدم الحماسة من جانب السلطات الاسرائيلية لإنجاح محمود عباس في هذه المرحلة؟
- توجد أوهام قديمة وجديدة في الوعي العربي والوعي الفلسطيني بالتأكيد على رأسها ان فلاناً مقرب إلى اسرائيل وان فلاناً مقرب إلى أميركا. أميركا تبحث عن مصالحها واسرائيل كذلك. مصالح اسرائيل وشارون تحديداً ان يكون هناك شريك يسهل الاستقواء عليه من خلال الشعارات. قلت من البداية إن شارون سيسقط "أبو مازن"وحدث ذلك عندما كنت وزيراً للداخلية, لكن الانطباع الذي خلقته اسرائيل اننا شركاء. هذا جيد ولكن قضت على كل ذلك. كان أن جاء الأخ أبو مازن وبدأت الانتخابات ورحب المجتمع الدولي بذلك, ومضت ثلاثة أشهر منذ تشكيل الحكومة, ولكن ماذا فعلت اسرائيل؟ صفر حتى الآن. اسرائيل تريد ان تصور"أبو مازن"شخصية ضعيفة, علماً أنه الوحيد الذي اتخذ قرارات بتغيير قادة الأجهزة الأمنية للمرة الاولى منذ 40 عاماً. الفكرة الاسرائيلية تكمن في أنها لا تريد ان ترى قيادة فلسطينية لديها صدقية داخلية ودولية, ولا تريد شريكاً أساساً, لذلك لا أتوقع ان تقدم مساعدة للسلطة الفلسطينية أو للأخ"أبو مازن".
الموضوع الفلسطيني عاد إلى الواجهة في الأحداث اللبنانية خصوصاً في ما يتعلق بالتوطين. ما هو موقف السلطة الفلسطينية تجاه الموضوع, وهل جرت اتصالات بينكم وبين السلطات اللبنانية في هذا الشأن؟
- كيف نستطيع أن نثبت لكل الكرة الأرضية أننا كسلطة, سياسياً, لا نريد أن نوطن مواطناً فلسطينياً لا في لبنان ولا في مصر ولا أي مكان آخر. تحديداً في لبنان. قلنا ذلك في كامب ديفيد وقلناها بعد ذلك. نحن وجودنا موقت وفي ضيافة الشعب اللبناني إلى أن نصل إلى حل لمشكلة هؤلاء اللاجئين. لكن هذا الوجود الموقت يجب أن تحترم فيه إنسانية الفلسطيني. يجب ألا يعيش المواطن الفلسطيني في لبنان بهذه الطريقة المهينة والمذلة. نعرف الحالة اللبنانية تمام المعرفة ولا نريد ان نكون طرفاً في أي صراع أو احتكاك أو جدل داخلي. هذا الموضوع كان أهم موضوع طرح في مفاوضات كامب ديفيد, حين طالبنا الرئيس كلينتون أن نبدأ بلاجئي لبنان لأن الحال خاصة واستثنائية. نريد أن نغلق هذا الملف. نحن لسنا طرفاً في اي جدل داخلي لبناني لبناني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.