أكد حلف شمال الأطلسي استعداده للتعاون مع دول الخليج العربية والأطراف الأخرى من أجل"مواجهة التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط الكبير". وأوضح مصدر ديبلوماسي الى"الحياة"، على هامش أول مؤتمر عقدته بلدان الحلف ودول مجلس التعاون الخليجي أمس في روما، بان مداخلات الجانب الأوروبي - الأطلسي"تركزت على ضرورة بناء الثقة لتبديد الانطباعات السلبية التي قد تكون موروثة عن العقود الماضية وعلى الانفتاح، من جانب الحلف، على الاقتراحات التي قد تقدمها دول المنطقة من أجل إقامة تعاون أمني و سياسي". ويستند الحلف الى توصيات القمة الأطلسية في منتصف العام الماضي باطلاق"مبادرة اسطنبول للتعاون"مع دول الشرق الأوسط الكبير. وقال مصدر رسمي إن الكويت أرسلت كتاباً أكدت فيه قبولها عرض المبادرة الأطلسية كما أوفدت كل من قطروالبحرين ودولة الامارات مبعوثين الى مقر الحلف في بروكسيل للبحث في اقتراحات المبادرة. وجرت نقاشات المؤتمر أمس في"أكاديمية الدفاع"التابعة للحلف في روما، تحت عنوان"حلف شمال الأطلسي ومنطقة الشرق الأوسط الكبير". وأوضح مصدر ديبلوماسي بأن المؤتمر"لم يكن اطاراً تفاوضياً"لكنه اكتسب"أهمية كبيرة بسبب حضور مسؤولين كبار من الجانبين".وتحدث في المؤتمر وزير الخارجية الايطالي جيانفرانكو فيني. كما شارك في النقاشات اكاديميون وخبراء في الشؤون العسكرية والسياسية. وتناولت الجلسة الصباحية للمؤتمر"التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط الكبير"وتحدث فيها كل من ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة والمدير العام للقوات المتعددة الجنسية والمراقبين في الحلف السفير جيمس لاروكو. وأوضح ديبلوماسي أوروبي ل"الحياة"ان الجلسة أتاحت"تحليل المشكلات الأمنية الكبيرة والتحديات والأخطار التي تتهدد المنطقة"وفي مقدمها الارهاب الدولي والتطرف وخطر انتشار أسلحة الدمار الشامل والنزاعات الاقليمية. وركزت الجلسة الثانية على"الدور المستقبلي للحلف في منطقة الشرق الأوسط الكبير"وتحدث فيها كل من رئيس الجمعية البرلمانية للحلف الفرنسي بيار ليلوش، ورئيس معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن الدكتور جون شيبمان. وتطرقت المداخلات الى الجوانب العملية ل"مبادرة اسطنبول للتعاون". وكان الأمين العام دي هوب شيفر أكد ل"الحياة"حرص الحلف على"بناء الثقة مع كل دول الخليج العربية"و استعداده للتعاون معها"في مجالات تبادل المعلومات والاستخبارات واعادة هيكلة القوات المسلحة ومهمات حفظ السلام". وتجري في المرحلة الراهنة مشاورات حول صيغ التعاون على صعيد ثنائي بين الحلف و كل من الدول المعنية أسوة بالحوار المتوسطي الذي يجريه الحلف، على صعيد ثنائي، منذ 1994 مع عدد من البلدان العربية المتوسطية واسرائيل.