لا يمكن للبنان الخروج من أزمته السياسية الحالية التي تعصف به إلا باحترام الشرعية الدولية وذلك بتطبيق القرارات الدولية الصادرة عن هيئة الاممالمتحدة بحذافيرها وانتشار الجيش اللبناني على كامل تراب الجنوب وعدم التذرع بذرائع واهية المقصود بها وضع العصي في دولاب مسيرة الإصلاح السياسي والأمني رغبة في العرقلة من منطلق كلمة حق يراد بها باطل. لم تعد ذريعة تحرير مزارع شبعا المشكك بلبنانيتها من قبل الاشقاء بالذريعة المقنعة التي باتت مسمار جحا لا اكثر ولا اقل. إن كان القصد تحريرها فعلاً فالطرق الديبلوماسية السالكة والآمنة كفيلة بتحريرها كما حررت مصر منتجع طابا وهذا يجنب لبنان الكثير من التجاذبات السياسية الخطيرة وهو بغنى عنها. لا بد للحقيقة من أن تنجلي للاقتصاص من قتلة الشهيد الرئيس رفيق الحريري ولكن الاكتفاء فقط بالاقتصاص منهم لا يكفي كي تخرج البلاد من النفق المظلم للتخلص من أزماتها السياسية والاقتصادية المزرية. فلا بد أيضاً من الاقتصاص من رموز الفساد السياسي الذين نهبوا خيرات البلد وأكلوا الأخضر واليابس. نعم لا يكفي فقط القضاء على النظام الأمني الفاسد لا بد لنا أيضاً من القضاء على النظام السياسي الفاسد، نظام المحاصصة البغيض النتن ولا بد من نبذ الطائفية والمذهبية التي هي أساس كل فساد نعاني منه. فالمذهبية المقيتة هي أساس الفساد الامني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي ولا نجاة للبناني ولا خلاص له إلا بانتهاج العلمانية الوطنية الديموقراطية نظاماً للحياة السياسية. كفى مزايدة وكفى مهاترة وكفى ضحكاً على الذقون. الى متى سيبقى لبنان ضحية التخاذل والفشل العربي الذريع. لقد شبعنا شعارات قومية وعنتريات وطنية لا تقدم ولا تؤخر شبراً واحداً. هل من المفترض بنا أن نحرر بلاد ا لواق الواق حتى يرضى عنا الآخرون؟ لماذا الإصرار الاحمق على رفض الاعتراف بالخط الازرق من قبل بعض هواة المغامرة؟ ألم يؤمن الخط الأزرق للبنان الاعتراف الدولي الكامل والصريح بحدوده الدولية. لما لا تنزع اسلحة المخيمات الخارجة عن القانون والمتمردة على الشرعية. هذا السلاح غير الشرعي بات خطراً يهدد السيادة الوطنية ويمس بالأمن والاستقرار الداخلي. الحقيقة سلاح المخيمات غير مجدٍ لأنه غير مقاوم ولا هدف منه سوى التخريب وتعكير صفو الأمن وزعزعة الاستقرار والنيل من السلم الاهلي والعيش المشترك والوحدة الوطنية. إن الجيش اللبناني القادر بجدارة على حماية أمن المخيمات الفلسطينية وتأمين سلامة أخوتنا وأحبائنا الفلسطينيين، ومن يشكك بذلك هو الخائن والعميل وهو طابور خامس لا يريد خيراً بلبنان، وهذا الطابور الخامس هو ذاته الذي شكك سابقاً بقدرة الجيش اللبناني على فرض الأمن وبسط نفوذه وهيبته اذا ما خرجت القوات السورية من لبنان وبشرونا بأن الدنيا ستخرب والحرب الاهلية واقعة لا محال، فها هي القوات السورية خارج لبنان ولم تخرب الدنيا ولم تقع الحرب الاهلية واستطاع جيشنا فرض نفوذه وهيبته وسلطته على كل شبر من أرض الوطن خرجت منه القوات السورية ونحن ايضاً على يقين تام ان جيشنا الباسل الوطني يستطيع حماية حدودنا الجنوبية وأداء مهماته الامنية المناطة به بالكامل وذلك على عكس ما تروج له أبواق القوى الحزبية المهيمنة على الساحة الجنوبية خوفاً من تقليص دورها والحد من نفوذها وخسارة المكتسبات المادية والغنائم السياسية فيما لو قام الجيش بدوره الوطني الشجاع بالانتشار الكامل على كل تراب الجنوب. وهذا فعلاً مطلب وطني شعبي محق لا غبار على شرعيته. صور - لبنان - عدنان علي دهيني