استطاعت المغنية الشابة مي كساب أن تلفت الانتباه منذ بداية مشوارها الفني القصير، خصوصاً أنها حققت نجاحاً لافتاً وسط منافسة كبيرة، فرزتها الفضائيات التي تلاقي رواجاً ملحوظاً، وشركات الإنتاج الصغيرة التي بدأت تنمو كالفطر، محاولة استقطاب وجوه شابة، والمراهنة على نجاحهم. وها هي كساب تصدر أخيراً أغنية"أهكذا الحب"التي كتبتها الكويتية أسرار الجرّاح، ولحنّها يوسف المهنا، فيما تولى إخراج الفيديو كليب تامر حربي. في حديثها إلى"الحياة"، أشارت كساب إلى أنها تودّ خوض تجارب اللهجات المختلفة،"فطرق باب اللهجات يعتبر إضافة إلى رصيد الفنان، عدا عن كونه تبادلاً ثقافياً يسهم إلى حد كبير في استقطاب جمهور اللهجة التي تغنيها... عدا عن ذلك، يحمل الشعر الغنائي الخليجي صوراً عميقة قلّما تحدث عنها شعراء مصر ولبنان. وها هي أغنيتي تطرح قضية زوجية شائكة يتعرّض لها الطرفان بعد أن يدخل الملل إلى حياتهما اليومية، ويخفي الروتين كل بريق فيها. من ناحية ثانية، حرصت كساب على تقديم أفكار متميزة في كليباتها المصورة،"وعلى رغم النقد الذي تعرّض له كليب"شيل ده من ده"، فإن المشكلات التي يعيشها الزوجان، وصورة ربة المنزل المهملة لجمالها التي ظهرت بها، حملت الكثير من الجرأة. كذلك الأمر مع"حاجة تكسف"التي صورتها في الصحراء، في بيت ليس له جدران. وترى كساب، بعيداً من الشعارات النمطية، أن هدفها هو تقديم فن محترم، يقدره الجمهور أولاً، وترضى عنه هي ثانياً، فيرسم لها أرشيفاً ذهبياً تفخر به في سنوات عطائها الأخيرة. وتضيف بغصب:"أنا أخاف الله. لا يمكن أن ألجأ يوماً إلى المشاهد الفاضحة، كي أؤمن انتشار أغاني... من يعمد إلى ذلك يكون صاحب صوت ضعيف... وأنا مطربة أملك حنجرة جميلة ولا أخشى شيئاً... صاحبات هذه الظاهرة يحاولن"التشويش"على الجمهور وإخفاء ضعف أصواتهن... أنا أكره وسيلة القد الممشوق الذي يثير انتباه الناس". وتؤكد كساب أنها تختار الكلمة أولاً، ثم اللحن، وإنها تحب المغامرة، ولا تركض وراء الأسماء الكبيرة من مؤلفين وملحنين. لكنها في المقابل تبحث عن العمل الجيد حتى لو حمل تواقيع شباب. رومانسية ولكن عن اللون الغنائي الذي اختارته هوية شخصية، تقول:"اتخذت لنفسي من البداية خطاً رومانسياً في الغناء، فاخترت كلمات مختلفة لا تتشابه في مضامينها". ولا تنكر أنها محظوظة لأنها وصلت إلى قلوب الناس في فترة زمنية قصيرة،"لكن الحظ أحياناً يبقى مختبئاً سنوات...أنا شخصياً اتخذت من كلام عمرو دياب درساً لي، فهو طلب مني ألا أتعجل النجومية لأنها لا تأتي بسهولة وتحتاج إلى جهد لا يقل عن عشرة أعوام". وحول اتجاهها إلى التمثيل، تقول:"لم أكن أفكر في التمثيل إلى أن رشحني الأديب إبراهيم عبدالمجيد لأجسد أحد الأدوار المهمة في مسلسل مأخوذ عن روايته"لا أحد ينام في الإسكندرية"بعد أن شاهدني في كليب"شيل ده من ده". سأقدم في العمل دور صبية آتية من بيئة العوالم... غير أن التمثيل لن يأخذني من الغناء... أنا مطربة ألاً وأخيراً، غير أنني أحلم بالوقوف أمام كاميرا شريف عرفة، وطارق العريان". يذكر أن مي كساب التي تدرس حالياً في كلية التربية الموسيقية قسم العود، بدأت انطلاقتها في مشوار الغناء من خلال دويتو"غمض عنيك"مع المغني السوري مجد القاسم ثم أغنية"خد كل شيء"في فيلم"إزاي البنات تحبك". بعدها، أصدرت ألبومها الأول"حاجة تكسف".