شهد مؤتمر"دور الناتو في أمن الخليج"الذي نظمه حلف شمال الأطلسي و"معهد راند"الاميركي ووزارة الخارجية القطرية أمس، تأكيدات خليجية وأطلسية على أهمية"الشراكة الاستراتيجية"في مجال الأمن في ظل وجود تحديات مشتركة. ورأى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني انه"يمكن للجانبين الخليجي والاطلسي تحقيق المصلحة المشتركة للجميع على أساس مفهوم الشراكة الاستراتيجية للاطراف كافة". لكن الشيخ حمد شدد على أهمية أن يكون للشراكة"برنامج شامل متفق عليه يؤمن الحلول العملية للحاجات الأمنية وينفذ على أساس تعاون واضح يستند الى الاحترام المتبادل لمصالح الطرفين"، كما دعا الى"برنامج متكامل تحدد فيه الأولويات". وحرص على تأكيد أن"الأمن السياسي لا يمكن أن يتحقق من دون توافر الأمن الاقتصادي"، ورأى أهمية"السير بجد في عملية الديموقراطية والاصلاح السياسي بالتوازي مع عملية التنمية الشاملة". وكان لافتاً دفاعه عن الوجود العسكري الأجنبي في الخليج، وقال ان"الكل يعرف المبرر الواقعي للوجود العسكري الأجنبي الأميركي وغيره في دول الخليج"، مشيراً الى"بروز الحاجة الى الحماية من التهديدات والتداعيات التي نجمت عن حربي الخليج الأولى والثانية وأهمية ضمان الاستقرار والأمن لجميع شعوب المنطقة". وشكلت مشاركة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جاب دي هوب شيفر حدثاً مهماً في المؤتمر، حيث قال ان التهديدات التي تواجهها دول الحلف والخليج تهديدات مشتركة، ودعا الى التصدي للارهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل والمتاجرة بالبشر والاسلحة والمخدرات، مشيداً بدول مجلس التعاون التي"برزت كلاعب مهم"في السياسة الدولية، ومؤكداً ان المنطقة تواجه تحديات أمنية هائلة وأنها مستهدفة بهجمات ارهابية"وتجاور منطقة تعتبر نقطة متوهجة لقضايا اقليمية لم تخل من اخطار انتشار الاسلحة والتطرف السياسي والديني". وأفاد ان قطر ليست هي وحدها التي انضمت الى مبادرة اسطنبول للتعاون بل هناك ايضا الكويت والبحرين والامارات، مشيرا الى"تحقيق تقدم طيب في تطوير برامج عمل فردية مع كل دولة من هذه الدول". وعرض أمين الناتو على دول الخليج التعاون في مجال مكافحة الارهاب وأمن الحدود والتعاون في الدفاع عن الاصلاحات وادارة الأزمات والتخطيط في حالات الطوارئ المدنية، وكان أكد ان"المؤتمر هو جزء كبير من الحوار السياسي المتزايد ومنتدى عبر الاطلسي لقضايا الأمن الاستراتيجي، وبين الحلفاء وشركائهم مثل دول الخليج". وكان الأمين العام للاطلسي شدد على سعي دول الحلف الى بناء شراكة أمنية جديدة مع دول المنطقة لكنه نفى ان يكون الناتو يسعى الى وجود عسكري دائم في الخليج، كما أعلن دعمه لجهود الاتحاد الأوروبي التي تقودها فرنسا وبريطانيا اضافة الى اميركا من أجل التوصل الى حل مع ايران لتصحيح الوضع بشأن ملفها النووي.