دعا وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى اقامة علاقة تعاون بين دول الخليج وحلف شمال الاطلسي في اطار آلية موضوعية وواقعية لحماية منطقة الخليج من الاخطار الخارجية. وكان الشيخ حمد يتحدث امام "مؤتمر تحولات الناتو والأمن في الخليج" الذي افتتحه أمس في الدوحة ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بمشاركة 70 شخصية من نحو 20 دولة من الخليج وأوروبا وأميركا والشرق الأوسط. وقال الوزير القطري ان المؤتمر محاولة لايجاد آلية للتعاون المستقبلي بين الخليج والحلف الاطلسي. واعتبر انه "قد تكون هناك معارضة عربية ظنا أن هناك مؤامرة في الموضوع واحتلالا، وهناك بعض دول الناتو ترى عدم توسيع الحلف. نحن لا نتحدث عن اننا سنصبح أعضاء في الحلف، فهذا سابق لأوانه، بل نتكلم عن علاقة بيننا وبين الناتو، وليس مع دول الخليج فحسب، بل قد يكون ذلك مفيداً للدول العربية عموماً". واضاف ان بلاده "تولي اهتماماً كبيراً للحوار البناء مع جميع القوى الفاعلة في العلاقات الدولية وفقًا للاحترام المتبادل والتجرد من منطق السيطرة والفرض، للتوصل الى رؤية مشتركة لمرتكزات حماية منطقة الخليج من الاخطار الخارجية الثابتة والمحتملة وسبلها وآلياتها"، كما دعا الى "ارساء علاقات الحوار والتعاون مع الناتو في اطار آلية موضوعية وواقعية لتحقيق المصلحة المشتركة للطرفين". ودعا الشيخ تميم في كلمته دول الخليج الى "تسوية الخلافات بينها بالطرق السلمية بشكل نهائي ومرض للجميع" من أجل "القضاء على بؤر التوتر كافة"، واقترح "البحث عن صيغ للتعاون والتكامل بين القوات العسكرية الخليجية لتوفير سبل الدفاع عن أمن المنطقة". وطرح رؤية قطر للتعاون مع الحلف الأطلسي، وقال إن ذلك "ينبغي أن يقوم على قاعدة الاحترام المتبادل ويبتعد عن منطق الفرض والهيمنة كي يحقق المصلحة المتبادلة للجانبين في فترة حساسة ومعقدة من العلاقات الدولية". من جهته، أعلن مساعد الأمين العام لحلف الأطلسي غونتر التنبرغ استعداد الحلف لفتح صفحة جديدة للتعاون مع دول الشرق الأوسط كما دعا الى انفتاح متبادل بين الجانبين، وشرح مطولاً التحولات التي شهدها الحلف وطرح تساؤلات عدة عن امكان التعاون والشراكة مع دول الشرق الأوسط، وقال "إذا كانت هناك استجابة جديدة سنرى وسنكون على استعداد لفتح صفحة جديدة لفصل جديد بين الناتو ومنطقة الشرق الأوسط". واشار المسؤول الكبير في الناتو الى مسألتي الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، وقال إن مواجهة هذين التهديدين توجب على الناتو أن يخرج عن نطاقه السابق، مؤكدا اهتمام الحلف بأمن الخليج.