يرى سياسيون عراقيون ان موضوع النفوذ الايراني في العراق"لم يعد مجرد قضية عراقية -ايرانية او ايرانية - اميركية بل قضية عراقية - عراقية في المقام الاول"على اعتبار ان ايران"متهمة"بدعم طائفة او جهة سياسية عراقية ما ضد اخرى. واضحى هذا الموضوع اكثر خطورة لتعلقه بعلاقة شيعة العراق بسنته. وجاءت المواقف العراقية الداخلية متباينة من التصريحات الاميركية - البريطانية الاخيرة التي اتهمت ايران بتصدير السلاح الى جماعات مسلحة عراقية، والتدخل في الشأن العراقي. وتؤكد وزارة الداخلية العراقية، على لسان وكيلها لشؤون قوات الأمن اللواء ركن علي غالب، ان الوجود العسكري البريطاني في البصرة وبعض مناطق جنوب البلاد"حيوي لأمن المنطقة". ويقول غالب ل"الحياة" انه"يمكن للقوات البريطانية ان تكون عثرت على قنابل ايرانية في المحافظة، ومن حق هذه القوات، التي تتولى الأمن في المدينة ان تحتفظ بهذه القنابل وان لا تسلمها الى الجانب العراقي لكن عليها ان تُبلغ الاجهزة العراقية بهذا التطور". ويتابع:"ليس من مصلحة ايران الدخول في عملية العنف في المنطقة وليس هناك دليل ادانة يثبت تورطها وتدخلها في الشأن الأمني العراقي". ويرى محمود عثمان، القيادي في الكتلة الكردية، ان النفوذ الايراني في العراق"حقيقة خاصة في مناطق الجنوبالعراقي ذات الغالبية الشيعية". ويتساءل:"الى اي مدى تمدد هذا النفوذ وكيف يُستعمل وهل يضر بالمصلحة العراقية؟". ويُوضح:"هناك احزاب عراقية لها صلات مميزة مع ايران وهناك قوى ترتبط بإيران بعلاقة مذهبية وايديولوجية وعقائدية وهذا امر يحتاج الى التدقيق في التفاصيل". الدولة التابعة ويقول محمود ان هناك رأيين في شأن النفوذ الايراني في العراق الاول، يراه"واسعاً وكبيراً جداً"والثاني،"ينفي وجود هذا النفوذ"وارى ان"الرأيين خطأ". ويزيد:"الزيارات الايرانية المليونية الى العتبات المقدسة في النجف وكربلاء اسهمت بالتأكيد في خلق المناخ لتنامي هذا النفوذ". ويقر محمود بوجود مخاوف عراقية من النفوذ الايراني. ويعتبر ان"المخاوف الابرز تتركز على افتراض سعي ايران الى تأسيس دولة تابعة لها في العراق". ويقول ان لايران"علاقات مميزة مع احزاب عراقية وهناك قلق من استغلال هذه العلاقات لمصلحة ايران لا مصلحة العراق... ان تلك المخاوف يجب ان تُعالج من خلال بناء دولة عراقية قوية، وانطلاق جميع القوى السياسية العراقية من منطلقات المصلحة العراقية اولاً وهو امر يوقف اي تدخل من ايران ومن اي دولة اخرى". وينفي حسن ساري، رئيس حركة حزب الله في العراق وجود اي ارتباط استخباراتي مع ايران. ويقول ل"الحياة"ان"لا دليل قطعياً على وجود تدخل ايراني في البصرة وفي العراق كله". ويضيف:"كان تدخل ايران من البداية لصالح العراق، فهي اول دولة اعترفت بالحكومات العراقية المتعاقبة وهي لم تمارس اي تدخل في تعيين شرطي واحد او مدير ناحية في جنوبالعراق". ويؤكد وجود علاقة سابقة بين الاحزاب العراقيةوايران التي احتضنت هذه الاحزاب ابان النضال ضد حكم صدام حسين. ويوضح:"ان الاحزاب العراقية التي اتخذت من ايران بلداً آمنا لها ومنطلقاً لقتال النظام السابق استفادت من قانون ايراني بدعم المظلومين في العالم. وهناك مسيحيون مظلومون استفادوا من القانون نفسه في ايران". ويشدد على ان العلاقة مع ايران"لا تعني ان هذه الاحزاب مرتبطة او عميلة لإيران لان احزاب المعارضة العراقية التي اتخذت من ايران مأوى لها تصرفت بشكل مستقل وكانت تتخذ قراراتها بحرية". ويقول عامر الحسيني، القيادي في تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ل"الحياة"ان عناصر التيار"تقاوم القوات البريطانية بأسلحتها الخاصة التي صُنعت محلياً وبأيادٍ صدرية. وان القنابل التي وجدها البريطانيون وقيل عنها انها ايرانية هي من مخلفات الحرب العراقيةالايرانية في الثمانينيات من القرن الماضي". وينفى تلقي التيار الصدري اي معونة عسكرية من الحرس الثوري الايراني، متهماً القوات البريطانية بالتمهيد لضربات ضد عناصر تيار الصدر في البصرةوجنوبالعراق. ويقول محسن عبدالحميد، رئيس الحزب الاسلامي العراقي السني ل"الحياة"ان لقاءاته في طهران"تضمنت شكوى من وجود نفوذ او تدخل ايراني في العراق"مشيراً الى ان"الايرانيين نفوا وجود هذا النفوذ". ويؤكد ان الحزب اذ يتهم ايران بالتدخل في البلاد، فإنه لا يملك الدليل على ذلك. ويعتبر ان موضوع الاثباتات بوجود دور ايراني هو من اختصاص الاجهزة العراقية"التي يجب ان تُبرهن على تورط ايران في بعض اعمال العنف في المدن العراقية".