توجه آلاف العراقيين الى مراكز تسجيل في 14 دولة أمس لتسجيل أسمائهم في سجلات الناخبين للتصويت في الانتخابات المقبلة بين 28 و30 من الشهر الجاري. وأنشأت"المنظمة الدولية للهجرة"، التي تشرف على عمليتي التسجيل والاقتراع في الخارج، 900 محطة في 150 موقعاً في 14 بلداً يضم اكبر الجاليات العراقية. وسيتمكن العراقيون المغتربون من التصويت في 28 و29 و30 الشهر الجاري في كل من المانياواستراليا وكندا والدنمارك والامارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدة وفرنسا وايرانوالأردنوهولنداوبريطانيا والسويد وسورية وتركيا. لكن لا يعرف بدقة عدد العراقيين في الخارج المفترض ان يشاركوا في الانتخابات. وقد يصل عددهم في الولاياتالمتحدة وحدها الى 240 الفاً، فيما طبعت"المنظمة الدولية للهجرة"مليونين ونصف مليون بطاقة مخصصة فقط لعمليات الاقتراع في الخارج. وأصبحت أرملة كردية في استراليا أول عراقية مغتربة تسجل اسمها للتصويت مع بدء اجراءات التسجيل أمس لمئات الآلاف من العراقيين المغتربين. وقالت نسيمة البرزاني 68 عاماً في سيدني بعد تسجيل اسمها:"فقدت أصدقاء وأقارب أثناء حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين ولم أصوت من قبل". وأضافت:"هذه هي المرة الاولى في حياتي التي أصوت فيها. وسأدلي بصوتي من أجل مستقبلنا". وتوقع مدير البرنامج الخاص بتصويت المغتربين في استراليا بيرني هوغان أن يسجل بين مليون و1.5 مليون عراقي خارج البلاد اسماءهم للمشاركة في الانتخابات. وقال المستشار العراقي للبرنامج الخاص بتصويت المغتربين في استراليا قاسم عبود:"جميع العراقيين كانوا ينتظرون هذا اليوم". وتابع:"هذا حدث تاريخي يضع بلادنا على أولى خطوات الديموقراطية والاستقرار". وتوجه مئات العراقيين الى 11 مدرسة في ثلاث مدن اردنية خصصت للتسجيل والاقتراع. وقال حسين 41 عاماً وهو عراقي مقيم في العاصمة الاردنية منذ ستة اشهر:"أنا سعيد جداً بهذه الانتخابات. واعتبرها مرحلة انتقالية فعلاً في العراق يجب علينا أن نتخطاها". وأضاف حسين حاملاً جواز سفره للتسجيل في أحد مراكز التسجيل في حي الهاشمي الشمالي ان"تحسين الوضع في العراق يعتمد بالدرجة الاولى على العراقيين... قد لا تكون هذه الانتخابات نزيهة مئة في المئة الا انها خطوة أولى، واعتبرها ناجحة لو حققت 60 أو 70 في المئة من النزاهة". وقدرت المنظمة عدد الناخبين في الأردن ما بين 150 ألفاً و200 ألف ناخب، بينما سيقوم افراد الشرطة العراقية الذين يتدربون في الأردن بالتصويت في مركز مخصص لهم. وتعهدت المنظمة بالحفاظ على السرية التامة لاسماء الناخبين بالاضافة الى توفير الامن بالتعاون مع الجانب الاردني حول مراكز التسجيل والاقتراع. وتمنت أم يوسف، وهي عراقية مقيمة في الاردن مع زوجها وابنها منذ اربعة اعوام، ان يعقب الانتخابات تحقيق استقرار للبلد الذي خرجت منه بسبب انعدام الطمأنينة والظروف الأمنية الصعبة. وفي طهران، سجل نحو اربعين عراقياً اسماءهم في أحد مراكز التسجيل في المبنى المتاخم لمسجد كربلاء، جنوب العاصمة. ويمكن لنحو 120 الف عراقي المشاركة في الاقتراع في ايران. وسيقام نحو سبعين مركز اقتراع في ست مدن ايرانية كبرى هي طهران وقم والاهواز وكرمنشاه ومشهد واورومية. وانتقد"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق"غياب مراكز اقتراع في مدن اصفهان وشيراز ويزد، ما يحرم 40 الف عراقي على الاقل من المشاركة في الانتخابات بحسب"المجلس الاعلى"الذي دعا الى الاحتجاج امام مقر الاممالمتحدة في طهران. وفتحت أبواب مراكز التسجيل في ثلاث مدن هولندية هي أمستردام وروتردام وزفولي. واوضح الناطق باسم"المنظمة الدولية للهجرة"هارولد هيميلارس:"ما من تهديد محدد لكننا نريد ثني اي شخص لديه نية سيئة". وأقيمت مكاتب التسجيل في اماكن محمية جيداً او يصعب الوصول اليها مثل ثكنة للبحرية الهولندية في امستردام. ويبدو في الخارج انتشار ظاهر للقوى الامنية حيث يسهر داخل المكاتب حراس مجهزون بآلات كاشفة للمعادن على حسن سير عمليات التسجيل. وقال هيميلارس:"ثمة نحو 45 ألف عراقي في هولندا بينهم 33 الف ناخب محتمل. لكننا ننتظر قدوم عراقيين من بلجيكا وغرب المانيا ايضاً". ويقيم في بلجيكا أقل من عشرة آلاف عراقي، فقررت"منظمة الدولية للهجرة"عدم فتح مكتب تسجيل فيها. وينبغي على العراقيين فيها التوجه الى باريس او هولندا. اما العراقيون المقيمون في غرب المانيا فقد يفضلون التوجه الى مكاتب التسجيل الهولندية بدلاً من مكاتب التسجيل في برلين وكولونيا او ميونيخ البعيدة جداً عنهم. وبدأ العراقيون المقيمون في بريطانيا التسجيل على لوائح الاقتراع في لندن ومانشستر وغلاسكو.